ادعاءات أميركية بتقاضي أمين الحسيني 50 ألف مارك شهرياً من هتلر
اتهم تقرير أميركي، كُشف عنه أول من أمس، زعيم المقاومة الفلسطينية الراحل ومفتي القدس أمين الحسيني، بتقاضي 50 الف مارك ألماني من النازي أدولف هتلر في الأربعينات، وقال التقرير إن الولايات المتحدة عاونت قادة نازيين للإفلات من العدالة نظير خدمات قدموها اليهم.
وقال التقرير إن العلاقة بين القادة النازيين ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني، الذي أعلن أنه لجأ الى هتلر هرباً من الاعتقال على يد الإنجليز تخطت كثيراً ما كان معروفاً في السابق عن حجمها وطبيعتها.
وقال التقرير المعنون «ظل هتلر: مجرمو الحرب النازيون والاستخبارات الاميركية والحرب الباردة»، انه في واقع الأمر كان القائد المسلم يحصل على راتب شهري قدره 50 الف مارك في الوقت الذي كان فيه الضابط برتبة مارشال يحصل على 25 الف مارك في العام. وقال ان المفتي كان يجند المسلمين بنشاط لصالح الشرطة السرية الألمانية (الجستابو)، وانه حصل على وعود من قادة النازيين بتعيينه رئيساً على فلسطين بعد ان تتمكن القوات النازية من دحر الجيوش البريطانية، والقضاء على نحو 350 الف يهودي كانوا موجودين في فلسطين وقتها.
وقال التقرير انه في عام 1941 ابلغ هتلر الحاج الحسيني بأن الفيالق الإفريقية والجنود الألمان المنتشرين في منطقة القوقاز سيحررون العرب في الشرق الأوسط، وان «هدف المانيا الوحيد من وراء ذلك هو تحطيم اليهود».
ويسرد التقرير تفاصيل عن كيفية السماح للحسيني بالهرب الى سورية بعد الحرب العالمية الثانية، بحيث اصبح محتجزاً لدى الفرنسيين الذين لم يكونوا راغبين في اغضاب الأنظمة في الشرق الأوسط، وكيفية هروب مسؤولين نازيين من ألمانيا ليصبحوا مستشارين لدى قادة عرب كانوا معادين لإسرائيل .
وذكر التقرير أنه في اكتوبر عام ،1945 قال رئيس قسم التحقيق الجنائي في فلسطين للملحق العسكري الأميركي في القاهرة، ان المفتي يمكن ان يكون القوة الوحيدة القادرة على توحيد الفلسطينيين «وتحجيم الصهاينة، وبالطبع نحن لا نستطيع ان نفعل ذلك ولكنها فكرة ليست سيئة».
واضاف التقرير «لدينا المزيد من التفاصيل عن التوصيفات الحالية لنشاطات الحسيني في زمن الحرب، ولكن ملف الرجل عند المخابرات المركزية (سي آي إيه) يشير الى ان منظمات المخابرات التابعة لدول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، جمعت كمية من الأدلة التجريمية. وهذه الأدلة مأخوذة على ضوء المعاملة اللطيفة التي حظي بها المفتي في اعقاب الحرب»، وقد توفي المفتي الحسيني عام .1974
ويضيف التقرير بُعداً إضافياً لتقرير «تاريخ منفصل لوزارة العدل»، للعمليات الأميركية لاصطياد النازيين، الذي ترفض الحكومة الأميركية نشره منذ عام ،2006 والذي خلص الى ان مسؤولي المخابرات الأميركية شكلوا «ملاذاً آمناً» في الولايات المتحدة لعدد معين من النازيين السابقين.
ومن ضمن هؤلاء كان رودلف ميلدنر (الذي كان مسؤولاً عن مقتل المئات، اذا لم نقل الآلاف، من المقاومين البولونيين»، وباعتباره مسؤولاً في الشرطة الألمانية كان يعمل في الدنمارك عندما أمر هتلر بإرسال يهود هذا البلد البالغ عددهم 8000 الى معسكر اوسفايش.
ويطرح التقرير تساؤلات عدة عما اذا كانت معاملة عملاء المخابرات الأميركيين «اللينة هي التي أسهمت في هربه»، ويشير التقرير الى انه بقي محتجزاً لدى الأميركيين لمساعدتهم على تحديد الشيوعيين قبل ان يستقر في الأرجنتين.
ويذكر التقرير حالات اخرى مثل كلاوس باربي، المعروف بـ«جزار ليون» الذي تعاون مع عملاء المخابرات الأميركية، الذين ساعدوه على الهرب الى الأرجنتين.