بترايوس يحاول كسب الوقت لتغيير مسار حرب أفغانستان
يرى مشرعون أميركيون كبار أن مكانة قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس الذي ينسب اليه الفضل في تغيير مسار الحرب في العراق تمكنه من كسب الوقت في الكونغرس، بينما يحاول ان يحقق النتائج نفسها في أفغانستان.
لكن لم يتضح بعد الى متى سيتمكن بترايوس من ذلك قبل ان يكون عليه اثبات نجاحه في هذه المهمة، نظراً الى القلق الدفين بشأن هذه الحرب التي لا تلقى تأييداً شعبياً، خصوصاً داخل الحزب الديمقراطي للرئيس باراك أوباما.
ويراجع البيت الابيض استراتيجيته في أفغانستان في ديسمبر المقبل، ومن المتوقع ان تختبر هذه المراجعة صبر الولايات المتحدة على الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، نظراً للتقدم المحدود الذي يمكن للجيش الاميركي ان يحققه خلال فترة لا تزيد على ثلاثة أشهر.
ويعبر أعضاء في الكونغرس عن اعتقادهم بان صدقية بترايوس أعطت إدارة أوباما فسحة من الوقت لالتقاط الانفاس نظراً لدور الجنرال الاميركي في حرب العراق، وابعاد شبح الحرب الاهلية عنه بعد اندلاع حرب طائفية عامي 2006 و.2007
ومثلما كان الامر في العراق، يخشى كثير من المنتقدين ان تكون حرب أفغانستان حرباً «لا يمكن تحقيق النصر فيها».
ويقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي النائب الديمقراطي هاوارد بيرمان: «أعتقد كما اتضح ان الجنرال بترايوس وفر أساساً لكسب الوقت». ويضيف «أعطوا فرصة لهذا الرجل الذي يعتبر من أكثر القادة العسكريين الذين حظينا بهم منذ فترة موهبةً وأكثرهم مهارةً».
ويرى بيرمان ان الاشهر القليلة المقبلة تحت قيادة بترايوس ستكون «مهمة حقاً من أجل المستقبل»، نظراً للمخاوف العميقة من الفساد في أفغانستان والعدو المتمثل في حركة طالبان. ويقول: «لا أستطيع ان اؤكد اكثر من هذا. لدينا رأي عام متشكك حقاً وكونغرس متشكك جداً الان».
واتفق السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي خسر انتخابات الرئاسة امام أوباما عام 2008 مع الرأي القائل إن صدقية بترايوس أكسبت ادارة أوباما وقتاً.
كما اتفق ماكين مع بيرمان على ان الحرب الافغانية تراجعت أمام الاهتمام بالاقتصاد الاميركي والقضايا المحلية الاكثر إلحاحاً بالنسبة للناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الثاني من نوفمبر المقبل، التي من المتوقع ان يحقق الجمهوريون خلالها مكاسب كبيرة.
ويشير ماكين الى ان بترايوس تولى مهمة قيادة القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان قبل أقل من ثلاثة أشهر فقط. ويقول: «أعتقد ان استراتيجيته العامة هي الاستراتيجية الصحيحة. لا أستطيع ان أحدد مجالات باستثناء مجالات تكتيكية صغيرة لا أتفق فيها مع الجنرال بترايوس».
وتولى بترايوس القيادة خلفاً للجنرال ستانلي ماكريستال الذي أقيل في يونيو الماضي، بسبب تصريحات مسيئة عن مسؤولين في ادارة أوباما في حديث مع مجلة «رولينغ ستون».
وحذر بترايوس من ان الحرب في أفغانستان مختلفة عن حرب العراق، كما حذر مسؤولون عسكريون أميركيون من توقعات «غير واقعية» في الكونغرس بالنظر الى الواقع الصعب لما يرون انها حرب ستكون طويلة وشاقة.
وينتظر الديمقراطيون والجمهوريون على السواء من بترايوس ان يحدد ما سيفعل بشأن خطة أوباما لبدء سحب القوات الاميركية في يوليو .2011