الشركة تنفي خلفياتها السياسية.. ومؤسسها تلقّى جائزة «صديق صهيون»
مصريون يقاطعون «مقاهي ستاربكس» لدعمها إسرائيل

«ستاربكس» أصبحت تعبر عن سلعة متميزة وأسلوب حياة. أرشيفية
جدّد مصريون حملة أطلقوها منذ سنوات لمقاطعة مقاهي «ستاربكس» بسبب دعمها إسرائيل، واعتبر ناشطون تصعيد الحملة في الوقت الجاري ضرورياً رداً على الهجوم الإسرائيلي على اسطول «قافلة الحرية»، وعلى نداء جديد أطلقته إدارة المقاهي لدعم سياسات تل أبيب.
بدأت سلسلة «ستاربكس» في بايك بليس ماركت في سياتل عام ،1791 على هيئة متجر صغير لبيع القهوة، وكان مؤسسها ومالكها الحالي، اليهودي هوارد شولتز، مديراً لعمليات التسويق والبيع بالتجزئة، وفي عام 1928 سافر شولتز الى ايطاليا حيث راودته هناك فكرة فتح مقهى لتقديم القهوة بأشكال مختلفة في سياتل، بعد ان تأثر بالمحال التي تقدم قهوة إسبريسو في ميلانو.
تتابعت بعد ذلك فروع «ستاربكس» في العالم ليصل عددها الى،9700 يعمل فيها اكثر من 90 ألف موظف وعامل، وتستقبل ما يزيد على 33 مليون زبون أسبوعياً، ويزيد حجم رأسمالها على أربعة مليارات دولار.
بعد أيام من الهجوم الإسرائيلي على سفن «اسطول الحرية»، قام هوارد بتنشيط رسالة تعود الى 11 يوليو ،2006 ينوه فيها بعملاء المقهى ورواده في جميع انحاء العالم ويقول إن زيارتهم واستهلاكهم للقهوة والشكولاتة الساخنة، يساعد في تمويل منح دراسية للطلبة في اميركا الشمالية واسرائيل، وتعزيز علاقات التعاون والتحالف بين الولايات المتحدة واسرائيل.
وقد أخذ عدد كبير من الشباب المصري فحوى هذه الرسالة على محمل الجد، وقرر شن حملة لمقاطعة «ستاربكس» مقهى ومنتجات وخدمات، إذ تجمع العشرات من الناشطين من المصريين والأجانب امام احد المقاهي في القاهرة، في اعتصام احتجاجاً على دعمها الصريح والمكشوف لإسرائيل، ورفع المشاركون الأعلام التركية والفلسطينية، وشعارات ولافتات أخرى تندد بالهجوم على سفن «اسطول الحرية»، وغيره من الممارسات الإسرائيلية ووصفوها بالإرهاب.
كما لعب مدونون دوراً مهماً في الترويج لهذه المقاطعة، وشرح ضرورتها ومدى اهميتها، إذ وصفتها المدونة المصرية زنوبيا «بالعمل الجريء والناجح»، وبعد المظاهرات التي شهدتها القاهرة والتي جاءت عقب مظاهرات مماثلةفي بيروت، أصدرت ستاربكس بياناً قالت فيه «نعتقد أن المظاهرات قامت على اساس معلومات خاطئة ومضللة، وعرّضت موظفينا وعمّالنا للخطر، وندعو الناس في المنطقة العربية لإدراك الحقائق وتمييزها عن غيرها من خلال المصادر الموثوقة، ولاسيما ان (ستاربكس) شركة للقهوة ليس لها طابع او دافع سياسي، ولا ندعم أي قضية ذات صلة بنزاع سياسي او ديني، ونحن شركة لها فروع في اكثر من 50 دولة منها 300 مقهى ومتجر في تسع من دول الشرق الأوسط ».
وكان شولتز قد تلقى تكريماً في ذكرى مرور 50 عاماً على قيام اسرائيل، وتسلم جائزة «صديق صهيون»، ما عزز التقارير القائلة ان «ستاربكس» تقدم دعماً مادياً كبيراً للحكومات المتعاقبة في اسرائيل، وتسهم في مساعدة جيشها في تحديث أسلحته.
حامية اليهود شعار سلسلة مقاهي ستاربكس، هو صورة رمزية، بالخطوط، للملكة اليهودية إستير التي تلقب بحامية اليهود، والتي يحمل اسمها سفراً في الكتاب المقدس الذي يصفها بأنها فتاة يهودية يتيمة، وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاي ابنة له، فلما سُبي مردخاي من أورشليم بقيادة ملك بابل نبوخذ نصر، أخذ مردخاي ابنة عمة معه الى مدينه (شوش) التي كانت عاصمة مملكة فارس. وكانت إستير «جميلة الصورة وحسنة المنظر»، فلما طلب الملك الفارسي أحشويرس أن يجمعوا له كل الفتيات العذارى الحسناوات ليختار واحدة من بينهن لتحل مكان الملكة السابقة وشي، وقع اختياره النهائي على إستير التي فضلها على الفتيات السبع اللواتي وقع عليهن الاختيار النهائي. وبالنظر إلى أنها حسنت في عيني الملك ونالت نعمة من بين يديه، فقد اعجب بها الملك وأحبها، فوضع تاج الملك على رأسها وملكها كل شيء. |
وهناك 61 فرعاً لـ«ستاربكس» منتشرة في القاهرة والإسكندرية ومنتجع شرم الشيخ في مصر، إضافة الى مئات الفروع في دول عربية أخرى، واصبح ارتيادها يعبر عن نمط ثقافة ونمط حياة، وترى جموع الشباب المصري، ولاسيما ذوي التوجهات الوطنية والإسلامية، انه لابد من ضرورة زيادة الضغوط عليها ومقاطعتها حتى تتوقف عن دعمها لإسرائيل، ويعرب الخبير في الشؤون الاقتصادية للشرق الأوسط ومؤسس مركز إنفوبرود للأبحاث د. جل فيلر، عن اعتقاده ان «المقاطعة لن تؤثر في هذه السلسلة العالمية من المقاهي والمتاجر، لأن زبائنها وروادها من النخب والدبلوماسيين لن يتوقفوا عن ارتيادها والتسوق منها، وان انصار الجماعات الإسلامية ليسوا في الاساس من روادها أو عملائها ». وعلى مدى عقد من الزمن تخللته «انتفاضة الأقصى» الفلسطينية وهجمات 11 سبتمبر ،2001 وغزو العراق، وازمة نشر رسوم الكارتون المسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كانت القاهرة بوصلة الإرشاد والتوجيه لردود الفعل الشعبية العربية والإسلامية المناهضة للأعمال المعادية التي يقوم بها الإسرائيليون والغربيون، على الرغم من أن مصر تعد من الدول العربية المعتدلة التي تربطها علاقات جيدة بالدول الغربية وتعج اسواقها بالسلع والمعدات التكنولوجية الغربية.
ويقول الشاب هشام نصر (26 سنة) من القاهرة، انه «واظب على ارتياد مقهى ستاربكس، حتى تلقى رسالة تقول إن ما يدفعه له يذهب الى تسليح الجيش الاسرائيلي الذي يقتل الفلسطينيين، ويطلق النار على كل ناشط يأتي من اي مكان من العالم لمساعدتهم، وان من الحكمة ان يستخدم المصريون قوتهم الشرائية والاستهلاكية لخدمة مصالحهم وقضايا اشقائهم العرب، على الرغم من انه لا يعد نفسه معادياً لأميركا». وتقول الأميركية ماريا التي امضت بضع سنوات تعيش وتدرس وتعمل في مصر، إن «لدى المصريين مشاعر معادية بوضوح لأميركا، ولا تفاجئني مثل هذه التحركات والاحتجاجات ضد (ستاربكس)». ومن جانبه، يقول مصري آخر اسمه عبدالله «لا أرتاد (ستاربكس) بطبيعتي لأنني ارفض امركة حياتنا وتغريب ثقافتنا، وسمعت عن مقاطعة المقهى من اتجاهات ومصادر عدة، وأتفهم الغضب الشعبي الذي تزايد بشكل كبير أخيراً ولاسيما بعد الهجوم الإسرائيلي على سفن اسطول الحرية التركية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news