قضية الجاسوسية الأخيرة أعادت أجواء الحرب الباردة. أ.ف.ب

روسيا تجنّد العملاء الصغار بشرك «المغامرات الرومانسية»

من دون أدنى مشكلة، يجند مكتب الاستخبارات الخارجية الروسية عملاء صغار عبر موقع إلكتروني بإغرائهم بـ«مغامرة رومانسية ممتزجة بجاسوسية».

وتشمل دعوة التقدم إلى الوظيفة وصفاً للمهام الأساسية، مثل «ساعد بلادك على تنمية اقتصادها وسعيها لتحقيق التقدم العلمي والتقني».

وبعد اعتقال 11 روسياً يشتبه في أنهم يعملون جواسيس في الولايات المتحدة وقبرص، ووجهت إليهم اتهامات بإمداد روسيا بمعلومات سرية، لايزال الكثير من الأسئلة ينتظر إجابات، لكن حتى ألمانيا وفرنسا أعلنتا أنهما مستهدفتان من قبل روسيين متخصصين في التجسس الصناعي.

وتنفي روسيا الاتهامات الأميركية وتصفها بأنها مضحكة، بيد أن الواقعة أعادت إلى الأذهان ذكريات الحرب الباردة.

وجاء إعلان مسؤولين في وزارة العدل الأميركية الاثنين الماضي عن الاعتقالات في توقيت سيئ بالنسبة إلى روسيا.

فالأسبوع الماضي شهد لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ديميتري مدفيديف، ما أثار شكوكا بشأن اهتمام مدفيديف بمدينة سيليكون فالي (وادي السيليكون)، عاصمة التكنولوجيا الفائقة في كاليفورنيا، والتعاون الاقتصادي المستقبلي في المجال التقني الذي قد يفيد الطرفين.

وهذا يفسر بشكل ما رد الفعل القوي وغير المعتاد للرئيس السابق لجهاز الأمن الاتحادي الروسي نيكولاي كوفاليوف حيال الاتهامات التي أعلنت، وتساءل عن سر توقيت عمليات الاعتقال بعد أن مر عقد كامل على وضع المشتبه فيهم تحت المراقبة، واستنتج نظرياً أن قوى سياسية أميركية تسعى لإفساد البداية الجديدة للعلاقات مع روسيا.

وردت روسيا بقوة أيضاً على هذه الاتهامات، ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نيسترينكو تلك المزاعم، واصفا إياها بأنها «توجهات بالية من زمن الحرب الباردة».

وكان الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين ألمح عام ،2007 وهو لايزال في سدة الحكم إلى أهمية التجسس الأجنبي. وقال إن «فعالية قراراتنا الداخلية والخارجية تعتمد بشكل مباشر على جودة المعلومات التي نجمعها».

في السياق ذاته، أعلن مصدر أميركي، أمس، أن صحافية بوريفية تعمل في نيويورك منذ 20 عاما وعرفت بضلوعها في قضية خطف مفبركة في البيرو، هي من بين الجواسيس الذين تتهمهم السلطات الاميركية بالعمل مع أجهزة المخابرات الروسية.

وتعمل فيكي بيلايز (55 عاما) مع صحيفة «لا برنسا» التي تصدر باللغة الاسبانية، وهي تكتب لها مقالات غالبا ما تكون انتقادية بحق السلطات الاميركية.

وقد غادرت البيرو بعد أن اشتهرت في إحدى شبكات التلفزيون البوريفي بسبب أسلوبها الهجومي الذي أسهم في بروز شهرتها.

وفي العام 1985 تصدرت الصفحات الاولى في الصحف بعد تعرضها للخطف من قبل منظمة شيوعية كانت قد أجرت مقابلات مع زعمائها. وقد أقالتها الشبكة التلفزيونية بعد ذلك من عملها متهمة إياها بأنها تقف وراء عملية الخطف، وهي جرت بالاتفاق معها.

وهاجرت بعد هذه القضية إلى الولايات المتحدة. ومثلت، أول من أمس، امام القضاء في نيويورك وستبقى معتقلة حتى 27 يوليو الجاري على الاقل.

 

الأكثر مشاركة