واشنطن تشكك في سياسة الانفتاح الفرنسية تجاه سورية

بشار الأسد. أ.ب

يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، زيارة تستمر يومين إلى باريس، يفترض ان يشكل استقرار لبنان محور محادثاته خلالها، مع اقتراب تسليم القرار الاتهامي للمحكمة الخاصة بلبنان حول اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وتأتي زيارة الأسد الى باريس بينما افادت مذكرات دبلوماسية اميركية كشفها موقع «ويكيليكس» ان الولايات المتحدة شككت في صحة سياسة اليد الممدودة التي اتبعها ساركوزي حيال دمشق.

وسيلتقي الرئيس السوري على غداء عمل في قصر الإليزيه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي أطلق مجدداً في 2008 العلاقة السورية الفرنسية وراهن على تأثير لدمشق يؤدي الى تغليب الاعتدال في المنطقة، وخصوصاً بشأن حليفها «حزب الله» اللبناني. ويشهد لبنان توتراً شديداً مع اقتراب صدور القرار الظني من المحكمة الخاصة لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، في ،2005 وسط تخوف من ان يؤدي الى اعمال عنف وزعزعة استقرار البلاد.

ويشكك «حزب الله» في المحكمة التي أنشئت في 2007 للتحقيق في اغتيال الحريري في بيروت، معتبراً انها «اداة اميركية واسرائيلية» تستهدفه، وقال منذ اشهر انه يتوقع اتهامه، وهو احتمال تحدثت عنه وسائل إعلام دولية وفي المنطقة، واعداً «بقطع يد» من يحاول توقيف اعضاء من الحزب.

وذكرت البرقيات التي ذكرها موقع ويكيليكس ان واشنطن كانت تفضل نهجاً يضع شروطاً واضحة، معتبرة أن دمشق لاتزال مصدراً أساسياً للعديد من المشكلات مثل نقل اسلحة لـ«حزب الله» ودعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتدخل في العراق. واعربت برقيات عن «استياء» حيال سياسة الرئيس الفرنسي، وأشارت الى خلافات في وجهات النظر بين الرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية التي وصفت بأنها أكثر تشدداً حيال دمشق.

وعلقت مذكرة اميركية على دعوة بشار الأسد الى باريس، بمناسبة القمة الأولى للاتحاد من اجل المتوسط في يوليو ،2008 ان «السوريين يعتبرون انفسهم في موقع قوة». وكشفت البرقية ان قصر الاليزيه قام بمحاولة خجولة سرعان ما تخلى عنها لطرح موضوع حقوق الإنسان، وقد رفض الإسد اقتراحاً فرنسياً بالإفراج عن معتقلين سياسيين قبل زيارته باريس.

وقال رئيس تحرير صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطة وضاح عبدربه، لوكالة «فرانس برس» ان الزيارة «تجديد للمساعي السورية الفرنسية لترسيخ الاستقرار في المنطقة وهو امر سبق ان تم بحثه خلال القمم التي جمعت ساركوزي والأسد، واستكمال للحوار المستمر بين باريس ودمشق منذ 2008»، واضاف ان المحادثات ستتناول «عملية السلام المتوقفة، والوضع في لبنان، والتطورات الأخيرة في العراق، والعلاقات الثنائية المتنامية بين باريس ودمشق»، وتابع عبدربه ان «الزيارة ستكون فرصة للأسد لأن يلتقي بعدد من الشخصيات الفرنسية ليضعها أمام آخر التطورات في عملية السلام والمنطقة». وحول عملية السلام تحاول فرنسا منذ هذا الصيف القيام بوساطة سرية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية.

تويتر