صحافيون عراقيون يعملون رغم الموت والخطر
يواجه إعلاميون في العراق مصاعب كبيرة تحول دون قيامهم بعملهم اليومي، ونقل الأخبار إلى القراء والمشاهدين. وقد لقي صحافيون ومصورون كثر مصرعهم في أنحاء البلاد، منذ الغزو الأميركي، إلا أن هذه المخاطر والعقبات لم تثن أصحاب المهنة عن المضي قدماً في تغطية الأحداث ونقل انشغالات الرأي العام. ومن بين الإعلاميين العراقيين الذين اكتسبوا شهرة خاصة في الآونة الأخيرة الصحافي فلاح عزاوي الذي يطرق أبواب المقاهي والمطاعم وغيرها من الأماكن للتواصل مع الناس والتخفيف من معاناتهم، من خلال برنامجه على قناة «الديار» الخاصة.
وبمجرد دخول عزاوي مقهى أو مطعم يبدأ الزبائن وأصحاب المحال الترحيب به وبمن يرافقه من المصورين والفنيين، ويقول عزاوي «المطلب الدائم لسكان بغداد هو التيار الكهربائي».
لا تقتصر تحقيقات عزاوي على العاصمة بغداد بل تشمل عدداً من المحافظات العراقية، ويركز على ظاهرة الفساد بشكل خاص وانتقاد المسؤولين المقصرين.
ويلقى برنامج «مع الناس» استحسان شريحة من الشعب العراقي لأنه يعكس واقعهم ويعبر عن انشغالاتهم وهمومهم.
وخلال زياراته للأماكن الشعبية يحاول عزاوي المقارنة بين أوضاع المواطنين المزرية وحياة المسؤولين المترفين. ورغم جرأته وانتقاداته اللاذعة لأصحاب القرار والنفوذ، تمكن الإعلامي المحبوب من البسطاء من البقاء على قيد الحياة.
وقتل ما لا يقل عن 139 صحافياً في العراق منذ ،2003 وقد اصيب أحد زملاء عزاوي بعد ان انتقد عائلة مسؤول رفيع في الدولة. كما تعرض صحافي في قناة «العراقية» للاعتداء في الشارع لأسباب مجهولة. واستطاع عزاوي أن ينشئ علاقة جيدة مع رئيس مجلس بغداد كامل الزيدي، فيقدم له شكاوى الناس.
ويتلقى مقدم البرنامج نحو 50 رسالة يومياً من المواطنين الذين يلتقيهم.
وفي المقابل، تسعى الحكومة إلى فرض قوانين جديدة على القنوات التلفزيونية الخاصة، تمهيداً لمحاكمة الصحافيين الذي تقول إنهم يحرضون على العنف .
وفي هذه الأثناء عبر إعلاميون عن قلقهم إزاء الخطوة الحكومية ورأوا فيها تمهيداً للتضييق على حرية التعبير، نظراً لغياب تفسير واضح لمصطلح «التحريض». كما يعاني الصحافيون من الرقابة الشديدة وتضارب المصالح بين القيادات السياسية والدينية.
يقول المدير التنفيذي للجنة حماية الصحافيين الدولية، جويل سايمون «الوضع في العراق في غاية الخطورة بالنسبة للعمل الصحافي، تحدثنا إلى صحافيين عملوا في حربي فيتنام والبوسنة، وأكدوا لنا أن الصراع في العراق أسوأء بكثير».
وذكرت اللجنة أن عدداً من الضحايا سقطوا بنيران الجنود الأميركيين. وتشير إلى أن التحقيقات في مقتل الصحافيين لا تتم بطريقة صحيحة ولا يمكن الوصول إلى نتائجها في الغالب.
ويقول صحافي عراقي، إن «جهات مختلفة تستهدف الاعلامي العراقي، منها الحكومية، والميليشيات المسلحة. ومن المؤسف ان جميع عمليات الاغتيالات التي طالت الصحافيين سجلت ضد مجهول».
وتقول نقابة الصحافيين العراقية «عدد القتلى في صفوف الإعلاميين أكثر من الرقم المعلن عنه بكثير».
وصنفت «منظمة مراسلون بلا حدود» في المرتبة 157 قبل ثلاث سنوات، ومن المتوقع أن تتدهور الأمور أكثر في ظل الفوضى الإعلامية وسهولة الحصول على ترخيص إنشاء الصحف والقنوات التلفزيونية.