موجود في غرفة مفاتيحها موزعة على 3 أفراد
مصحف مكتوب بدم صدام يمثل تحدّياً لمعارضيه
تمّت كتابة هذا القرآن بدماء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال عامين في نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي، حيث اعتاد الرئيس الجلوس مع ممرضة وفنان في رسم الحروف العربية. ولكن منذ سقوط بغداد قبل نحو ثماني سنوات تقريباً اختفى هذا المصحف عن الانظار، وتم تخزينه في مكان آمن. ويعتبر الإرث الوحيد الذي تركه الراحل صدام حسين والذي لا يعرف العراقيون ما يفعلون به.
واتضح ان المصحف موجود في غرفة حصينة في احد مساجد بغداد الكبيرة، وظل مخفياً خلال السنوات الثلاث الماضية. ويقول رئيس صندوق الوقف السني، الشيخ احمد السامرائي، وهو يقف بجانب مئذنة مسجد أم المعارك: «إنه لا يقدّر بثمن، ويمكن ان تصل قيمته الى ملايين الدولارات»، مشيراً الى الغرفة التي يوجد فيها المصحف.
ويواجه من يريد دخول تلك الغرفة العديد من العقبات، فمن ناحية، هناك الحكومة التي تمنع الاقتراب منه، إذ إن الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق يتحسس من اي رمز له علاقة بصدام حسين أو بحزب البعث. وهناك السنّة انفسهم الذين يخشون انتقام الحكومة منهم اذا قاموا بفتح الغرفة واخرجوا المصحف، وتعاملوا معه بقدسية واحترام. وقال الشيخ السامرائي: «كان من الخطأ ان يكتب القرآن بالدم، انه حرام»، ومع ذلك فإن الشيخ السامرائي يقول انه عمل قيّماً على هذا المصحف خلال الفوضى التي عمت البلاد اثر الاجتياح الاميركي للعراق عام ،2003 وقام باخفاء بعض الصفحات في هذه الغرفة داخل المسجد، وخبأ صفحات اخرى عند أقربائه. وقال السامرائي: «ادرك ان كثيرين سيحاولون الحصول على هذا المصحف، ولذلك فانه في غرفة داخلها ثلاثة ابواب ومفاتيحها غير موجودة مع شخص واحد، فأنا معي مفتاح، وقائد الشرطة في المنطقة لديه آخر، وهناك ثالث معه نسخة في منطقة اخرى من بغداد. ويجب ان يتم اتخاذ قرار من لجنة للوصول اليه». وكان من السهل التعامل مع المواد الاخرى، مثل تماثيل صدام وغيرها التي لها علاقة بحزب البعث، حيث ازيلت جميعها. ومع توصل العراق الى تشكيل الحكومة بدأ الاهتمام ينصب على القضايا الاكثر صعوبة كالتصرف بالاشياء التي تعتبر تذكاراً بالنظام السابق، ولكنها اصبحت رمزاً للعراق ايضا، مثل السيفين المتقاطعين في وسط بغداد. وهناك سياسيون عديدون، أمثال احمد الجلبي، أحد رموز المعارضة لصدام، مصمّم على إزالة اي شيء له علاقة بالزعيم العراقي السابق. وفي عام 2005 شكلت الحكومة العراقية لجنة لإزالة كل الرموز التي لها علاقة بصدام. وقال علي الموسوي، المتحدث باسم رئيس الحكومة نوري المالكي: «ليس كل ما بُني في تلك المرحلة يجب ازالته. لكن التماثيل يجب ازالتها جميعها»، واضاف «تماثيل صدام ليس لها مكان في الشوارع العراقية». ولكن الموسوي كان أكثر انفتاحاً لقبول المصحف المكتوب بالدم، حيث قال: «يجب ان نحتفظ به باعتباره وثيقة عن وحشية صدام، لانه ما كان ينبغي له فعل ذلك». وكان الفنان عباس شاكر جودي البغدادي هو الذي مكث مع صدام مدة عامين لكتابة المصحف، وهو يقول هاتفياً من جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة حيث يعيش: «لا أحبذ الحديث عن الموضوع الان. ولقد كانت فترة مؤلمة في حياتي وأريد أن أنساها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news