تزوير انتخابات أفغانستان يضعف كرزاي
تحطمت صدقية الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، بعد انتخابات رئاسية، وأخرى برلمانية، شهدت تلاعباً جسيماً بالأصوات، ويرى البعض أنه قد يضع النهاية لحكمه ان هو أصرّ على رحيل القوات الأجنبية.
تواجه حكومة كرزاي أزمة شرعية بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس عام ،2009 وتم ابطال ثلث الأصوات التي حصل عليها، بوصفها مزورة، كما شهدت انتخابات برلمانية جرت في سبتمبر الماضي تزويراً واسعاً.
وأعلنت أفغانستان في الاول من ديسمبر الجاري آخر دفعة من نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 18 سبتمبر مع حرص المنظمين على انهاء عملية شابها الكثير من التزوير، لتمهيد الطريق امام برلمان جديد.
ويرسم محللون صورة قاتمة لحكومة متداعية معتمدة على الغرب، وتبدي في ذات الوقت حرصا على رحيل القوات الاجنبية، ولحلفاء يشعرون بإحباط متزايد إزاء الفساد وبناء المؤسسات الديمقراطية بشكل غير سليم، قالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات الأسبوع الماضي «من دون دعم خارجي ستنهار حكومة كرزاي، ستسيطر (طالبان) على معظم أنحاء البلاد، وسيتفاقم الصراع الداخلي، ما يزيد احتمال العودة الى حرب التسعينات الاهلية المدمرة.
ويوما بعد يوم تتبدد الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية عن طريق التفاوض وبناء المؤسسات الافغانية، مثل القضاء وقوات الأمن التي دمرتها ثلاثة عقود من الحرب.
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «في ظل التشكيك في شرعيته وازدياد ضعف سيطرته على السلطة يوما بعد يوم، يمضي كرزاي الآن معظم وقته في محاولة التوفيق بين المصالح المتضاربة لعائلته والقادة الإقليميين والأثرياء ذوي النفوذ وأصحاب المصالح الدوليين».
وأضافت «هذه المحاولة المهتزة للموازنة بين الأمور والتي يؤثر فيها الفساد والمحسوبية بقوة، حيّدت قدرات الرئيس وعرقلت إصلاح الحكومة».
وانعكس هذا على برقيات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس، وصفت كرزاي بأنه «رجل ضعيف لا ينصت للحقائق».
وتقول المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، ان كرزاي بات عبئاً بعد أن كان وجوده يعتبر ضرورياً ذات يوم، رغم أن واشنطن مازالت تدعم «نخبة انتهازية» لأغراض مخابراتية قصيرة المدى، وذلك على حساب بناء القدرات علىالمدى الطويل،
وبين المطرقة والسندان يقف المواطن الأفغاني العادي.
وقالت ماكدونالد لـ«رويترز»، «لاشك في أن هناك اهتماماً في أفغانستان بالانتخابات على مستوى القاعدة العريضة وبين أبناء الأجيال الأصغر سناً».
وأضافت «من ناحية أخرى، فإن من يجاهدون للاحتفاظ بالسلطة لن يترددوا في التلاعب بالعملية، لإضفاء شرعية على قبضتهم، بينما يفتقر المجتمع الدولي للارادة السياسية والمهارة اللازمة للتغلب عليهم»، وانتخابات 18 سبتمبر مثال على هذا، فقد كان من المقرر ظهور النتائج النهائية في 30 اكتوبر، لكنها تأجلت إلى أن تفحص جهة لمراقبة الانتخابات تدعمها الأمم المتحدة آلاف الشكاوى، وأبطل مسؤولو الانتخابات نحو ربع الاصوات من بين 5.6 ملايين صوت تم الإدلاء بها، ويدير وزراء لتسيير الأعمال العديد من وزارات كرزاي، بعد أن رفض البرلمان السابق بعض من اختارهم الرئيس لشغل مناصب وزارية.
وقالت ماكدونالد «نرى من جديد سؤالاً أساسياً يطرح بشأن شرعية الهيكل البرلماني ككل».
وأضافت «نتيجة لهذا، يستطيع المرء أن يقول بصدقية ان لدينا رئاسة ومجلس وزراء وبرلماناً بموقف دستوري هشّ على أفضل تقدير».