تضم 3000 شاب وتؤمن أن رئيس الكرملين السابق هو روسيا
«ناشي».. منظمة روسية «جاهـــزة للاشتباك البدني» من أجل بوتيـن
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.314561.1462840817!/image/image.jpg)
ناشطو المنظمة يهدفون إلى أدلجة العقول وتحصينها ضد كل ما هو أجنبي سواء على مستوى الأفكار أو الممارسات. أ.ف.ب
«ناشي» منظمة شبابية تابعة لـ«الكرملين»، وتحديداً موالية لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين، أسسها بعض رجال الأعمال والدين في ربيع 2005 لغرس كل ما هو روسي في عقول أولئك الشبيبة، وانتزاع كل ما هو غير روسي. ويمول المتبرعون أيضاً معسكراً صيفياً لهؤلاء الشبيبة الأعضاء في منظمة «ناشي» الذين بلغ عددهم ،3000 وهدف تلك المخيمات لم يكن محصوراً فقط في الترفيه (الرقص والسباحة) بقدر ما هو موجه الى أدلجة العقول وتطعيمها ضد كل ما هو أجنبي سواء على مستوى الأفكار أو الممارسات.
يقول مهندس المنظمة سيرجي ماركوف: «تعتمد الفكرة على صياغة ايديولوجيا ترتكز على الاخلاص للرئيس»، وتصف «ناشي» نفسها بأنها «حركة شبابية ديمقراطية مناهضة للفاشية»، بيد ان منتقديهم يقولون ان هذه الحركة «خطرة بشكل استثنائي»، إذ يعتقد جناح الشباب في حزب يابلوكو الليبرالي، اليا ياشن، أن «ناشي» اذا تطورت اكثر من ذلك فإن الامر سينتهي بالساسة الروس الى الاشتباك بالأيدي في الشوارع، ويضيف ان «اعضاء (ناشي) يفتقرون الى الفهم المتعمق للسياسة».
ويقول زعيم «ناشي» ماكسيم كروبوف البالغ من العمر 25 عاماً، «هناك حرب ايديولوجيا وألعاب دبلوماسية، ونحن نريد ان ندافع عن انفسنا ولا نرمي الى مهاجمة أحد. روسيا تنهض الآن بفضل رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، ولهذا فإننا نقدم له دعمنا».
مواجهة الثورات الملونة
وشكل «الكرملين» ناشي من أجل مواجهة ما يسمى الثورات الملونة في الجمهوريات السوفيتية السابقة، التي جلبت حكومات موالية للغرب، لاسيما في اوكرانيا عام .2004 ويأمل «الكرملين» ان تساعد انشطة «ناشي» على إخماد أي احتجاجات مشابهة ضد السلطات الروسية.
وتهدف منظمة ناشي الى تحسين العلاقات بين روسيا والغرب لاسيما الولايات المتحدة الاميركية. وانضمت اليها لاحقاً منظمات مماثلة مثل «الحرس الشبابي»، الذي ينتمي إلى حزب «روسيا المتحدة» الموالي لبوتين و«المحليون»، وهي منظمة أنشأتها حكومة منطقة موسكو التي أطلقت أخيراً حملة ضد الهجرة، و«غريغوريفتسي»، التابعة للكنيسة الأرثوذوكسية الروسية.
ويقول مسؤول العلاقات الخارجية في المنظمة الفيدرالية لشؤون الشباب، ميخائيل مامونوف «يتمثل هدفنا في دمج الشبيبة الروسية في الاسرة الدولية وان نجعل دولتنا مفتوحة اكثر امام الاجانب»،
ودرجت منظمة ناشي وغيرها من المنظمات الشبابية الموالية لها على التخييم بجانب إحدى البحيرات، وتنظيم حلقات نقاشية يشارك فيها قادة البلاد والخبراء السياسيون، مع عدم مشاركة أي اجانب فيها. الا ان المنظمين صرحوا الشهر الماضي بأنهم يأملون ان ينضم لهذا التجمع أكثر من 1000 شاب اجنبي من اجل الترويج للانفتاح وتبادل الافكار مع بقية العالم. ولبى الدعوة العديد من الشباب الاجانب معظمهم من طلبة الجامعات في العشرينات من أعمارهم من الولايات المتحدة الاميركية والمانيا وباكستان، واشتروا تذاكر للسفر الى هناك تطلعاً الى زيارة روسيا ومقابلة زملائهم الروس، إلا انه بعد بدء الفعاليات الجمعة الماضية لم يحضر المناسبة الكثير من الشباب الاجانب لأنهم لم يستطيعوا الحصول على تأشيرة الدخول، ووجدت المنظمة الحكومية التي تشرف على الحدث نفسها في موقف حرج للغاية ولا تدري بماذا تفسر للشباب عدم حصولهم على تأشيرات دخول لروسيا. وامتلأ موقع «فيس بوك» بالعديد من الانتقادات لمنظمي هذا التجمع.
أداة لخدمة «الكرملين»
النضال عبر الإنجاب تمسك كاتيا ميخايلوفا ببندقية الكلاشينكوف وتعلن بفخر أنها تفكر في أمها «روسيا». كاتيا نائبة قائد منظمة ناشي العسكرية التي تهدف الى الحد من معدلات المواليد المتناقصة، وتقول «أريد ان أجعل روسيا عظيمة مرة اخرى، ونحتاج في ذلك إلى مزيد من المواليد وهذا أمر مهم، وتضيف «صديقي عضو في (ناشي) ايضا»، وكانت كاتيا تتحدث في حملة أسبوعية نظمتها ناشي في موسكو. مثل هذه التجمعات تسمح للشباب من الجنسين بالالتقاء لتكوين الأسرة المستقبلية، حيث تواجه روسيا ذات الـ140 مليون نسمة نقصا مريعا في عدد السكان يصل الى 800 ألف شخص في العام، في الوقت الذي يحث بوتين الروس على انجاب المزيد من المواليد. وكانت هذه المنظمة نظمت معسكرا تدريبيا في يوليو على بعد 200 كلم من موسكو، حيث سمح الوقت لـ35 شاباً وفتاة بالزواج ليضربوا مثلاً لبقية المواطنين الروس. وبعد ان أدى الأزواج قسم الزواج غادروا لإنجاب الجيل التالي من الروس في ما يطلق عليه «واحة الحب»، حيث تم انشاء خيام حمراء في المكان مزينة ببالونات على شكل القلوب. إلا ان هذه المنظمة لم تكن فقط منظمة إنجابية وانما ايضاً منظمة سياسية، وتتخذ بوتين بطلاً لها. |
ويتميز برنامج «ناشي» بولائه الكبير لبوتين وعدائه الشديد لمنتقديه، ومنهم رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف، وبطل الشطرنج السابق جاري كاسباروف، والكاتب إدوارد ليمونوف، فقد يندد أعضاء «ناشي» بزعماء المعارضة ويصفونهم بالفاشيين، بيد أن ايديولوجيا «ناشي» تتجاوز حدود «السياسي»، فهي تشجع على التسامح العرقي وتعارض التعصب، وتحث على الانضمام إلى الجيش الذي يتجنبه كثير من الشباب الروس، ودعم اليتامى والعجزة، واحترام قدماء المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية. أما بخصوص الموضوعات الاجتماعية، فتنظم «ناشي» حملات ضد التدخين وشرب الكحول، وتدافع عن آراء محافظة بخصوص موضوعات مثل الإجهاض وتنظيم النسل.
وفي هذا السياق، يقول الباحث في مركز كارنيجي في موسكو نيكولاي بيتروف، رأى «الكرملين» أنه يمكن استغلال المنظمات الشبابية والاستفادة منها، مشبهاً النشطاء الشباب بالـ«لاندزنيكتز»، الجنود المشاة الذين كانوا يؤجرون في القرون الوسطى من أجل تنفيذ الحملات العسكرية.
والحال أن الدور الرئيس لـ«ناشي» يتمثل في الثقيف الأيديولوجي في روسيا في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، اذ ترى هذه المنظمة ان شباب اليوم ليس هو الجيل التائه في فترة التسعينات، كما أنه ليس «جيل بي» (نسبة إلى بيبسي) بل هو «جيل بوتين».
في هذا السياق، تشرح المتحدثة باسم «ناشي»، أناستازيا سوسلوفا أن «بوتين غير روسيا نوعياً، وجلب لها الاستقرار، وعمل على تحديثها وتنميتها، فعمري 22 سنة، وعندما كنا نكبر كانت البلاد تتغير معنا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news