تعرضت للسجن والتعذيب ومستعدة لضرب خصوم زوجها بكل قوة

سيمون غباغبو.. سيدة ساحل العاج الحديدية

سيمون غباغبو تملك مفاتيح كثيرة في ساحل العاج. أ.ف.ب

تعيش ساحل العاج أوضاعاً غير مستقرة في الأيام الجارية، وقد أعقبت الانتخابات الرئاسية التي خسر فيها الرئيس الحالي لوران غباغبو، أعمال شغب شملت العاصمة ومدناً أخرى.

وفي الوقت الذي يرفض فيه الرئيس المنتهية ولايته التنحي، تزداد المشكلة تعقيداً، تهدد بتدهور الوضع ونشوب حرب أهلية، وكعادتها لم تغب السيدة الأولى في هذا البلد الإفريقي، سيمون غباغبو، عن الساحة، وهي تحاول الآن مساعدة زوجها على البقاء في السلطة، بكل الوسائل.

ففي 2004 تمكنت سيمون من إخماد تظاهرات غاضبة قام بها شباب عاجي طالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص عمل كافية للعاطلين عن العمل. وشاركت سيمون، (61 عاماً)، في احتفالات تنصيب زوجها رئيساً للبلاد قبل أسابيع، رغم خسارته في الانتخابات، وحضرت مراسيم الحفل وهي ترتدي فستاناً أبيض، وكأنها عروس في يوم زفافها، لكن تعابير وجهها كانت توحي بأنها مستعدة لضرب كل من يعارض حكم زوجها بيد من حديد.

انخرطت السيدة العاجية الأولى في العمل السياسي، منذ سنوات طويلة، حيث كانت ناشطة وقت شبابها، ثم تعرضت للسجن والتعذيب. وتقول غباغبو انها لم تصل إلى ما وصلت إليه بفضل زوجها، ولكن نجاحها كان ثمرة كفاح طويل. ويتساءل المراقبون عن الدور الحقيقي الذي تلعبه السيدة الأولى في صناعة القرار، ومدى نفوذها في مجلس الوزراء. وتقول غباغبو، «أحظى باحترام جميع الوزراء في الحكومة، والكل يضعني في مرتبة أعلى من الوزراء».

ورغم أن لوران غباغبو هو الذي قرر عدم قبول نتائج الانتخابات الأخيرة التي خسر فيها أمام منافسه الحسن وتارا، يبدو أن لزوجته دوراً في هذا الانقلاب على العملية الديمقراطية، فالسيدة الأولى، التي تلقب بـ«السيدة الحديدية»، في ساحل العاج، مستعدة لفعل كل شيء لإبعاد وتارا عن الحكم. ويذكر أن نفوذ السيدة الحديدية الحقيقي بدأ في ،1996 إذ بدأت تزعم الحزب الحاكم، بشكل غير رسمي، وباتت هي التي تديره وترسم معالم سياسته، وفي العام نفسه تغيرت ملامح شخصيتها بعد أن تعرضت لحادث مروري نجت منه بأعجوبة.

يقول مراقبون للشأن العاجي، إن سيمون غباغبو تظهر في أوقات الأزمات وتقف بجانب زوجها الذي رافقته منذ 40 عاما، وتقوم بذلك بهدوء وسرية أحيانا، ففي الحملة الانتخابية الأخيرة لم تظهر غباغبو أمام وسائل الإعلام كثيرا، لكن حضورها كان لافتاً بين الدور الأول والثاني، إذ بات عليها مساندة زوجها علناً. وبلهجة قوية حاولت السيدة الحديدية إقناع الناخبين الذين لم يصوّتوا لمصلحة زوجها بأن يغيروا مواقفهم. وفي ذلك تقول« تمت مهاجمة سلطة لوران غباغبو من طرف الحسن وتارا في ،2002 وإذا قبلنا بمحارب على رأس البلاد، فإننا بذلك نريد العنف».

ويذكر أن ساحل العاج شهدت ثورة شعبية قام بها شماليون حاولوا قلب النظام في العاصمة الاقتصادية ابيدجان. وفرضت فرنسا حينها حلاً سياسياً على الرئيس لوران غباغبو، الذي اضطر لتقاسم السلطة مع خصومه. وبعد إبرام الاتفاق، أقدمت السيدة غباغبو على صفع رئيس الوزراء السابق، الذي وقّع وثائق المصالحة مع المعارضة الشمالية. كما أنها قامت بحملات إعلامية ضد وتارا.

اتهمت جهات محلية السيدة الأولى بضلوعها في عمليات اغتيال طالت المعارضة، خصوصاً في صفوف حركة «الشباب الوطنيين». ويقال ان رئيس الحرس الخاص بها هو المسؤول على عدد من التصفيات التي راح ضحيتها معارضون للرئيس وزوجته التي تلقب أيضا بـ«السيدة الدموية».

وتشار أصابع الاتهام إلى زوج شقيقتها، في اغتيال الصحافي الفرنسي غي أندريه كيفيه. كتبت غباغبو مرة، «كيف لا يكون لدى الإنسان قلب عندما تحوله الكراهية إلى وحش؟»، وكان ذلك في ،2007 عندما اقتنع الرئيس وكبار معاونيه بضرورة تنظيم انتخابات رئاسية، وقام نظام غباغبو بتزوير نتائج الانتخابات حينها. وفي الانتخابات الأخيرة، ورغم انهزام زوجها أمام وتارا، تبدو سيدة ساحل العاج الحديدية، واثقة بأن الحكم لن يضيع منه.

تويتر