أسانج يتحدث إلى الصحافيين عند محطة سكك حديدية في نورفورك. رويترز

أسانج يواصل معركته من مقـر إقامته المحدد في الريف الإنجليـزي

من قصر قروي كبير في وسط الريف الإنجليزي الذي تكسوه الثلوج، يواصل جوليان أسانج بنشاط، معركته وتصديه للهجمات التي تستهدف موقعه «ويكيليكس»، وذلك بعد اطلاق سراحه المشروط من السجن اللندني، الذي امضى فيه وقتاً قصيراً.

وخلال نزهة خارج قصر «الينغهام هول» الريفي الفخم الذي يستضيفه فيه احد اصدقائه، ندد هذا الأسترالي ببنك اوف اميركا، الذي اعلن السبت وقف كل التعاملات المالية المتعلقة بموقع «ويكيليكس»، معتبرا ذلك شكلاً جديداً من اشكال المكارثية المالية في الولايات المتحدة. وكان أسانج يقصد بهذه الإشارة حملة المطاردة التي اطلقها السناتور جوزف مكارثي ضد الشيوعيين في خمسينات القرن الماضي. وقد جاء هذا القرار في الوقت الذي يستعد فيه الموقع الذي اسسه أسانج، المتخصص في نشر التقارير السرية، للكشف عن وثائق تتعلق بالنظام المالي.

وأدلى أسانج بهذا الحديث للصحافيين على شكل اسئلة واجوبة بعد ان قطع طرق سوفولك ونورفولك الجليدية لإيصال صديق الى محطة القطار، والمرور على مركز شرطة بيكليس الذي يبعد نحو 10 كلم عن «الينغهام هول».

وقبل اجتيازه بوابة مركز الشرطة، حيث يتعين عليه التوجه يومياً في اطار اطلاق سراحه المشروط، سمح أسانج الذي تخط شعره الأبيض بضع خصلات بنية، لبعض المصورين بالتقاط صور له، وقال للمراسلين ومن بينهم مراسلة «فرانس برس» «نحن منظمة صلبة، فخلال حبسي في زنزانة انفرادية واصلنا النشر (الوثائق) يومياً وهذا شيء لن يتغير». قبل ان يستقل سيارة سياحية سوداء.

وقد شهدت عادات أسانج اليومية تغيراً جذرياً منذ وصوله الى «الينغهام هول»، القصر الريفي الكبير ذي التصميم المعماري الجورجي الذي يخرج منه يومياً وسط عدسات كاميرات وسائل الإعلام للتوجه الى مركز الشرطة.

وقال فوغان سميث، مضيف أسانج، وهو عسكري سابق تحول الى الصحافة الحربية «ان أسانج يعمل، لكنني لا اقف فوق رأسه لرؤية ما الذي يفعله، فأنا مضيفه ولست حارس سجنه».

ويرى سميث، الذي تبلغ مساحة مزرعته 240 هكتاراً وتتضمن حوضاً لتربية الأسماك ومزرعة للطيور لمسابقات الصيد الخاصة، ان براءة ضيفه ليست موضع شك. وتطالب السويد بتسلم أسانج المتهم في هذا البلد في قضية اعتداء جنسي.

وقد اختار سميث استضافة أسانج، الذي اصبح العدو الأول للولايات المتحدة بعد ان نشر موقعه برقيات دبلوماسية اميركية محرجة للولايات المتحدة، إيماناً منه بعدالة معركته. وقال «أسانج فتح نافذة ستغير العالم، الناس تزداد مطالبة للحكومات بشفافية اكبر والنتيجة هي ان العالم يمكن ان يصبح افضل».

ويقيم أسانج في هذه المزرعة مع حفنة من الأصدقاء بينهم المتحدث باسم «ويكيليكس» كريستن هرافنسون.

و كان المدخل الرئيس للمزرعة وهو طريق ترابي صغير تغطيه طبقة من الجليد، مغلقاً أول من أمس بشريط من الحبال بعد رحيل البستانيين اللذين يعملان لدى اسرة سميث واللذين كانا يقفان امامه لمنع دخول الصحافيين الذين اتوا بأعداد كبيرة. وبقي أمس نحو 10 صحافيين فقط في انتظار خروج أسانج متحدين برودة الطقس الشديدة.

وقد غيّر وصول أسانج مساء الخميس الماضي، الى هذه المنطقة الساحلية والزراعية شرق انجلترا المشهد المعتاد لقرية الينغهام. ويقول توني غايم وهو مهندس متقاعد «عادة ما تكون الإثارة الوحيدة هنا هي عيد ميلاد احد الجيران، او الحافلة التي تمر كل ساعة، او الجرارات الزراعية»، واضاف جاره نايغل بيل ضاحكاً «انها قرية صغيرة هادئة، وهذه القضية تجعل الحياة فيها أكثر إثارة».

الأكثر مشاركة