شرطة كابول تعتبر كل لابس عمامة «طالبانياً»
عبرت الشرطة المحلية في مدينة قندهار الأفغانية عن انزعاجها من وجود قوات دعم جديدة في المنطقة، وقالت إنه من الصعب التنسيق معها. وقررت الحكومة المركزية إرسال وحدة مدربة من الشرطة الأفغانية، بقيادة ضابط أميركي، إلى قندهار لدعم القوات المحلية بعد تردي الوضع الأمني هناك.
ويقول قائد الشرطة في المدينة العقيد عبدالهادي، إن عناصره تجد صعوبة في العمل الميداني في ظل المشكلات التي تترتب عن تعامل العناصر الجدد مع السكان المحليين. ويقول مسؤولون أمنيون إن قوات الدعم الجديدة لا تعرف خصوصية أهل البلاد، ويعتقدون «أن كل من يلبس عمامة هو من عناصر طالبان». وفي ذلك يقول عبدالهادي «معظم الناس هنا يلبسون العمامة ولكنهم ليسوا بالضرورة من طالبان»، موضحا «ومع ذلك تقوم عناصر الوحدة بتفتيشهم بدقة وكأنهم متهمون».
في المقابل يقول مواطنون أفغان إن الفساد مستشر بين عناصر الشرطة في جنوب أفغانستان، خصوصاً في محافظة قندهار. وترى الإدارة الأميركية أن جهاز الشرطة غير فعال ويتعين إعادة تأهيله من خلال برنامج تدريبي شامل، حتى تتمكن من مواجهة المسلحين وتحقيق الأمن. ويذكر أن تدريب القوات الأفغانية بدأ منذ سنوات، لكن لم يحقق نتائج تذكر. ويقول عبدالهادي، ان أفراد وحدة الشرطة الجديدة في قندهار هم «غرباء عن المنطقة ولا يعرفون كيف يتعاملون مع الأهالي، والناس في المدينة وضواحيها متذمرون جداً»، حسب المسؤول الأفغاني بسبب التفتيش الجسدي ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان.
وفي غضون ذلك، تحاول القوات الأميركية كسب القلوب والعقول في قندهار، وتفادي الأخطاء التي وقعت فيها أثناء هجومها على مرجة، إذ أشركت الشرطة الأفغانية في العملية رغم قلة خبرتها الميدانية. وتواجه الشرطة في قندهار مشكلة أخرى تكمن في أن قوات الدعم جاءت من كابل وهي عاجزة حتى على التواصل مع الناس في المحافظة الجنوبية، نظراً لجهلهم باللغة المحلية.
وخلال دورية لعناصر الشرطة الجديدة في شوارع المدينة برفقة الجنود الأميركيين الذين يشرفون على التدريب، قال عبدالهادي ان العناصر لم يتحدثوا مع الناس، ما يدل عن انعدام التواصل بينهم وبين الأهالي.
ويقول رزاق خان غيلجي، الذي يعمل مدرساً في قندهار، إن وحدة الشرطة الجديدة لن تغير في الوضع المتردي منذ سنوات. ويضيف غيلجي «لاتزال معدلات السرقة والجريمة كما هي والناس يفتقدون الأمن. أعتقد أنه من الأفضل لو تم اختيار عناصر من قندهار وقاموا بتدريبهم ربما سيكون الوضع أفضل».
من جهة أخرى، يقول النقيب في القوات الأميركية، تاد لايمان، الذي يقود وحدة الشرطة الجديدة، إن هذه الأخيرة تلقت تدريباً جيداً وإن عناصرها لديهم مهارات عالية. إلا أن أفراد هذه الوحدة سيواجهون عقبات كبيرة خلال عملهم في منطقة تحكمها الأعراف القبلية والانتماءات العرقية. ويوضح لايمان ان المشكلة تكمن في عدم اهتمام عناصر الشرطة بمشكلات منطقة لا ينتمون إليها «وهذا سيكون عقبة كبيرة» أمام تحقيق الأمن. ويشكك سكان قندهار في كفاءة الوحدة الجديدة، وفي ذلك يقول خالد بشتون وهو صاحب محل في المدينة «بالنسبة لنا العناصر الجدد لا يختلفون عن القدامى». مضيفاً «عدد منهم يتعاطى المخدرات، ومنهم من هو متورط في أعمال إجرامية»، مشككاً في قدرتهم على إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة وضواحيها. ويدافع لايمان عن عمليات التفتيش ويقول انها ضرورية إلا انه وعد بالعمل مع الشرطة المحلية للتخفيف من الضغط على السكان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news