نتنياهو (يسار) وباراك (يمين) يقفان على طرفي نقيض من استحقاقات السلام. أ.ف.ب

حكومة نتنياهو تواجه خطر الانهيار

بإعلانها عن طرح مناقصة لبناء 238 وحدة سكنية جديدة في تجمّع «بسغات زئيف» الاستيطاني في القدس الشرقية قبل أيام في تحدٍ جديد لادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما والسلطة الفلسطينية ومعهما الدول العربية المؤيدة لعملية السلام، كثر الحديث في إسرائيل عن تزايد التوقّعات بانهيار الحكومة الائتلافية لبنيامين نتنياهو الذي يواجه مشكلات متصاعدة داخلياً وخارجياً.

وتشير صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية في تقرير الى أن القرار الاخير بالموافقة على بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية و«قانون الولاء» الذي أُقر في قراءة اولى للكنيست، يشكلان تهديداً جدياً لاتفاق التحالف بين «الليكود» بقيادة نتنياهو وحزب العمل بقيادة وزيرالحرب ايهود باراك.

وتوقّع باراك انهيار الحكومة بسبب توقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، بينما يهدد وزير الشؤون الاجتماعية اسحاق هرتزوع، وهو من حزب العمل ايضاً، بالاستقالة من الحكومة ما لم تُستأنف هذه المفاوضات في نهاية هذا الشهر، بينما يسلط حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وحزب «شاس» بزعامة إيلي يشائي قضية مواصلة الاستيطان ورفض أي تمديد جديد لتجميد البناء الاستيطاني سيفاً على عنق نتنياهو، أياً كانت العواقب، ولا يعيران اي اهتمام لعملية السلام.

وتتحدث بعض المعلومات أن نتنياهو يجري اتصالات لاستمالة حزب كاديما المعارض بقيادة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، واجتذابه لحكومته ليستمر في السلطة، غير أن محللين يستبعدون نجاحه في ذلك، لأنه لم يطرأ اي تغيير ملموس على موقفي نتنياهو وليفني من القضايا الرئيسة، منذ الاتصالات والمشاورات التي كان نتنياهو يجريها لتشكيل حكومته قبل نحو عام ونصف العام.

ويقولون إن ليفني لا يمكن أن تعمل أو تتعاون مع قادة «إسرائيل بيتنا» أو «شاس» في إطار حكومة واحدة بسبب عمق الخلافات واتساعها.

ويبدو أن مشكلة نتنياهو ليست مع حليفه حزب العمل الذي يتوقع قادته انهيار الحكومة قريباً، بل مع الأجنحة اليمينية المتشددة التي تضغط للاستمرار في الاستيطان الذي تعارضه واشنطن ويقوض المفاوضات.

ويريد حزب العمل التفاوض مع الفلسطينيين حول التخلي لهم عن المسجد الاقصى ومعظم احياء القدس الشرقية في اطار ترتيبات تضمن وصول اليهود الى حائط البراق (المبكى عند اليهود)، وتمكينهم من اداء شعائرهم الدينية، وهو الامر الذي لا يروق لبعض اوساط «الليكود» واليمين الاسرائيلي بصفة عامة.

واستناداً الى تقرير «الاوبزرفر» فإن أحدث مشكلات نتنياهو وآخرها تمثلت في ما اعلنه مسؤول كبير في حركة «حماس» من ان الوسيط الالماني في المفاوضات الخاصة بصفقة الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، ومبادلته بعدد كبير من الاسرى الفلسطينيين، زار الاراضي الفلسطينية وقدّم مقترحات جديدة لتحريك المفاوضات التي لم تحقق تقدماً منذ نحو أربعة أعوام، ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي يتعرض على ما يبدو لضغوط كبيرة من قوى اليمين في حكومته حتى لا يبدي مرونة تسمح بتحقيق تقدم او اختراق في الصفقة. ويتهم مسؤولون فلسطينيون وآخرون في ادارة اوباما، نتنياهو بتعريض عملية السلام للخطر، وتفضيل المستوطنات وتوسيعها على المفاوضات التي التي امضى وقتاً وجهداً ليس بالقليل لإقناع الفلسطينيين بالدخول فيها.

ويقول رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: «لا يختلف الجانبان الفلسطيني والاميركي على ان قرار الحكومة الاسرائيلية استدراج مناقصات لبناء مساكن جديدة في (بسغات زئيف) صفعة قوية لعملية السلام، وضربة قاسية للجهود الاميركية والعربية الهادفة الى منع هذه العملية من الانهيار». ويُبدي نتنياهو هذه الايام تحدياً لطلب اوباما وادارته بمد تجميد البناء في المستوطنات حتى مقابل حزمة من الاغراءات المادية وغيرها عرضها الاميركيون، مستغلاً على ما يبدو ضعف موقف اوباما الذي تزداد مشاغله اليومية مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي لاعضاء الكونغرس.

وطبقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية فإن الحكومة الاسرائيلية ابلغت واشنطن مسبقاً بأمر الوحدات الجديدة التي تقرر بناؤها، وان ادارة اوباما ستكتفي بإصدار بيان إدانة خفيف.

الأكثر مشاركة