وكيل «الأوقاف» المصري: المشروع نجح وتكلفته لم تزد على 175 ألف دولار
انتقادات واسعة لتوحيد الأذان في مصر
يشهد القاهريون للمرة الأولى في تاريخهم في رمضان الحالي اختفاء أصوات المؤذنين المتعددة للصلاة، إذ أطلق 4000 مسجد بالقاهرة صوتاً واحداً لمؤذن من الاذاعة المصرية لتستقبله مساجد القاهرة في وقت واحد، وهو ما أثار جدلاً لم يتوقف بين مؤيد ومعارض لتطبيق قرار وزارة الأوقاف المصرية بتوحيد الأذان، بينما قالت الوزارة ان القرار قضى على عشوائية المؤذنين.
وقال العالم الأزهري د. عبدالمعطي البيومي لـ«الإمارات اليوم»، إن «ما حدث لا يستند الى قاعدة شرعية لأن الاصل ان يكون لكل صلاة أذان ومؤذن.
واضاف ان «التجربة حتى الآن فاشلة، لأن الشارع والشرع يرفضانها»، وتابع «لا نعرف الفائدة من إسكات أصوات المؤذنين»، مشيراً الى فتوى مجمع البحوث الاسلامية بالازهر التي اعتبرت الاذان بالتسجيل الصوتي غير شرعي لأن الأذان شرع لكل مسجد وجماعة بقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمّكم أكبركم».
واعتبر رئيس كتلة الاخوان المسلمين بالبرلمان سعد الكتاتني، ان وزير الاوقاف د.حمدي زقزوق تحدى البرلمان الذي رفض ما يسمى بتوحيد الاذان.
وقال إن «ما قام به يشكل بداية خطيرة لتقليد الغرب في امور الدين وكأن التقدم والتطور سيجلبه صوت المؤذن الالكتروني في الاذاعة المصرية».
واضاف «القرار حوّل المؤذن صاحب الوقار الى عامل نظافة، وانفقت الدولة ملايين الجنيهات على مشروع لم يوافق عليه احد غير وزير الاوقاف المصري، وحتى اذاعة القرآن الكريم التي بدأ معها البث التجريبي انسحبت عقب قيامها باستطلاع رفضت فيه الجماهير بالاجماع فكرة الوزير».
وابدى الكتاتني اندهاشه لحماس الامن المصري للفكرة والاشراف على تنفيذها وكأنها إحدى مهام الامن القومي».
واعتبر المؤذن بأحد مساجد القاهرة عبدالمحسن يوسف «ان القرار قد يتسبب في تحول اكثر من 90 الف مؤذن الى صفوف البطالة، وهو يقضي على وظيفة وطقس ديني، إذ كنا نتبارى في اظهار جمال اصواتنا والقدرة على الاطالة والمد التي تعتمد على طول النفس والتنوع والتناغم الموسيقي الذي كان يبهر كل من يزور مصر»، وقال «إن التجربة ستفشل لكثرة اعطال الاجهزة في المساجد»، وابدى امتعاضه من قيامه بعمل نظافة المسجد، وفي الوقت نفسه القيام بالأذان عندما تتعطل الأجهزة، واعتبر ذلك قمة الإهانة لهذه الشعيرة المقدسة».
من جهته، اعتبر وكيل وزارة الأوقاف سالم عبدالجليل، ان القرار قد نجح رغم وجود بعض المشكلات التقنية.
وقال عبدالجليل لـ«الإمارات اليوم»: «يكفي أننا لم نسمع اصواتاً سيئة في الاذان، كما اننا نستمع في زمن واحد لصوت المؤذن، بعدما كنا رهن أمزجة المؤذنين ومدى التزامهم بمواعيد الاذان». وتابع عبدالجليل «ان هذه الاصوات التي كانت متناحرة، كانت تؤذي المرضى وكبار السن، وتؤثر في التحصيل العلمي للطلاب في دروسهم».
ونفى عبدالجليل ان تكون وزارته قد استغنت عن المؤذنين، وقال: «تم تحويلهم الى أعمال اخرى كالنظافة والحراسة، وسوف نلجأ اليهم ايضاً في حالة تعطّل الاجهزة. وختم أن «تكاليف المشروع لم تزد على 175 ألف دولار بما فيها اعمال البث التجريبي».
وقال فتحي عبدالعال، الذي يعمل مدرساً، إن «هذا القرار كان يجب ان يخضع للاستفتاء الشعبي، مثلما حدث في سويسرا حول اقامة المآذن».
واضاف «كان عليهم ان يوجهوا لنا سؤالاً، هل ننزعج من الأذان أم لا؟ اعتقد ان الشعب سيعطل هذه الاجهزة التي دفعوا فيها ملايين الجنيهات، وسيعود الأذان الحي على الرغم من تشدد وزير الاوقاف».
وكان وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق قد واجه هجوماً عنيفاً عندما اطلق في سبتمبر ،2004 فكرته حول توحيد الأذان في المساجد، وقامت وزارة الأوقاف المصرية بثلاث تجارب للأذان الموحد كان آخرها عام ،2008 في 20 مسجداً بمحافظات القاهرة الكبرى (القاهرة - الجيزة - القليوبية).
وكتب فقيد الصحافة الفنان الراحل حامد العويضي، رداً على الوزير في حينه، أن توحيد الأذان لا يمكن أن يكون علامة تطور ونهضة، إنها حالة إبداعية يصول ويجول فيها صوت المؤذن، فيضفي مزيداً من التنوع، من حالة الصفاء الروحي في أذان الشيخ محمد رفعت، إلى التوعية المغناة في أذان الشيخ مصطفى إسماعيل، ومن رقة وصرامة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إلى بكارة صوت الشيخ نصرالدين طوبار، ومن النبرات الصداحة في صوت الشيخ سيد النقشبندي، إلى جلال القرار المهيب في أذان الشيخ الحصري، حتى أصبح كل قارئ من هؤلاء قامة موسيقية تطاول كبار الموسيقي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news