مهمتها الانقضاض والتصفية خلال 30 يوماً

وحدة «كوماندوز» إسرائيلية لهدم منازل فلسطينيي النقب

عرب النقب لقمة سائغة لعربدة الاحتلال. الإمارات اليوم

يواجه الفلسطينيون في منطقة النقب جنوب الأراضي عام 1948 حملة إسرائيلية تهدف إلى هدم وإخلاء منازل 45 قرية عربية لا تعترف بها إسرائيل، وهذه الحملة تتضمن عمل وحدة عسكرية خاصة (كوماندوز) لهدم المنازل العربية بذريعة أنها بنيت دون ترخيص، وكذلك مصادرة أراضي النقب بدعوى أن العرب وضعوا أيديهم على أراضٍ تابعة للدولة.

وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كشفت النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية وبالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي قررت إقامة هذه الوحدة، والتي تعتبر الأولى من نوعها لمواجهة العرب في الداخل بكل ما يتعلق بالصراع على الأرض والمسكن. فيما كثف الاحتلال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من عمليات هدم منازل عرب النقب، وكان آخرها هدم خمسة منازل في قرية «رخما» إحدى قرى النقب غير المعترف بها، وتعود ملكية أحد هذه المنازل لشقيقين من المقرر أن يحتفلا بزواجهما يوم الجمعة المقبل.

وقال الناطق باسم المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب سالم الوقيلي لـ«الإمارات اليوم» «إن خطة عمل (الكوماندوز) في النقب موجودة الآن على طاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية وفي طريقها للتنفيذ، وسيقوم أفراد الوحدة خلال الأسابيع القريبة بحملة خاصة للتصدي لظاهرة البناء والتوسع في قرى النقب ومصادرة أراضي السكان».

وأوضح أن عمل الوحـدة الخاصة سيتركز في المرحلة الأولى في النقب، لتنتقل إلى المدن الساحلية في المثلث والجليل لإخلاء العرب من الأراضي وهدم المباني المنشأة عليها.

وأطلق الاحتلال على عمل الوحدة الخاصة، بحسب الوقيلي، اسم «حدود 30 يوماً»، وتشمل تفكيك منطقة النقب إلى قطاعات عدة، ومتابعة استخباراتية لمن يقوم بعمليات البناء، وسيقوم أفراد الوحدة وهم من الشرطة والجيش وأذرعة الأمن المختلفة بـ«الانقضاض والتصفية»، أي مداهمة القرى العربية وهدم المنازل وإخلاء السكان والاستيلاء على أراضيهم.

وقال الوقيلي إن «الاحتلال سيقوم بملاحقة البناء داخل القرى غير المعترف بها والمعترف بها أيضاً، إذ تقوم طائرات الاحتلال مرتين في كل أسبوع بتصوير جوي للقرى للاطلاع على البناء والتوسع داخلياً، وفي اليوم التالي تصدر قرارات هدم وإخلاء لتلك المنازل، ويتم تنفيذ الهدم خلال 30 يوماً بتدخل قوات الكوماندوز».

وأضاف «بعد انقضاء الأيام الـ30 المخصصة للحملة، ستبقى القوات موجودة في النقب لاستخدامها في تنفيذ قرارات الهدم القديمة، والتي سيتم اتخاذها مجدداً، إذ يوجد أكثر من 30 ألف أمر هدم وإخلاء بحق منازل العرب في النقب».

وفي سياق متصل، أوضح الوقيلي أن عمل الوحدة الخاصة وعمليات هدم المنازل التي ستقوم بها هي تنفيذ لمخطط قديم حديث كان رئيس الحكومة الأسبق أرئيل شارون قد طرحه مسبقاً، وهو منع أي تواصل جغرافي بين عرب النقب وغزة لما يشكل تهديداً لأمن إسرائيل من جهة الجنوب، وقد أوصى شارون بمصادرة الأراضي العربية وتوطين قرابة مليون يهودي فوقها.

وكانت لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية قد صادقت في وقت سابق على بناء مدينة «كسيف» اليهودية في منطقة النقب لإسكان 100 ألف من اليهود المتزمتين «الحيرديم»، وستقام هذه المدينة على أراضي ثلاث قرى فلسطينية في النقب غير معترف بها. وقال الناطق باسم المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها إن «عمليات الهدم في النقب تضاعفت في الأسابيع الأخيرة بصورة أكبر من أي عام مضى، فقد شهد الأسبوع الماضي هدم منزلين في قرية رخما القريبة من مدينة (يورحوم) اليهودية المقامة على أراضي عرب النقب، وهدم منزل في قرية (الفرعة)، إلى جانب هدم أربعة منازل في منطقة (تل السبع) وقرية (العراقيب) وجميع هذه القرى غير معترف بها». وذكر أن الفلسطينيين كانوا يسكنون على مساحة 12 مليون ألف دونم في النقب، أما اليوم فهم يقطنون فقط على ما يقارب 850 ألف دونم، وذلك بعد أن تم السيطرة على أراضيهم من قبل الاحتلال.

ويوجد 45 قرية عربية غير معترف بها في النقب، مقابل 12 قرية معترف بها من قبل إسرائيل، والقرى التي يعترف بها الاحتلال يشترط على سكانها المساومة والتنازل عن ملكية الأرض مقابل منحهم تراخيص للبناء.

تويتر