محللون يعزونه لرتفاع الإحباط والأمراض النفسية
مخاوف صينية من خلفيات الاعتداء على روضة الأطفال
أثار حادث الاعتداء على روضة للأطفال قبل أيام في الصين غضباً واسعاً في الأوساط الصينية، إذ قتل نسعة أطفال، حسب طبيب في المستشفى الذي استقبل الضحايا، وأصيب 11 طفلاً بجروح خطرة.
ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة من جرائم الطعن في المدارس والجامعات الصينية في السنوات الاخيرة ، كان آخرها خمس هجمات على تلاميذ مدارس في الأسابيع الماضية. وتحدث الهجمات رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها السلطات الصينية. وقد تم وضع كاميرات في معظم المدارس وعززت الشرطة تواجدها على مداخل المؤسسات التعليمية.
وقد أثارت الهجمات قلقاً كبيراً لدى الرأي العام في الصين وسط تزايد الضغوط والتغير السريع الذي يحدث على المستوى الاجتماعي، وغياب المرافق الخاصة بعلاج المختلين عقلياً. هرعت قوات الشرطة والجيش إلى موقع الحادث لتطويق المكان والتأكد من عدم اندلاع تظاهرات. في حين تقول مصادر إن الجاني وو هوانمينغ (48 عاماً)، استخدم ساطوراً في قتل الصبية في روضة الأطفال، كان شخصاً معروفاً. وقد انتحر بعد عودته إلى منزله ولم تعرف دوافعه للهجوم.
ويروي ساكن قريب من الروضة هو زان زيولان(71 عاماً) أن المهاجم كان هادئاً ولطيفاً، مضيفاً «كان شخصاً عادياً ولا يتحدث كثيراً. وكان مرهفاً وطيباً ولم يكن يشكو من مشكلات عقلية». ولم يتوقع زيولان أن يقدم وو على فعل شنيع مثل هذا. واستغرب لما قام به المهاجم، وقال إن لديه ولدين وأخوين صغيرين.
ويقول مدير المستشفى سيو زيانغبين إن «كل أطفال الروضة يعرفونه (الجاني) وكانوا يرونه كل يوم، وكان الحادث مروعاً للجميع». وكما جرت العادة في مثل هذه الحالات يتم إبعاد أقارب الضحايا عن وسائل الإعلام، كما يتم مراقبة الصحافيين من طرف الشرطة، ولا يسمح لهم بالتصوير أو إجراء مقابلات. وقد تم طرد طاقم محطة تلفزيونية من الفندق الذي كان يقيم فيه، وقد جاء خصيصاً لتغطية الحدث.
من جهة أخرى، تقول الشرطة إن المهاجم كان على خلاف مع صاحبة الروضة، التي أجّرت منه منزله لإقامة روضة للأطفال من دون ترخيص من السلطات. وعندما طالب باسترجاع منزله بدأ الخلاف مع صاحبة الروضة التي طلبت منه إمهالها إلى انتهاء الموسم الدراسي.
ويقول اختصاصيون في علم الاجتماع إن الهجمات الأخيرة التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء، جاءت نتيجة لتجاهل السلطات المشكلات النفسية والعقلية التي يعاني منها عدد من الصينيين. ويعود ذلك إلى الخلل الاجتماعي الكبير في مجتمع ينمو بسرعة إلا أنه يفتقر إلى تساوي الفرص.
وأشارت دراسة أجرتها الدورية البريطانية الطبية «لانست» إلى أن نحو 10٪ من بين 173 مليون بالغ يعانون مشكلات عقلية وأن أغلبيتهم حصلوا على علاج. وفي ذلك يقول الباحث في جامعة رنمين في بكين، زاو زياوزينغ، إن هناك بعض المحبطين المصابين بأمراض نفسية واجتماعية، يشعرون بالرغبة في الانتقام من المجتمع، انهم يختارون الأطفال ليكونوا أهدافا لأنهم الأضعف.
يذكر أن المهاجمين في الآونة الأخيرة هم من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 20 و،30 عاماً معظمهم فقد وظيفته. ويفضل هؤلاء استخدام الخناجر والسواطير لتنفيذ جرائهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news