43 ألف طالب مقدسي محرومون من التعليم
مع اقتراب بدء السنة الدراسية الجديدة للطلبة الفلسطينيين في القدس المحتلة، يحرم الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 43 ألف طالب فلسطيني من التعليم في المراحل الدراسيـة كافـة، وذلك بسبب الإهمال المتعمد من بلدية القدس ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية تجاه الطلـبة المقدسيين والمدارس التي يدرسون فيها، بالإضـافة إلى وجود نقص شديد في الفصول الدراسية.
ووفقاً لمعطيات مؤسسات إسرائيلية وفلسطينية تعمل من أجل مساواة حقوق المقدسيين، فإن مدارس الفلسطينيين في القدس تعاني نقص 2000 غرفة صفية، وهذا النقص موجود منذ سنوات ماضية، ويتزايد كل عام في ظل إهمال الاحتلال وعدم وجود حلول لهذه الأزمة، فيما يزعم الاحتلال أن العجز في بناء قاعة التدريس والمدارس لعدم توافر الأراضي.
وكانت مؤسسة «عير عميم» الإسرائيلية اليسارية التي تنشط من أجل المساواة بين سكان القدس، قد أصدرت تقريراً بعنوان «شهادة فقر»، استعرضت من خلاله واقع التعليم في القدس المحتلة خلال العام الجاري .2010
وقالت المنظمة الإسرائيلية: «بالرغم من أن الدولة ملزمة بتوفير التعليم بالمجان، إلا أن آلاف الأطفال في القدس الشرقية سيبقون خارج إطار جهاز التربية والتعليم في السنة الدراسية المقبلة، فهم يدرسون في قاعات تدريس مكتظة ومبانٍ قديمة، ويرغم عدد منهم على الالتحاق بمدارس خاصة والآلاف يبقون في منازلهم لعدم توافر الأموال لذلك». وأوضحت المنظمة أن 39 ألف طالب مقدسي من أصل 83 ألف طالب يدرسون في مدارس خاصة، أما البقية فيدرسون في المؤسسات التعليمية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس ووزارة التربية والتعليم.
وبينت المنظمة في تقرير صادر عنها أن ما يقارب 39 ألف تلميذ مسجلين في مدارس خاصة، حيث رسوم التسجيل مرتفعة، في حين أن 5300 طفل غير مسجلين في أي مدرسة، مشيرة إلى أن 647 قاعة تدريس من أصل 1398 هي دون المعايير المحددة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب «عير عميم»، يضطر معظم الأولاد الذين ينجحون في الحصول على مقاعد دراسية في الجهاز التربوي البلدي الى الجلوس في غرف تدريس غير ملائمة، في ظل غياب بناء المدارس الجديدة الكافية التي تشمل غرف تدريس بأحجام تلبي المعايير المعتمدة.
وقال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد حموري لـ«الإمارات اليوم»: «إن وضع مدارس القدس الشرقية سيئ للغاية مقارنة مع مدارس القدس الغربية التي تتمتع باهتمام متزايد، إذ إن مدارس المقدسيين لا تعاني نقصاً في الغرف الصفية فقط، بل هناك عجز في غرف المدرسين والمختبرات ووسائل الإيضاح، إضافة إلى عدم وجود ساحات للألعاب، كما يوجد نقص في رياض الأطفال». وأضاف «توجد قرارات في المحاكم الإسرائيلية تجبر بلدية الاحتلال على بناء مدارس وغرف صفية، ولكنها لم تنفذ منها إلا القليل».
وأوضح أن 35٪ من ضرائب بلدية الاحتلال تجمعها من الفلسطينيين سكان القدس، في المقابل تخصص 5٪ منهم فقط لتقديم خدمات لهم، والبقية تذهب لمصلحة الاحتلال والمستوطنين، لافتاً إلى أن هذه الضرائب كفيلة بأن تحسن من وضع التعليم للطلبة الفلسطينيين.
وكان المستشار القانوني لبلدية الاحتلال في القدس (يوسي حافيليو) قد أقرّ بعنصرية التعليم في القدس الشرقية خلال رسالة بعثها أخيراً إلى عضو المجلس البلدي للمدينة، إذ أكد في الرسالة أن المؤسسات التعليمية شرقي القدس تعاني تمييزاً ملحوظاً مقارنة بغيرها من مدارس ومعاهد وجامعات غربي القدس ذات الأغلبية اليهودية.
وقال حافيليو إن «الفرق بين الميزانيات المخصصة لرياض الأطفال والمدارس الثانوية في شرقي القدس، ولتلك الكائنة في غربيها يبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف، بينما تبلغ ميزانيات المدارس الابتدائية في غربي المدينة تبلغ ضعفي الميزانيات التي تتلقاها المدارس في شرقيها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news