المالكي «جدّد ولايته» سراً بوساطة إيرانية
في وقت يشتد فيه الجدل حول الأزمة السياسية في العراق، الذي قال محللون إنه دخل موسوعة غينيس لتسجيله رقماً قياسياً في طول مدة بقائه من غير حكومة جديدة بعد استحقاقات انتخابية. راجت معلومات عن وساطة إيرانية وراء الكواليس لبلورة تسوية تتشكل بموجبها حكومة عراقية يبقى نوري المالكي رئيساً لها. وأكدت المعلومات أن طهران سجلت نجاحات من خلال محادثات سرية في اقناع سورية وحزب الله اللبناني وقيادات محلية بارزة في العراق بالحكومة، واعتبر معلقون غربيون النجاح الإيراني بمثابة هزيمة استراتيجية للولايات المتحدة في العراق، لأنه يبتعد به عن النفوذ الغربي وأن طهران تقف بقوة وراء تشكيل ائتلاف بين المالكي، الذي يطمح الى ولاية ثانية وزعيم التيار الصدري الشاب مقتدى الصدر.
واستناداً الى مسؤولين عراقيين أبلغ المالكي نصر الله بأنه لن يمدد أو يجدد التسهيلات للأميركيين والبريطانيين ولن يمنحهم تسهيلات جديدة بعد نهاية العام المقبل. كما اعتبر الإيرانيون الانسحاب العسكري الأميركي الأخير من العراق فرصتهم لملء الفراغ الناجم عنه. وبعد أيام من ذلك الانسحاب الأميركي طلبت جهات عراقية وإيرانية من مقتدى الصدر، الذي يعيش في منفاه الاختياري بمدينة قم الايرانية إعادة النظر في موقفه من خصمه اللدود نوري المالكي، وإن أول من طلب ذلك منه الزعيم الروحي للتيار الصدري آية الله كاظم الحائري، الذي يعتبر الأب الروحي للصدر على مدى 15 عاماً، وإن الأخير لم يستطع رفض طلب الحائري، ثم دخل الايرانيون على الخط، وتلا ذلك إيفاد المالكي لأحد كبار مساعديه مع أحد زعماء حزب الدعوة، وهو عبدالحليم الزهيري الى مدينة قم.
وقالت معلومات أيضاً، إن عضو المكتب السياسي لحزب الله اللبناني محمد كوثراني، وقائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني التحقا بالوفد العراقي، وإن سلوك الاميركيين بعد الانسحاب ومنذ بداية الصيف الماضي كان يقوم على مهادنة ايران، كما أكدت أيضا أن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اجتمع بعد ذلك مع نظيره السوري بشار الاسد في مطار دمشق، وهو في طريقه لالقاء كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وإن هذا الاجتماع كان حاسماً في تغيير نظرة الأسد تجاه المالكي، والرئيس السوري زار طهران في اليوم التالي لاعلان الصدر دعمه للمالكي. ويأتي الكشف عن هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الانتقادات الحادة للدور الدبلوماسي الأميركي في العراق منذ اجراء الانتخابات العامة فيه، إذ لوحظ ان واشنطن وضعت ثقلها وراء المالكي في بداية الامر، لكن الموقف تغير خلال الصيف وأصبح الأميركيون يدعون الى مبدأ اقتسام السلطة مع المنافس الرئيس اياد علاوي زعيم قائمة العراقية، التي فازت بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية في انتخابات مجلس النواب العراقي. ويقول أسامة النجيفي -مساعد علاوي، إن هذه السياسة في العراق هي التي ساعدت ايران على زيادة نفوذها وسيطرتها. وبموجب الاتفاق السري الجديد سيحصل الصدريون على العديد من المناصب الحكومية الرفيعة، لاسيما في المؤسسات الأمنية، وعلى نحو 100 ألف وظيفة إضافة الى الإفراج عن معتقليهم كافة في السجون العراقية. وتنسب الصحيفة الى القيادي الصدري نصار الربيعي قوله إن من حق تياره الحصول على 25٪ من وظائف كل وزارة، وإن العرض الذي قدمه موفدو المالكي كان كافياً لقبول التيار الصدري ترشيحه لولاية ثانية، غير أنه نبه الى أن مفهوم التناغم العرقي والطائفي القائل بأن الأطراف العراقية تتعايش بمساعدة بعضها بعضاً قد فشل فشلاً ذريعاً ونهائياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news