اتهامات بتزوير الانتخابات البرلمانية في مصر قبل أن تبدأ
اشتعلت المنافسات وتزايدت الاتهامات بين الحزب الوطني الحاكم في مصر والاحزاب والقوى السياسية التي تبادلت الاتهامات في ما بينها تارة، ووجهت اتهامات للحزب الحاكم بتزوير الانتخابات البرلمانية المقررة في اكتوبر المقبل قبل بدئها تارة أخرى.
وكشف القيادي الناصري عزازي علي عزازي عن الصفقات والاتفاق بين الحزب الحاكم وبعض الاحزاب في الانتخابات المقبلة.
وقال ليس مصادفة ان الرئيس السابق للوفد محمود أباظة يرفض الترشيح في دائرته الحالية بمحافظة الشرقية، لمصلحة أخيه وزير الزراعة أمين أباظة مرشح الحزب الحاكم الذي أعلن ترشحه في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، اضافة الى تفريغ دائرة الجامعة بالاسكندرية لوزير الشؤون القانونية مفيد شهاب بالاسكندرية، على الرغم من ان الرجل لاينتمي للمدينة، وهو فقط عمل بالجامعة، كما ان حزب التجمع تخلى عن دائرة (كفر شكر) بمحافظة القليوبية، وهي التي ظلت دائرة التجمع لمدة 20 عاماً والتي كان يمثله فيها زعيمه خالد محيي الدين، واخلى الحزب الدائرة لمصلحة مرشح الحزب الحاكم وزير الاستثمار محمود محيي الدين.
واعتبر ان اصرار الاحزاب الكبرى على دخول الانتخابات بلا ضمانات لنزاهتها هو اقوى دليل على تلك الصفقات. وقال ان الحزب الوطني عقد صفقات اخرى مع العائلات الانتخابية التي تهيمن على 125 دائرة انتخابية في مصر وأقنعها بتقديم مرشح واحد للمجلس عن طريق الحزب، وهو ما يعني عمليا القضاء على العمل السياسي في البلاد.
واستهل القيادي بجماعة الاخوان المسلمين علي عبدالفتاح حديثه بالتأكيد على أن قرار الإخوان النهائي بشأن المشاركة في انتخابات مجلس الشعب المقبلة «سيعلن عنه مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع خلال الايام المقبلة، مشدداً على وجود تيار كبير داخل الجماعة وهو منهم يؤيد قرار المشاركة لفضح الحزب الوطني الذي سيضطر إلى التزوير في مواجهة مرشحي الجماعة. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن الحزب الوطني والنظام «لا يحتاجان إلى التزوير في الانتخابات إذا لم يخضها الإخوان»، وقال إن معركة الاخوان ضد الفساد والمفسدين في كل الميادين والمجالات، لن تتوقف وأن السبب الرئيس لاصرار الحزب الوطني الحاكم على منع وصول الإخوان إلى مجلس الشعب هو الخوف من فضح رموزه. مشدداً على اتباع الجماعة كل اعمال النضال المدني من احتجاج واعتصام وعصيان لمواجهة عمليات التزوير التي يعد لها الحزب الحاكم.
وقال المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير الدكتور حسن نافعة لـ«الإمارات اليوم»، إن الاحزاب والتيارات السياسية لن تحصل على مكسب واحد، وستخسر الشارع المصري تماماً اذا نجح الحزب الحاكم في تفتيتها ودخولها الانتخابات المقبلة متصارعة ومتنافسة مع بعضها بعضاً وفي مواجهة حزب السلطة دون أية ضمانات، مطالباً بتوحيد جميع الاحزاب والتيارات السياسية في قائمة واحدة وهي قائمة التغيير لمواجهة الحزب الحاكم.
من جهة اخرى، اكد القيادي بحزب الكرامة محمد بيومي، ان الحزب الحاكم قد قرر تزوير الانتخابات من ناحية، والقضاء على فكرة الاحزاب السياسية من ناحية ثانية، وتابع أن الحزب الحاكم قرر التزوير عندما رفض الاشراف القضائي وقرر القضاء على الاحزاب عندما اتفق على التزوير لبعضهم واتفق على منحهم عدداً من المقاعد في المجلس المقبل.
وقال ليس امام الشعب المصري غير انتزاع حقوقه السياسية بالقوة، عبر الاحتجاجات والاعتصامات مثلما فعلت حركات موظفي الدولة. وقال ليس امامنا من طرق لمنع تزوير انتخابات مجلس الشعب المقبل إلا وجود اشراف دولي على الانتخابات بعد إلغاء الإشراف القضائي عليها، وتوحيد جميع القوى السياسية على هدف واحد وهو العصيان المدني يوم الانتخابات.
في المقابل، قال امين شباب الوطني محمد هبة، ان حزبه نجح عبر عمليات فرز داخلي في اختيار افضل العناصر التي تمت مراقبة ادائها خلال السنوات الخمس الماضية، وشدد على اتباع الاساليب العلمية في المتابعة والرصد لتلك العناصر عبر نظام الكتروني في جميع وحدات الحزب بالمحافظات والمدن والقرى وهو نظام جديد يضمن متابعة المركز لجميع عناصره ويرصد مدى قبولهم جماهيرياً، ومدى قيامهم باعمالهم الخدمية والتشريعية.
تصاعد الصراع داخل الحزب حول التوريث تصاعدت الخلافات داخل الحزب الوطني الحاكم حول توريث نجل الرئيس جمال مبارك للسلطة في مصر، وبينما اعلن الامين العام للحزب صفوت الشريف ان مرشح الحزب المقبل للرئاسة في الانتخابات الرئاسية ،2011 هو الرئيس مبارك اعلن في الوقت نفسه امين الاعلام بالحزب علي الدين هلال ان جمال مبارك هو من تنطبق عليه كل شروط الترشح للرئاسة، كما اشتدت الحملة الشعبية المؤيدة لانتخاب جمال مبارك لمقعد رئاسة الجمهورية. وانتشرت فروع الائتلاف الشعبي المؤيد لنجل الرئيس في معظم محافظات مصر، وحصل على تأييد رئيس مركز ابن خلدون الدكتور سعدالدين ابراهيم، اشد خصوم الرئيس مبارك. وكشف فريق من السياسيين عن صراع محتدم داخل الحزب الحاكم حول نجل الرئيس، بينما اعتبر اخرون انه مجرد تبادل ادوار. وقال نائب رئيس مركز الدراسات السياسية بـ«الاهرام» ضياء رشوان ان حديث رئيس مجلس الشورى وامين عام الحزب الحاكم صفوت الشريف حول ترشيح الرئيس مبارك، يؤكد أن مسألة التوريث في مصر مستبعدة تماماً، خصوصاً ان الشريف قام للمرة الاولى باخضاع جمال مبارك للتقييم الحزبي باعتباره عضواً عادياً وليس رئيساً مقبلاً، وهي المرة الاولى التي يتحدث فيها قيادي بالحزب عن جمال الذي كان يعامل كرئيس بهذه الطريقة. وقال رشوان لـ«الإمارات اليوم» ان صفوت الشريف الرجل الاقوى في الحزب الحاكم حسم امر المرشح المقبل للرئاسة وهو الرئيس مبارك، وهو ما يعني اغلاق باب التوريث تماماً. فيما قال المنسق السابق لحركة كفاية المصرية الدكتور عبدالجليل مصطفى ان السلطة فرغت من عملية توريث الحكم الى جمال مبارك ونجحت في تجنيد عدد من القوى السياسية لتجميل العملية وتقديمها باعتبارها اختياراً شعبياً، واوضح عبدالجليل لـ«الإمارات اليوم» ان تحركات رئيس الائتلاف الشعبي جمال الكردي، وهو عضو بحزب التجمع المعارض تكشف ترتيبات ماكرة تظهر التوريث وكأنه اختيار المعارضة. وقال ان توقيع رئيس مركز ابن خلدون الدكتور سعدالدين ابراهيم على بيان الائتلاف الداعم لجمال مبارك يكشف ايضاً ان النظام يقوم بعقد صفقات مع اقطاب المعارضة تضمن لهم الحرية مقابل تأييد التوريث. وقال النائب البرلماني المستقل الدكتور جمال زهران لـ«الإمارات اليوم» ان البرلمان المقبل هو برلمان التوريث لانه برلمان بلا معارضة، وتم عقد صفقات مع بعض الاحزاب لمنحهم عدداً من المقاعد مقابل المشاركة في تبني فكرة التوريث والدعوة اليها وتمريرها من داخل البرلمان. وشدد زهران على ضرورة مواجهة هذا الحلف الجديد الذي فصل مواد الدستور على ثوب نجل الرئيس، ويسعى الان الى جر البرلمان المصري لتاييد نجل الرئيس. واعتبر زهران ان السماح لرئيس حزب الوفد بالهيمنة على شبكات قنوات الحياة الاخبارية والدرامية والرياضية، اضافة الى شراء جريدة الدستور الاوسع انتشاراً والتي قادت الحملة ضد التوريث، ولا تتخذ موقفاً عدائياً ضد جماعة الاخوان المسلمين هي خطوات مدروسة لتجفيف منابع الاصوات المعارضة للتوريث ولاستبدال المعارضة الحقيقية باخرى تعارض لمصلحة النظام. من جهته، قال الباحث حسام تمام لـ«الإمارات اليوم»، ان النظام المصري يعاني انقساماً حقيقياً في جناحيه بين الحرس القديم الذي يقوده صفوت الشريف الذي يرفض كل اشكال التغيير ويؤيد بقاء الرئيس حتى النفس الاخير.القاهرة ــ الإمارات اليوم |