قضى فترة حبسه في «قسم العزل»

رائد صلاح: جدّدت رؤيتي لنُصرة الأقصى داخل السجن

رائد صلاح : معتقلونا الفلسطينيون يجب أن يعاملوا كأي أسرى حرب في العالم

أكد رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ،1948 الشيخ رائد صلاح، أن أسر الاحتلال الإسرائيلي له لن يوقفه عن مواصلة نضاله لنصرة المسجد الأقصى المبارك، والدفاع عنه في وجه مخططات التهويد.

وقال صلاح في حوار لـ«الإمارات اليوم» من مدينة أم الفحم شمال فلسطين «على الرغم من عزلتي في السجن إلا أنني ملكت الوقت، بفضل الله، للتفكير في تجديد رؤيتي واستراتيجيتي لنصرة القدس والمسجد الأقصى، ولذلك نحن على وشك أن نجدد العهد العملي مع القدس والأقصى، ومع أهلنا في القدس، حتى يكون لنا الجهد المشترك المتلاحم لنصرة هذه القضية».

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت عن رئيس الحركة الإسلامية الأحد الماضي، بعد انقضاء محكوميته البالغة خمسة أشهر في سجن الرملة، إذ إن محكمة الصلح الإسرائيلية أصدرت هذا الحكم على الشيخ صلاح بذريعة أنه حاول الاعتداء على شرطي إسرائيلي خلال أحداث باب المغاربة في القدس عام .2007

في قسم العزل

في ما يتعلق بمعاملة الاحتلال له طوال فترة الأسر، قال الشيخ صلاح «سجنت في ما يعرف باسم (قسم العزل)، أي عشت وحدي في غرفة ولم أختلط مع أي سجين آخر، فعشت كل أيام سجني بليلها ونهارها وأنا وحدي، كما أن خروجي إلى الجولة اليومية، وهي فرصة السجين للتنفس، كانت أيضا وحدي ولمدة ساعة»، وأضاف «كنت ممنوعاً من استخدام الهاتف للاتصال بالأهل، كما الحال مع السجناء المدنيين، وكان ممنوعاً عني نظام الزيارات للأهل الذي كان للسجناء الجنائيين»، وأوضح الشيخ صلاح أن الاحتلال منع عنه إدخال الصحف العربية التي تصدر في الداخل، كما منع عنه إدخال الكتب، مشيراً إلى أن مركز الميزان لحقوق الإنسان نجح بإلزام إدارة السجن بعد أن رفع قضية ضدها بأن تدخل الكتب والصحف له. ولفت إلى أنه خرج من السجن قبل أن تصله أي صحيفة أو كتاب، إذ كانت إدارة السجن مازالت تجري الإجراءات الأولية لإدخالها إليه.

وكانت النائبة العربية في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حنين زعبي، قد استطاعت أن تدخل بعض الأعداد من الصحف العربية للشيخ صلاح خلال زيارتها له داخل السجن، وعلى الرغم من أن الشيخ صلاح كان بعيداً عن مدينة القدس والمسجد الأقصى وهو داخل السجن، إلا أنه كان يتابع بشكل يومي الأحداث التي تجري في المدينة المقدسة، وذلك من خلال بعض وسائل الإعلام.

وحول الكيفية التي أمضى بها مدة الحكم داخل السجن، قال رئيس الحركة الإسلامية «إذا كانت هناك عبادة وسعادة في الدنيا فهي تلك الأيام التي قضيتها في السجن، إذ كان برنامجي اليومي موزعاً ما بين الصيام والقيام والدعاء وقراءة القرآن، فقد اجتهدت أن استثمر كل ثانية مضت علي، ولا أبالغ إذا قلت إن شعوري أنني قضيت في السجن يوماً واحداً ليس أكثر، وهذا بفضل الله علي». واطلع الشيخ صلاح على أوضاع السجناء الفلسطينيين داخل سجن الرملة، على الرغم من أنه كان وحده في قسم العزل، وذلك من خلال الحديث معهم من خلف الجدران، موضحاً أن معنوياتهم كانت عالية ويشعرون بثبات وأمل دائم في حياتهم. وقال الأسير المحرر «لن ننجح في أن ننتصر لقضية الأسرى إلا إذا عرّفنا هذه القضية للعالم بصورتها الصحيحة، فهم ليسوا مجرد سجناء حكم عليهم في القضاء، بل هم أسرى حرب دخلوا السجن بناءً على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويجب أن يعاملوا كأي أسرى حرب في العالم وليس منةً من أميركا أو غيرها».

مساومة مرفوضة

إذا ما تعرض الشيخ صلاح لتهديد أو مساومة من قبل الاحتلال داخل السجن ليوقف نضاله لنصرة الأقصى، قال «لم يكن هناك حديث صريح بهذا الاتجاه خلال سجني، ولكن هذا التهديد والمساومة عليه وقع وأنا خارج السجن مرات كثيرة لا تحصى، بين الترغيب تارة والترهيب أخرى، وكلها دست عليها بلا تردد وأنا غير نادم»، وأضاف «قضية المسجد الأقصى والقدس وقدسيتها أسمى بكثير من أن نخضع لأي مفاوضات حتى مع أميركا، ومن دون شك هي مرفوضة مع الاحتلال الإسرائيلي وغير الاحتلال الإسرائيلي، هي قضيتنا في الماضي والحاضر والمستقبل ولن نتخلى عنها».

وكان الاحتلال قد اعتقل الشيخ صلاح مرات كثيرة بعد حادثة باب المغاربة، كما منعه أكثر من مرة من دخول كامل مدينة القدس لأشهر عدة، أما قبل هذا الحدث فقد اعتقل الشيخ مرات عدة على يد قوات الاحتلال وحكم عليه بالسجن، إذ قضى نحو ثلاث سنوات في سجون الاحتلال عام ،1980 وثلاث سنوات أخرى عام ،2003 إلى جانب الاعتقالات المستمرة له خلال مشاركته في فعاليات بالقدس المحتلة والداخل الفلسطيني.

تويتر