«مقام يوسف» ذريعة المستوطنين في نابلس

حياة الفلسطينيين العاديين معرضة للخطر بسبب السياسات الإسرائيلية. الإمارات اليوم

يتخذ المستوطنون من مقام سيدنا يوسف عليه السلام وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ذريعة لاقتحام المدينة، والتغطية على ممارساتهم في الاعتداء على ممتلكات المواطنين وتنغيص حياتهم، إذ يؤمونه بشكل يومي تحت حماية كاملة من قبل الجيش بدعوى تأدية طقوس دينية خاصة بهم، فيما يعيث المستوطنون خراباً في المقام والأماكن المحيطة به، فيخلفون وراءهم النفايات بداخله، ويطلقون النار في الهواء وفي اتجاه منازل المواطنين، حيث يقع المقام وسط مناطق مكتظة بالسكان، كما يعتدون على ممتلكات المواطنين ومدارسهم ، وكان آخرها تخريب ممتلكات المدرسة الموجودة بجانب المقام.

ويخشى سكان مدينة نابلس احتلالاً جديداً لمقام سيدنا يوسف نتيجة الاقتحامات المتكررة له، فقد انسحب الاحتلال من تلك المنطقة عام 2003 بعد أن حول حياة السكان إلى جحيم، وارتقى خلال السنوات الأولى من انتفاضة الأقصى «300» شهيد فقط في مخيم بلاطة الذي يحتضن المقام.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ«الإمارات اليوم»، « إن اقتحام المستوطنين قبر يوسف يأتي من باب إرضاء الاحتلال لقادة المستوطنين، فدولة المستوطنين هي التي تحكم دولة إسرائيل، وهذا ما نخشاه وهو إعادة احتلال المنطقة بسبب تكرار عمليات الاقتحام، أو بفعل ضغوط قادة المستوطنين على حكومتهم».

ويقتحم المستوطنون، بحسب دغلس، مخيمي بلاطة وعسكر للاجئين وسط مدينة نابلس، إذ يوجد المقام وسط المخيمين، بدعوى تأدية الشعائر الدينية، وينغصون حياة المواطنين، ويعتدون على ممتلكاتهم رغم مجيئهم في معظم الأوقات في منتصف الليل.

وأشار إلى أن المستوطنين يعتدون على المدارس الموجودة في منطقة مقام يوسف، حيث توجد مدرسة لا تبعد سوى متر واحد عن المقام، وقد تعرضت لاعتداء أخير من قبل المستوطنين نجم عنه خراب كبير في ممتلكاتها، كما يتعرض الطلبة لمضايقات المستوطنين.

واضاف مسؤول ملف الاستيطان في نابلس، «يتخذ المستوطنون من المقام (مسمار جحا)، ذريعة لتنفيذ ممارساتهم، وهذا ما يحدث في كل مكان داخل المناطق الفلسطينية، كبئر مياه أو مقام أو موقع أثري صغير، ومنها قبة راحيل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم».

وأضاف دغلس «الخطورة الأكبر تكمن في تزوير إسرائيل التراث الإسلامي والفلسطيني وتحويل هذه الأماكن إلى مناطق دينية يهودية يرون فيها الحق الكامل لهم، وتصبح تجمعات للمستوطنين تحميها سلطات الاحتلال كما تحمي المستوطنات».

وأوضح دغلس أن المستوطنين وقوات الاحتلال يقتحمون منطقة المقام دون أي تنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية التي تتبع منطقة المقام لسيطرتها حسب اتفاقية أوسلو.

وكان مقام سيدنا يوسف عليه السلام تعرض لخراب كبير خلال احتلال القوات الإسرائيلية للمنطقة التي يوجد بها، وأصيب سقفه وجدرانه بأضرار كبيرة.

تويتر