فضح التجاوزات ضد حقوق الإنسان بالوثائق.. وشق طريقاً جديداً للصحافة الإلكترونية

«ويكيليكس».. موقع يمزج الشهرة بالغموض

أسانغ: تعرية أنظمة الحكم القمعية والمؤسسات المرتبطة بها في العالم من أساسيات عملنا. أ.ف.ب

لم يسمع معظمنا في المنطقة العربية به من قبل، باستثناء ذوي الاختصاص والاهتمام من الباحثين والإعلاميين المتابعين لقضايا حقوق الإنسان وما تتعرض له من انتهاكات، والحروب وبؤر النزاعات وما يكتنفها من أسرار وغموض، وما يتخللها من جرائم يرقى بعضها إلى حد جرائم الحرب والإبادة الجماعية، إنه موقع «ويكيليكس» الإلكتروني المثير للجدل، بما يحققه من شهرة تطبق الآفاق من خلال كشفه سراً أو وثيقة، أو تفاصيل فضيحة لحكومة أو جيش أو مؤسسة، أو أحد نجوم السياسة أو الرياضة أو الفن أو المجتمع.

هذا الموقع الذي تم إطلاقه على الإنترنت عام 2006 هو الناطق الاعلامي باسم منظمة دولية تحمل الاسم نفسه، وتتخذ من السويد مقراً لها، تهتم أساساً بالحصول على معلومات أو وثائق مهمة أو صور حساسة، تفضح التجاوزات التي تستهدف حقوق الإنسان وحياة المدنيين من تهديدات، من غير أن تأبه لما يترتب على ذلك من إحراج للدول والمنظمات والمؤسسات المتورطة.

وإذا كان موقع «ويكيليكس» هو المتحدث، فإن الوعاء الإعلامي الأكبر للمنظمة هو «صنشاين برس»، التي تديره وتشرف عليه، وتعتني بتحديثه وتطوير نشاطاته المتنوعة والمتجددة والمثيرة للاهتمام.

تأسست منظمة «ويكيليكس» بداية على أيدي منشقين مهاجرين صينيين من صحافيين ومعلمين وعلماء رياضيات وفنيين، وسرعان ما انضم إليهم آخرون من الولايات المتحدة وتايوان ودول أوروبية واستراليا وجنوب إفريقيا، ويعتبر حجر الاساس في عملها الحصول على معلومات وتفاصيل قيمة وأسرار ووثائق وصور تفضح ما يدور في الحروب والنزاعات، وما يتم ارتكابه من فظائع ضد المدنيين وانتهاكات خطرة لحقوق الانسان، والحفاظ التام على المصادر التي تزودها بهذه المعلومات والوثائق والصور، وغالبا ما تلف هذه المنظمة طبيعة عملها وتحركاتها بكثير من التكتم والغموض. ولأن ما تحصل عليه يتسم بالاهمية والقيمة والتميز، فإن وكالات الأنباء والجهات الإعلامية ومنظمات حقوق الانسان، بل والحكومات أحياناً، تتنافس لشرائه أو الحصول على حقوق بثه بشكل أو بآخر من خلال عروض مادية مغرية.

التزام

حينما يُذكر اسم موقع «ويكيليكس» يحضر إلى الاذهان بقوة اسم رئيس تحريره، الصحافي الاسترالي جوليان أسانغ، الذي يصفه البعض بالمشاكس، ويصف نفسه بأنه أحد مؤسسي المنظمة أحياناً، وناطق باسمها تارة أخرى، ولكنه في جميع الاحوال عضو في مجلس مستشاريها، على الرغم من أنه يرفض الاعتراف بذلك.

ويقول إن «من أساسيات عمل المنظمة والموقع، وفي مقدمة اهتماماتهما، تعرية أنظمة الحكم القمعية والمؤسسات المرتبطة بها في العالم، وفضح ممارساتها غير القانونية وغير الاخلاقية». ونجح أسانغ في إخراح الموقع الالكتروني للمنظمة الى العلن عام ،2007 وتحصينه من التدمير أو الضرر والاختراقات.

وفي مطلع ذلك العام أعلن الموقع الذي كشف عن ملايين الاسرار، والذي يتم تصنيفه على أنه من فئة مواقع الـ«ويسل بلوور»، أي مطلقي صافرة الانذار والخطر أو المبلغين عن المخالفات والتجاوزات، أنه يستعد لنشر أكثر من مليون و200 ألف وثيقة بحوزه أعضائه وناشطيه، إذ قال أسانع «تسلمنا أكثر من مليون وثيقة من أكثر عن 31 دولة».

وتعطي منظمة «ويكيليكس» أولوية لضمان سلامة صحافيين ومراسلين ناشطين لها في مختلف الدول، وتحركاتهم بحرية، وإطلاق سراحهم في حال تعرضهم للاعتقال، كما حدث للصحافي الصيني شي تاو، الذي حكم عليه بالسجن 10 سنوات عام ،2005 لنشره رسالة الكترونية (إيميل) من مسؤولين صينيين حول ذكرى أحداث ميدان «تيان أنمين». ويعترف إعلاميون وناشطون ومؤرخون ومثقفون بأهمية دور «ويكيليكس» المنظمة والموقع في نشر التوعية حول حقوق الإنسان والحريات، وضرورة فضح الانتهاكات والممارسات غير القانونية، وغير الأخلاقية، والتحريض من خلال الكلمة والصورة على مناهضة الحروب وتصعيد الضغوط لوقفها، وأن عملها يتسم بقدر كبير من الصدقية، لانه يتم تقييم كل وثيقة أو صورة أو معلومة قبل نشرها أو الكشف عنها. ويقولون إن ما يقومان به يستحق الاحترام والتنويه، لأنه يسهم في إبقاء قضية حقوق المدنيين الابرياء وسلامتهم وحرياتهم تحت الضوء وقيد المتابعة.

وفاز الموقع بالعديد من الجوائز، منها جائزة «نيوميديا» لمجلة الايكونوميست عام ،2008 وجائزة الإعلام لمنظمة العفو الدولية ،2009 وفي مايو الماضي حصل على تصنيف الموقع الاول الذي نجح في تغيير الاخبار كلياً من خلل نشره تقريراً للجنة الوطنية الكينية لحقوق الانسان حول عمليات القتل التي قامت بها قوات الشرطة في كينيا.

وأعلنت المنظمة في ديمسبر الماضي أنها تواجه نقصاً في الموارد المالية، ما يعيق تمويل أعمالها وأنشطة اعضائها ومراسليها في مختلف أرجاء العالم، ودفعها الى تقليص المصروفات المكتبية والادارية المنتظمة العامة التي تصل الى 200 ألف يورو سنوياً، وخفض تكاليف العمليات وعمل المتطوعين، والقيام بحملة لجمع التبرعات والمساعدات ذات الطبيعة الخيرية والانسانية، مع الرفض المطلق للمساعدة المشروطة من أي شخص أو جهة، وتقاوم بشدة محاولات فرض الرقابة على ما ينشره موقعها في أراضيها، مثل ما تحاول الصين، غير أن المسؤولين يصفون هذه الصعوبات بانها أزمة عابرة سيتم تجاوزها.

أهم الإنجازات

«البنتاغون» تبحث عن الذي سرّب وثائق أفغانستان

قالت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» إنها ستقوم بعملية بحث عمن قام بتسريب عشرات الآلاف من الوثائق السرية عن الحرب في افغانستان، وهي من أكبر الاختراقات الامنية في التاريخ العسكري للولايات المتحدة.

وقال مسؤولون عسكريون اميركيون إن الشخص المسؤول عن الكشف عن نحو 91 ألف وثيقة سرية يبدو أن لديه رخصة «سرية» للاطلاع على وثائق حساسة عن الحرب الافغانية. وأقر المسؤولون بأن من المحتمل حدوث تسرب لمزيد من الوثائق.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جيف موريل «سنفعل كل ما هو ضروري لتحديد من المسؤول عن تسريب هذه المعلومات».

واضاف «حتى نعرف من المسؤول يجب أن نقر بإمكانية ان يحدث تسريب لمزيد من المعلومات، ومن الواضح ان هذا مدعاة للقلق».

وأكد أن مراجعته لتسرب الوثائق العسكرية السرية عن الحرب في افغانستان «سيستغرق أياماً إن لم تكن أسابيع»، وان من السابق لاوانه تقييم حجم الاضرار.

وهون المسؤولون العسكريون الاميركيون من شأن أي معلومات تتضمنها الوثائق التي تم تسريبها حتى الآن، قائلين إنها فيما يبدو تقييمات ذات مستوى منخفض، تؤكد الى حد كبير مخاوف الجيش بشأن الحرب الافغانية التي تم التعبير عنها علانية.

وكانت تحذيرات الجيش من احتمال فشل المهمة العام الماضي قد ساعدت في جعل الرئيس باراك اوباما يتخذ قراراً في ديسمبر الماضي بإرسال 30 ألف جندي آخرين الى افغانستان.

وقال موريل«مجال التسرب وحجمه يبعث على القلق بشكل واضح، ولكن لا أظن ان محتواه يكشف عن كثير من المعلومات».

وتزعم الوثائق التي كشفت عنها منظمة ويكيليكس في موقعها على الإنترنت ان القوات الاميركية حاولت التستر على مقتل مدنيين، وأن مسؤولين اميركيين في أفغانستان يشتبهون بقوة في أن باكستان تدعم حركة طالبان الافغانية سراً، بينما تتلقى مساعدات أميركية.واشنطن ــ رويترز

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/271715.jpg

الكشف عن جريمة «كولاترال ميردر»، أي جريمة القتل المباشر والمضمون في شريط فيديو سلمه محلل المعلومات الاستخبارية في الجيش الاميركي، الضابط برادلي مانينغ للصحافي دانييل إلسبرغ في ابريل ،2010 ويصور غارة شنتها مروحية اباتشي أميركية في يوليو2007 في وضح النهار على ضاحية بغداد الجديدة، وقتل فيها 12 مدنياً، بينهم اثنان من احد الاطقم الاخبارية لـ«رويترز»، وترتب عليها محاكمة مانينغ وإيداعه السجن لقضاء عقوبة مطولة.

نشر وثائق بأوامر وتعليمات لعمليات اغتيال صومالية في ديسمبر ،2006 وتستهدف مسؤولين حكوميين، ولها علاقة بميليشيا مسلحة اسلامية متطرفة ذات صلة بتنظيم القاعدة.

الكشف عن وثائق تكشف تلاعب سلطات معتقل غوانتانامو بالتعليمات والقيود المفروضة على السجناء وما يتعرضون له من عقوبات، وادعاء تخفيفها وزيادة التسهيلات المقدمة لهم أمام ممثلي لجنة الصليب الاحمر الدولي، وتعود الى عام ،2003 ولكن تم الكشف عنها ،2007 غير أن تلك السلطات دأبت على نفي حدوث اي تلاعب.

نشر كشف بقائمة المراسلات الشخصية عبر البريد الإلكتروني ( الايميل) للمرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الاميركي سارة بالين، أثناء حملة الانتخابات الرئاسية عام .2008

نشر وثيقة بقائمة أعضاء في الحزب الوطني البريطاني اليميني العنصري المتشدد في بريطانيا بزعامة نيك غريفن، وتعود الى نوفمبر ،2008 وتتضمن بعض الانشطة المتعصبة التي تغذي ثقافة الكراهية.

الكشف عن وثائق بعمليات تلاعب وتزوير في بنك «كابثينغ»، قبل فضيحة انهياره في ايسلندا في سبتمبر الماضي.

نشر 92 ألف وثيقة عن تفاصيل الحرب في افغانستان بين عامي 2004 و،2009 ونشرتها بالتزامن «الغارديان» البريطانية و«نيويورك تايمز» الاميركية ومجلة «دير شبيغل» الالمانية.

 

تويتر