تحذير أمني يكشف تبايناً في التقديرات الأميركية والأوروبية
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.300439.1462823935!/image/image.jpg)
شرطي فرنسي في غرفة المراقبة بالفيديو عقب التحذيرات الأمنية. أ.ف.ب
أثار التحذير الأميركي من عمل «إرهابي» في أوروبا بداية الأمر دهشة في منطقة تفضل أن تسمح بتبلور عمليات التخطيط لمؤمرات حتى تجمع أدلة يمكن تقديمها للمحكمة. وكشف عن تباين في التقديرات الأميركية والأوروبية حول ضرورة التحذيرات من هجمات محتملة.
ولكن محللين يقولون إن حلفاء أميركا الاوروبيين الاكثر تحفظاً قرروا إرجاع التحذير إلى عدم سماح الولايات المتحدة بالحد الأدنى من المخاطر الإرهابية، واضعين في الاعتبار دورهم الادنى في الشراكة في أنشطة المخابرات عبر الاطلسي.
وشهدت فترة 18 شهراً مضطربة إحباط سلسلة من الهجمات الجريئة غير المسبوقة في الولايات المتحدة من تدبير متشددين «نشأوا في الداخل»، ومثل هذا اختبارا جديدا لمدى قوة عزيمة واشنطن التي اعتبرت لسنوات ان مثل هؤلاء المتشددين هم غالباً مشكلة أوروبا.
ويقول مسؤولون أمنيون ان التحذير الامني الغامض الذي صدر يوم الاحد الماضي بشأن خطر هجمات إرهابية دليل على تنامي الحساسية الاميركية. ويقول بعض المحللين ان التحذير ربما يخدم حاجة الحكومات إلى غطاء سياسي في حالة وقع هجوم، ولكنه قد يضر بالتحقيقات في اي تهديد لأنه سيدفع المتآمرين للاختباء في مرحلة مبكرة من المؤامرة.
وقال محللون ان التعاون الدولي في مجال المخابرات مهم للتصدي لعدو يعمل في شبكة ينتمي افرادها لأكثر من دولة مثل تنظيم القاعدة، بدرجة لا تسمح بتصعيد تباين الأسلوب التكتيكي ليصبح خلافاً رئيساً. وقال مسؤول أمني بريطاني بارز سابق إن الولايات المتحدة تبدو غير مستعدة للسماح بأي خطر «مهما كان صغيراً او يخصع لتغطية من شركاء دوليين»، وهو أمر مفهوم تماماً. وأضاف ان الكشف عن «هجومي ديترويت وساحة تايمز سكوير لم يسهم في ما يبدو في رفع درجة تحمل الولايات المتحدة أي مخاطر»، مشيراً إلى إحباط محاولة تفجير طائرة فوق ديترويت في 25 ديسمبر الماضي، ومحاولة تفجير فاشلة في نيويورك في الأول من مايو .2010 وعبر مدير قسم الأمن الداخلي والقدرة على الرد بمعهد رويال يونايتد سيرفيسيز البريطاني، توبياس فيكين، عن اعتقاده أن وكالات الامن الاوروبية غير راضية عن التحذير الامني الاميركي وما سبقه من نشر أخبار على مدار أيام عن مؤامرة يحيكها متشددون في باكستان ضد أهداف أوروبية. ولكن المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) بروس ريدل الذي يعمل حالياً بمعهد بروكينجز في واشنطن قال ان الولايات المتحدة منحت الحكومات الاوروبية بعض الوقت لشرح الوضع علناً قبل إصدار التحذير، مضيفاً أنه «بالحكم على رد الفعل، لا أعتقد انه (التحذير) تسبب في خلافات داخل الحلف، أعتقد انه ربما نكون قد ساعدنا الاوروبيين على التصريح بشيء يجدون صعوبة في قوله».
وقال خبير الارهاب في شركة ستراتفور العالمية للانشطة المخابراتية سكوت ستيوارت «من وقت لآخر يحدث توتر بسبب بعض الهجمات، ثمة قليل من التوتر مع البريطانيين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news