حجارة ورصاصات وحرق أشجار في هجمات المستوطنين على البـساتين
«حرب زيتون» في موسم الحصاد بالضفة الغربية
لا توجد صلة عادة بين البنادق النصف آلية وحصاد الزيتون، لكن في الضفة الغربية تقع مصادمات بين المستوطنين اليهود والمزارعين الفلسطينيين كل عام. والخميس الماضي أول أيام موسم الحصاد الرسمي هرب فلسطينيون مكلفون بجمع المحصول فزعين حين اطلقت رصاصات عدة، وظهر ثلاثة او اربعة مستوطنين يهود يحملون بنادق يجرون ويقبعون بين أشجار الزيتون. واستدعيت القوات الاسرائيلية المتأهبة لمثل هذا الصدام الى مستوطنة الون موريه بعدما اطلقت أعيرة نارية قرب المستوطنة الواقعة شرق نابلس في الاراضي التي تحتلها إسرائيل. وسردت روايات متباينة من جانب الفلسطينيين والمستوطنين وتبادلا الاتهامات بشأن من هو البادئ بأعمال العنف.
وقال جيرشون ميسيكا من مجلس مستوطني السامرة «كل عام في موسم حصاد الزيتون يأتي نشطاء يساريون متطرفون من اسرائيل والعالم ويحاولون اثارة استفزازات وصراعات للتشويه على اسرائيل»، وزعم أن نشطاء من خارج المنطقة اثاروا مشكلات وان الفلسطينيين هاجموا مستوطناً. وقال الفلسطينيون ان المستوطنين ابعدوهم عن البستان وهم يطلقون الرصاص في الهواء.
وعلى مقياس ريختر للحوادث في الضفة الغربية فإن هذه الحادثة مجرد هزة بسيطة. ولكن وقوع اعمال عنف مميتة خطر كامن في هذ الموسم حين يجمع فلسطينيون الزيتون من بساتين يعتقد مستوطنون يهود أنها قريبة من منازلهم اكثر من اللازم، مما يقوض شعورهم بالامن.
ومن المعتاد ان تشهد أسابيع الحصاد رشقاً بالحجارة ومعارك بالأيدى وحرق أشجار وإطلاق رصاص لدرجة تدفع الجيش ووحدات الشرطة الاسرائيلية إلى الاستعداد لهذه الفترة بشكل خاص.
وذكر تقرير لمنظمة اوكسفام الخيرية صدر في القدس، أول من أمس، أن هجمات المستوطنين وتحرشهم بزارعي الزيتون امر شائع، ويتزايد وقت الحصاد.
ويوجد أكثر من 100 مستوطنة في الضفة الغربية والقدس المحتلة حيث يعيش نصف مليون يهودي بجوار 2.5 مليون فلسطيني.
ولا تقبل إسرائيل بحكم محكمة دولية بعدم شرعية المستوطنات رغم انها تعتبر مساكن أقامها يهود متطرفون في مواقع استيطانية غير مشروعة.
ويقاوم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب فلسطينية وضغطا اميركيا لتمديد قرار تجميد جزئي لأنشطة الاستيطان انتهى في 26 سبتمبر بعد ان تم العمل به على مدار 10 أشهر.
وذكر تقرير اوكسفام ان زيت الزيتون يحقق عائداً يصل الى 100 مليون دولار سنوياً لأفقر الاسر الفلسطينية، ويمكن ان يزيد الرقم الى المثلين باستثمارات متواضعة وتغييرات بسيطة في أساليب الزراعة. وقالت اوكسفام «تقوض العديد من العقبات - منها نقص الاستثمارات في الممارسات الزارعية الى تأثير عنف المستوطنين - الامكانات الحقيقية».
وأثناء زيارة رويترز لبساتين الزيتون الاسبوع الماضي قال المزارع الفلسطيني محمد زبن، انه لا يجد عمالاً للقيام بعمليات الحصاد لخوفهم من هجمات المستوطنين. وقال زبن (60 عاماً) ولديه ستة ابناء إنه تلقى اخطارا اسرائيليا بإمكانية حصاده بستانه المتاخم لمستوطنة يتسهار تحت حماية الشرطة والجيش الاسرائيليين. لكن الاشجار تقع اسفل المستوطنة مباشرة ولا يجرؤ احد على الذهاب الى هناك، لذا يقوم زبن وابنه بحصاد المحصول بمفردهما مدركين ان الحماية لن تتوافر الى الابد.
وقال ضابط بالجيش الاسرائيلي في الحقل، رفض ذكر اسمه، لأنه غير مسموح له بالتحدث الى وسائل الاعلام «لا يمكننا حماية المنطقة بأسرها.»
ورفض المتحدث باسم المستوطنين دافيد ها عبري شكاوى منظمات أجنبية، قائلاً انها تقوم بأعمال استفزازية للفت انتباه وسائل الاعلام وتصوير المستوطنين على أنهم مجموعة من العصابات العنيفة. ويظهرون في صورة من يهبون الى نصرة المقهورين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news