التحرّش يلاحق «صحافيات» في تغطيات الحشود والثورات

لارا لوغان تعرضت لاعتداء أثناء تغـــــــــــــــــــــــــــــــــــطياتها في مصر. رويترز

في الشتاء الماضي قمت بتغطية مهرجان ديني في باكستان حضره الالاف، ولم يكن من بينهم نساء، على الاقل هذا ما لاحظته، وعندما انطلقت بين المحتشدين، شعرت بالخوف الشديد، وكنت انظر خلفي كل بضع لحظات، وكنت ادفع من يقتربون مني بيديّ.

ويمكن ان تشكل تغطية الاحداث التي تحوي حشودا كبيرة، خطرا على الصحافيين خصوصا اثناء الحروب او الاضطرابات. وهذا ما حدث يوم الجمعة الماضي، عندما وجد عدد من زملائنا في البحرين انفسهم تحت وابل من الرصاص اطلقته مروحية يبدو انها كانت تحاول ضربهم كأهداف.

وفي الاسبوع الماضي، قال تلفزيون «سي بي اس نيوز»، ان مراسلته لارا لوغان تعرضت للاعتداء من قبل جماعة من الرجال في القاهرة. ولم يتحدث التلفزيون عن التفاصيل، ولكن بيان المحطة، الذي قال إنها تعرضت «لاعتداء جنسي وحشي ومتواصل»، كان يكشف عن وضع صعب. وقد تحولت التهديدات الى امر مريع، إذ ان اللحظات التي تجعل المرء يمسك انفاسه رعباً عندما يرى الحشود لم تمر بسلام عليها.

وتزداد مخاطر وقوع اية مضايقات بصورة خاصة عندما تسقط جميع القوانين، ويبقى المجتمع محكوما باحساس ان كل شيء قابل للحدوث. وهذا ما حدث لي في بغداد عام 2003 في سوق السلاح، من قبل جمهرة من الشبان يعانون الفقر المدقع، وغير معتادين على مشاهدة الاجانب. وفي البداية بدأ هؤلاء يلمسونني، ومن ثم بدأوا يرفعون ملابسي، الى ان جاء احد زملائي وخلصني منهم.

وكان ذلك خطئي، كوني مازلت مبتدئة، اذ انني كنت ارتدي بنطالاً واسعا، ولكن لم يكن هناك اثر في المنطقة للنساء اللواتي كنّ جميعاً يرتدين العباءات السوداء التي كانت تغطي كل اجسامهن. وفي اليوم ذاته ذهبت الى سوق للملابس العراقية واشتريت تنورة جينز تصل الى الكاحل وقميص يصل الى الركبة. وتكررت هذه الاحداث لي مرات عدة خلال سنواتي في العراق، ولكن اغربها كان ما حدث لي عندما كنت مع جنود بريطانيين. وكان بعض هؤلاء في الخامسة من العمر واخرون في سن المراهقة. وفجأة قام صبي يرتدي «تي شيرت» بالاقتراب مني ولمس جسمي، ومن ثم فعل ذلك اخر واخر. وحاول المترجم ابعادهم، وبدأ هذا الحشد ينشد اغنية عرفت في ما بعد ان كلماتها بذيئة. ومن خلال تجربتي استطيع القول ان الدول الاسلامية ليست اسوأ مكان للتحرش الجنسي، اذ اني عندما كنت في جورجيا مع جنود من روسيا، وهو مجتمع غالباً ما تخفي قوانينه ومدنيته المخادعة اسلوباً من العنف غالبا يكون مصحوباً بشرب الكحول ازاء المرأة، وسمحت لي وحدة عسكرية بمرافقتها عندما استولى الروس على بلدة غوري الجورجية .وكان الرجال سكارى، وبينما كنت منهمكة في العمل، والجو مظلم ولا توجد هناك كهرباء في مكتب حكومي منهوب. اصبح احد الجنود عدوانياً في تحرشه حتى اني عثرت على غرفة فارغة دخلت اليها واغلقتها ووضعت اريكة خلف الباب. وفي الليلة التالية ذهبت الى فندق فارغ كان لايزال مغلقاً بسبب القتال، ظهر رجل كان يبدو انه المشرف على المكان، وجلس بجانبي واخذ يراقبني وانا اضع ادواتي، فاخذ الرجل مفتاحاً، ومن ثم اغلق الصالة من الداخل. فسألته لماذا يفعل ذلك، فقال انه يفعل ذلك لحمايتي من اللصوص. وكان الفندق فارغا وبدأت اشعر بالخوف. واخبرته اني نسيت شيئا في سيارتي وطلبت منه ان يفتح الباب، ففتحه وهربت. وفي الرحلة ذاتها اوقفت رجلاً من العاصمة تبليسي، يبلغ الـ50 من العمر ويقود سيارة روسية مملوءة بالخضراوات وابلغته باني صحافية، وسالته ان ينقلني معه فوافق، وكان يتحدث بود، ولكنه طلب مني فجأة ان اخلع قميصي، فرفضت وطلبت منه ان ينزلني فرفض، وحاول الاقتراب مني، فصرخت وقاومته فأوقف السيارة ونزلت منها وغادرت.صابرينا تافرينايز ــ مراسلة لـ«نيويورك تايمز»

تويتر