معارضو شافيز يرفعون راية التحدي في الانتخابات البرلمانية
يمكن القول إن المعسكر المعارض للرئيس الفنزويلي هـوغـو شافيز، قد وعى الدرس من انتخابات ،2005 ولذا قرر المشاركة في الانتخابات التشريعية المقرر إجـراؤها الأحد المقبل.
وهذه المرة تسير الأمور لمصلحتهم في ظل تزايد تراجع شعبية شافيز والارتفاع الهائل لمعدل التضخم، ووصول الاقتصاد إلى مرحلة النمو السلبي، وارتفاع معدل الجريمة. وقاطعت المعارضة انتخابات الجمعية الوطنية في عام 2005 بزعم عدم ثقتها بنظام التصويت الإلكتروني الجديد. وأتاحهذا الغياب للرئيس الشعبوي اليساري وأنصاره السيطرة التامة على المجلس وحرمان منتقدي الحكومة منذ ذلك الحين من منبر مهم لابداء آرائهم.
ويضم تحالف المعارضة المسمى «مائدة الاتحاد الديمقراطي» أكثر من 10 أحزاب. ويبدو أن المعارضة أكثر تركيزاً هذه المرة من أي وقت مضى، إذ حرصت على تقديم مرشحين يحظون برضا الناخبين. وقال إنريك ميندوزا، وهو حاكم سابق لإقليم ميراندا ومرشح المعارضة في البرلمان: «نحن نمثل الأغلبية وسيتعين علينا التغلب على خوفنا وتجنب الامتناع عن المشاركة».
وفي المعسكر الآخر نجد أنصار شافيز الذين يتمتعون بالعزم والاصرار للحفاظ على الأغلبية البرلمانية التي نالوها بسهولة ويسر في .2005 أما هذه المرة فربما يلمسون غضب الناخبين من الأوضاع في البلاد. ومثل مرات لا حصر لها من قبل يظن شافيز أن هذه مسألة تخص الجميع وإلا لن يتحقق شيء، فهو يصرّ على أن الثورة في خطر.
وقال شافيز الأحد الماضي إن «القوى الامبريالية في إطار سعيها إلى استعادة الهيمنة على فنزويلا وتحويل وطننا إلى مستعمرة لاتينية، قد عادت مرة ثانية لتشن هجومها وتحاول احتلال الجمعية الوطنية باتباعها الذين يمثلون طابورها الخامس».
وأوضح أنه «يريد إحراز أغلبية الثلثين أي نحو 110 مقاعد من أصل 165 مقعدا في المجلس كلها مطروحة للتنافس عليها يوم الأحد المقبل، حتى يتسنى له مواصلة تمرير قوانينه بأدنى مقاومة، بما يسمح له بالاستمرار في بناء نموذجه الاشتراكي». وقبل شهور قام رجال شافيز بالتلاعب بالفعل في الملعب الانتخابي سعياً إلى الحصول على أصوات الناخبين المسجلين في كشوف الانتخابات والبالغ عددهم 17 مليون ناخب، إذ قاموا بإعادة تنظيم الدوائر الانتخابية الـ87 لمصلحتهم.
ومن المحتمل أن يعجز الاشتراكيون عن الفوز بأغلبية الأصوات في الجمعية الوطنية التي لايزالون يسيطرون فيها على أغلبية المقاعد.
لكن شعبية شافيز تراجعت إلى أقل من 40٪، بحسب أحد استطلاعات الرأي، وسيتعين على حزبـه وهـو الحزب الاشتراكي المتحد الفنزويلي مواجهة هذا الوضع في الانتخابات.
ويتوقع المراقبون ادعاءات بالتزوير فور انتهاء الانتخابات، لذا يعد شافيز العدة الآن لمواجهة التحديات «إذ يتوقع ادعاء قوات الشغب البرجوازية حدوث أعمال تزوير والتربص لإشعال النار في البلاد».
وكما يحدث عادة منذ اعتلاء شافيز للسلطة، فإن الانتخابات ستكون بمثابة استفتاء على شافيز نفسه، إذ إنها تأتي قبل عامين من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في ديسمبر .2012 في الوقت نفسه، حذر شافيز أنصاره من الإفراط في الثقة، وقال: «لا يمكن لحدل أن يقول إننا لا يمكن أن نهزم»، محذراً من أنه سيتصدى لأي محاولات ترمي إلى زعزعة الاستقرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news