يتضمن ضوابط تحول دون تشجيع التشدد والخرافة والطائفية
بوادر اتفاق لحل أزمة إغلاق القنوات الدينـية في مصر
تواصلت فصول قضية إغلاق 12 قناة فضائية في مصر، قالت الحكومة إنها تورطت في تأجيج التطرف والخرافة، بينما نفى أصحابها هذا الاتهام، وتظاهر إسلاميون أمام مسجد النور بالعباسية وسط العاصمة المصرية القاهرة احتجاجاً على قرار الإغلاق، فيما لاحت بوادر حلّ الأزمة بالتوصل إلى حل توافقي بين الحكومة المصرية وأصحاب القنوات بقبول ضوابط للبث.
وقال محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات لـ«الإمارات اليوم»، إنه بدأت حملة اكتتاب عام لتوفير تمويل لقمر لصناعي يمثل حلاً للأزمة. موضحاً أن «القمر الصناعي الجديد سيكون عنواناً لحرية التعبير وتعدد الآراء، ولن يكون خاصاً بالوعظ الديني فقط»، وأوضح «أنه تم إعداد الدراسة الشاملة لهذا المشروع».
وأضاف «أن الطرح القائل بانتقال القنوات الإسلامية الدينية المغلقة أو التي ضيق عليها الخناق لن يجدي، لأن الدول العربية لاتتفق إلا في أمرين: الأمن والإعلام، وقد اتفق القمر الصناعي المصري «نايل سات» والأردني «نور سات»، على وقف قناتي «الرحمة»، و«الحكمة».
وكانت شركة «نايل سات» قررت أخيرًا إغلاق عدد من القنوات الدينية والصحية والمنوعات، وقالت إنها خالفت اشتراطات التعاقد، ولجأت إلى بثّ الفتنة بين أطياف الأمة، وروّجت إلى خرافات العلاج البديل والإباحية. وكانت الشركة قد أوقفت بثّ قناة «البدر» الدينية الخاصة، بدعوى مخالفتها الضوابط والشروط المرخص لها بالعمل، لكن مراقبين قالوا إن القرار جاء بعد استضافة القناة شخصيات إعلامية إسلامية اعتبرت مداخلاتها تأجيجاً للطائفية.
وفي مايو الماضي، أغلقت «نايل سات» قناة «الرحمة» الدينية، كما قامت بوقف بثّ قناتي «البركة»، و«الحكمة». كما تم إغلاق قنوات «الحافظ» و«الناس» و«الخليجية»، كما أوقفت الشركة قناة «أوربت»، بدعوى مماطلتها في دفع المستحقات المالية عليها، لكن إدارة القناة أكدت أن الشركة ترفض استلام الشيكات لإيجاد ذريعة لقرارها، وسط تفسيرات بأن القرار جاء للتخلص من برنامج شهير يقدمه الإعلامي عمرو أديب من القاهرة عبر القناة، وعادة ما يتطرق إلى قضايا سياسية ساخنة.
ونفى ملهم العيسوي مدير الإعلام بقناة «الرحمة» الدينية التي يترأسها الداعية الإسلامي محمد حسان، أن تكون القناة قد تلقت أي إنذار من شركة نايل سات أو أي جهة حكومية تحذر من مخالفة شروط التعاقد أو تحذر من أي شيء آخر.
وقال العيسوي لـ«الإمارات اليوم»، إن قرار الإيقاف كان مفاجئاً لنا، ولم يتم إنذارنا أو توضيح مخالفات قناة «الرحمة»، أو حتى ما هي الضوابط التي خالفناها، وقال: كنا دوماً داعمين للوحدة الوطنية، وأذعنا أخيراً حلقة قوية عن الوحدة الوطنية تحت عنوان «شعب واحد وكلنا مصريون» حضرها رموز من المجتمع المصري، ولم تسئ القناة لأي عقائد منذ أن بدأت البث.
وكشف مصدر في قنوات الحافظ والصحة والجمال، رفض ذكر اسمه، الاتفاق بين القنوات المغلقة بعدم الظهورالإعلامي، عن توقيع القنوات على وثيقة تتضمن منع بث مواد تزدري الأديان أو تحض على الفتنة الطائفية أو تروّج للجدل والشعوذة أو تروّج للطب البديل، كما وقعت القنوات على شرط عرض خريطة البرامج على وزارة الإعلام قبل بثها.
ونفى المصدر أن تكون الوزارة قد طلبت إذاعة اغان أو موسيقى أو مواد درامية معينة، أو ظهور مذيعات غير محجبات، وقال فقط طلب منا الالتزام بتنوع المواد لتكون قنوات شاملة وليست دينية فقط، نافياً ان تكون الوزارة قد حددت نسبة 30٪ أو أي نسبة أخرى للمواد الدينية. وأضاف المصدر وقعت القنوات على هذه الشروط، وننتظر موافقة السلطات المصرية على العودة خلال الأيام المقبلة.
من جهته، طالب خبير الحركات الدينية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي وزير الإعلام بإعلان الأسباب الحقيقية لإغلاق القنوات. وقال الشوبكي لـ«الإمارات اليوم»، «لابد أن يعرف الناس أن هناك قنوات تحرّض على الطائفية وتصرّ على ذلك باعتباره منهجهاً، وهذه تستحق الإغلاق، وهناك قنوات أخرى تحمل رسالة دينية تنويرية يجب عدم المساس بها».
وأكد وكيل وزارة الأوقاف سالم عبدالجليل «أنه مع تنظيم هذه القنوات عن طريق وضع بعض الضوابط المنظمة لعملها والضيوف الذين تتم استضافتهم والرسالة التي يتم تقديمها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news