بيع أرض مسجد في مصر لشركة استثمارية
أكد قائد المقاومة الشعبية بالسويس الشيخ حافظ سلامة، أنه تقدم ببلاغ الى النيابة العامة في مصر للتحقيق مع المسؤولين عن بيع ارض مسجد الرحمن بالسويس لشركة استثمارية لإقامة ابراج سكنية عليها.
وقال سلامة لـ«الإمارات اليوم » ان قرار المحافظ بوقف عمليات الاعتداء على ارض المسجد لا يكفي، لأن القرار كان يجب ان يتضمن وقف جميع عمليات البناء وتغيير الرسوم والتصميمات، بما يؤكدخروج مساحة المسجدمنها، مشيرا الى ان «حرمة المساجد خط احمر ولا يجب ان تكون مجالاً للعبث او الاثراء».
وقال سلامة «طالبت في بلاغي للنيابة العامة بوقف بيع أرض مسجد الرحمن وبناء البرج السكني، وبالتحقيق مع المسؤولين الذين قال محافظ السويس انهم لم يبلغوه بوجود مسجد في الأرض المبيعة».
وتابع «اعترضنا منذ البداية عندما علمنا ان مستثمرا قام بشراء ارض سينما قديمة ملاصقة لأرض المسجد وأنه يريد هدم مسجد الرحمن الكائن أمام حزب الوفد القديم بجوار شارع الشهداء لبناء برج سكني، وعلى الرغم من ان الاعتراض كان علنيا على منبر مسجد الشهداء الذي ائتم الناس به، الا ان اياً من المسؤولين لم يتحرك». وتابع «تحرك الناس وتحول الأمر الى قضية رأي عام والمحافظ يصر على انه لم يخبره احد بأن الأرض التي وافق عليها لإقامة ابراج سكنية تضم ركاماً وأرض مسجد الرحمن».
من جانبه، قال محافظ السويس اللواء محمد سيف الدين جلال لـ«الإمارات اليوم » انه عقد اجتماعاً عاجلاً بكبار المسؤولين بالمحافظة مساء الأحد الماضي، وقررنا إلغاء عملية بيع الأرض الخاصة بالمسجد، مؤكداً «انه لم يعلم على الإطلاق بأن مساحة الأبراج السكنية تضم اراضي تابعة لمسجد الرحمن، وأنه لا يسمح بأي حال بأن يتم هدم مسجد أو دار عبادة لأي سبب».
وأكد مصدر، حجب اسمه، بمكتب محافظ السويس، قيام الأخير بتعنيف مسؤولي الإسكان والأملاك بالمحافظة، بسبب قيامهم باتخاذ قرار خطير مثل ذلك من دون إخطاره، وأمر المحافظ بفتح تحقيق موسع في ملابسات بيع الأراضي ومحاسبة المسؤول الذي تآمر على مسجد من بيوت الله لمصلحة رجل أعمال قام بشراء الأراضي لبناء أبراج سكنية. لكن المهندس محمود العبد من ابناء السويس، قال «ان المحافظ يعلم منذ البداية بحقيقة الأرض، ولكنه لم يعلم برد فعل الناس على الجريمة، وحذر من تلاعب المحافظ بمشاعر الناس ومراوغتهم لفرض الأمر الواقع، خصوصاً ان اعمال الإنشاء مستمرة، واضاف «ان ابناء السويس الذين قاوموا الدبابات الإسرائيلية بصدورهم سيقاومون سطوة رجال الأعمال على مساجدهم بالحماس نفسه».
وصدر بيان موقّع من الشيخ حافظ سلامة، يؤكد أن أعمال البناء في المشروع الاستثماري مازالت قائمة على قدم وساق ولم تتوقف، كما أنه لم يصدر قرار ـ كما زعم المحافظ ـ من المجلس التنفيذي للمحافظة بوقف الأعمال، وكذلك فإن الرسوم الهندسية للمشروع الجديد لم يجرِ أي تعديل فيها، بما يعني أن مخطط الاستيلاء على المسجد وهدمه مسألة وقت.
والشيخ حافظ سلامة الذي يتزعم حركة مقاومة هدم المسجد، قاد المقاومة الشعبية ضد اسرائيل بالسويس في حرب ،1973 وقال عنه رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب سعد الدين الشاذلي «إن سلامة اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيساً خلال الفترة من 23 إلى 28 أكتوبر عام ،1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي، وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة».