إسرائيل تستخدم رصاصاً محرّماً دولياً ضدّ متظاهري الضفة

جندي إسرائيلي يتخذ وضعية إطلاق النار على متظاهري بلعين. أ.ب

كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في تقرير على موقعها الإلكتروني وفي صدر صفحتها الأولى، عن أن الجيش الإسرائيلي يستخدم رصاصاً محرماً دولياً لتفريق تظاهرات في الضفة الغربية، عن طريق إطلاق رصاصات «التوتو» من عيار 0.22 بوصة من بنادق «الروجر»، خلافاً لتوجيهات النائب العسكري العام الإسرائيلي الجنرال أفيحاي مندلبليت، التي تحظر أيضاً استخدام هذا النوع من الرصاص.

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يلجأ إلى استخدام واسع لهذه الرصاصات، على الرغم من أن مندلبليت، وسلفه الجنرال احتياط، مناحيم فينكلشتاين، على حد سواء، قررا منع استخدام هذه الطلقات النارية، باستثناء الحالات التي يسمح فيها باستخدام الذخيرة الحية أيضاً.

وتقول «هآرتس»، إنه وعلى الرغم من الحظر الصريح والواضح بهذا الشأن، يواصل لواء «بنيامين» في الضفة استخدام هذه الرصاصات لتفريق التظاهرات الفلسطينية الاحتجاجية ضد الجدار الفاصل في قريتي بلعين ونعلين، علماً بأن ضابط العمليات السابق في هذا اللواء أقرّ في جلسة المحكمة بأنه ليس على علم بهذا الحظر.

وتشير الصحيفة إلى أن رصاصات «الروجر» المسماة أيضاً في الاصطلاح العسكري رصاصات «التوتو»، عبارة عن طلقات معدنية من عيار 0.22 بوصة (5.56 ملليمترات)، وتعتبر بمثابة سلاح «غير قاتل».

غير أن شاباً من عرب 48 يدعى عقل سرور (35 عاماً) كان استشهد في الخامس من يوينو ،2009 من جراء إصابته برصاصة «توتو» خلال تظاهرة جرت في قرية نعلين.

وتؤكد الصحيفة أنه في شهر فبراير الماضي استشهد في الخليل عزالدين الجمل، (14 عاماً) إثر إصابته بالنوع نفسه من الرصاص، وتؤكد أنه تم اكتشاف الاستخدام الواسع لهذه المقذوفات خلال جلسة عقدتها المحكمة العسكرية في الضفة يوم الأربعاء الماضي، في مرحلة المرافعات بخصوص العقوبة التي ستفرض على المدعو عبدالله أبورحمة من بلعين، المدان بالتحريض وتنظيم تظاهرات غير شرعية.

وتكشف «هآرتس» عن أنه ضمن هذه المرافعات قدم الادعاء إلى المحكمة تقريراً قام بإعداده الجنرال، إيغور موسايف، من لواء «الناحال» الذي كان أدى مهام ضابط العمليات في لواء «بنيامين».

ويركز التقرير على الكلفة الاقتصادية الخاصة بتفريق التظاهرات في بلعين ونعلين، حيث يورد التقرير، بحسب الصحيفة، تفاصيل عن كلفة استخدام الذخيرة التي تم إطلاقها خلال الفترة ما بين أغسطس 2008 وديسمبر 2009 لتفريق التظاهرات في القريتين المذكورتين. ويتضح من التقرير أن كلفة إطلاق رصاصات «الروجر» (التوتو) التي أطلقها الجنود تبلغ 1.3 مليون شيكل.

وتضيف «هآرتس» أن الضابط المذكور أشار في سياق شهادته في المحكمة، إلى أن هذه الرصاصات هي سلاح غير قاتل موضحاً - رداً على سؤال محامية الدفاع - أنه لا علم لديه بقرار النائب العسكري العام السابق الذي يحظر استخدام مثل هذه المقذوفات لتفريق التظاهرات.

ونقلت الصحيفة عن موقع منظمة «بتسيلم» الإلكتروني لحقوق الإنسان الإسرائيلية أنه يتضح من المشاهدات التي قامت بها المنظمة في مراكز التظاهرات في قرية نعلين، أن قوات الأمن تستعمل بصورة ثابتة تقريباً ذخيرة«التوتو» منذ نهاية العام ،2008 وأنها تعتبر هذه الذخيرة وسيلة إضافية لتفريق التظاهرات.

 

تويتر