هايتي بحاجة إلى إجراءات هيكلية للقضاء على الكوليرا

وباء الكوليرا أودى بحياة أكثر من 1600 شخص. أ.ف.ب

يظهر التدفق المستمر للمرضى المصابين بالكوليرا إلى مراكز الصحة في هايتي أن البلاد لايزال أمامها طريق طويل وشاق للتغلب على هذا المرض القاتل، الذي أودى بحياة أكثر من 1600 شخص.

ويقول المنسق العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» الإغاثية في هايتي ستيفانو زانيني، إن الكوليرا التي لم تشهدها هايتي منذ ما يقرب من قرن مضى، يمكن أن تظل في البلاد فترة طويلة، ما لم يجر اتخاذ «إجراءات هيكلية» عاجلة لمحاربتها.

ويوضح أن الكوليرا ستواصل انتشارها إذا لم يتم اتخاذ إجراءات «لتحسين (فرص) الحصول على مياه الشرب وتحسين الأوضاع الصحية والصرف الصحي».

ويضيف منسق «أطباء بلا حدود» التي تدير 21 عيادة لمعالجة المصابين بوباء الكوليرا في هايتي أن «المشكلة اليوم هي أننا فقط نعمل على علاج المرضى. ويصاب الأشخاص بالمرض ويتوجهون لأي مركز صحي ويجري علاجهم ثم يعودون إلى مناطقهم».

ويرى أن الخطورة تكمن في أنه «من ناحية فإنك تعالج آلاف المرضى، ومن ناحية أخرى فإن الأوضاع التي تسمح للوباء بأن يدوم طويلاً لاتزال قائمة».

ووفقاً لمنظمات الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية فإن من السهل علاج الكوليرا، لكن الأمر يتطلب إجراءات فورية لمنع الجفاف، وكذلك توافر حد أدنى من البنية التحتية يضمن ظروفاً معيشية صحية للسكان.

ويقر زانيني بأنه في بلد مثل هايتي حيث لاتوجد فرصة أمام نسبة كبيرة من السكان للحصول حتى على مياه جارية، فإن علاج هذا المرض يحتاج لاتخاذ إجراءات.

ويؤكد أن علاج الكوليرا بشكل فعال يتطلب أربعة أمور، أولها يتمثل في «ضمان إمكانية وصول السكان إلى مكان يمكنهم خلاله الحصول على محاليل للجفاف، وهذا هو الأمر الأهم. لأنه في حال لم يكن لديك إمكانية سريعة لذلك، فإنه سيكون هناك جفاف خطير ومخاطر لحدوث وفيات».

والأمر الثاني يتعلق بمعالجة الجثث التي يجب «تطهيرها ودفنها بشكل سليم».

أما النقطة الثالثة فهي المعالجة السليمة لمياه الصرف، حيث يرى أن هناك حاجة «للمواطنين الذين لديهم شاحنات ووسائل نقل كي ينقلوا المراحيض الخاوية وما شابه ذلك» إلى مكان مخصص لذلك، وهذا الأمر لا يتوافر في هايتي.

ويشير إلى أن الإجراء الرابع المطلوب هو معالجة المياه بالكلور، ويتساءل «هل نحن متأكدون من الحصول على مياه معالجة بالكلور ونقية وقابلة للشرب؟»، ويجيب عن السؤال بالقول «لا».

ويؤكد أن «هذه هي إجراءات أساسية بالفعل، وهي عادة من السهل تنفيذها، لكنها تظل ضعيفة ونادرة في هايتي».

وبشكل عملي تعهد جميع المرشحين في الانتخابات الرئاسية في هايتي بجعل محاربة وباء الكوليرا أولوية لهم، على الرغم من أنهم جميعاً لم يضعوا برنامجاً واضحاً حول كيفية المضي قدما في هذا الأمر.

تويتر