السلطات المصرية تمنع دخولهم لأسباب أمنية

فلسطينيون عـالقـون في ليبيا ينتظـرون العـــــــــودة إلى غزة

عمال يفرون من ليبيا سيراً على الأقدام حاملين أمتعتهم نحو مدينة السلوم على حدود مصر. أ.ف.ب

ينتظر مئات الفلسطينيين في ليبيا سماح السلطات المصرية لهم بالمرور عبر معبر السلوم على الحدود الليبية المصرية، للعودة إلى ديارهم في قطاع غزة، بعد أن تقطعت بهم السبل في المدن الليبية، التي فروا منها خوفاً على حياتهم وأسرهم، في ظل المواجهات المسلحة بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.

وتواجد أكثر من 150 عالقاً فلسطينياً في معبر السلوم، ومكثوا أكثر من أسبوع هناك، من دون أن تسمح لهم السلطات المصرية بالمرور، لعدم وجود تعليمات أمنية لدخولهم، ما اضطرهم للعودة إلى المدن الليبية.

محمد الشواف، فلسطيني يعمل مدرساً في ليبيا منذ عقدين من الزمن، استغل هذه الظروف ليعود إلى غزة، لكنه رجع خالي الوفاض مع عائلته من معبر السلوم إلى مدينة أجدابيا الليبية، التي تبعد عن المعبر 600 كيلومتر، على أمل أن يُسمح له بالسفر والنجاة هو وأطفاله من ويلات الحرب.

وقال الشواف في اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم» من ليبيا، «انتظرت أنا وعائلتي أكثر من أسبوع حتى تسمح السلطات المصرية لي بالدخول عبر المعبر لأعود إلى غزة، وعشنا خلال هذا الأسبوع ظروفاً مأساوية، ولم نجد المأكل، لكن السفارة الفلسطينية قدمت لنا مساعدات إغاثية».

وأضاف أن «السلطات المصرية في معبر السلوم رفضت السماح له بالدخول، لعدم وجود أوامر وموافقات أمنية تسمح بذلك، ومنعوهم حتى من الوجود على المعبر».

وسافر الشواف إلى الأراضي الليبية عام 1995 بوساطة وثيقة سفر مصرية، وكان في ذلك الوقت ممنوع على الفلسطينيين دخول ليبيا بجواز سفرهم الفلسطيني، ما اضطره للسفر بوثيقة السفر المصرية، على الرغم من أنه يحمل بطاقة الهوية الفلسطينية.

وأوضح أن الوضع في مدينة أجدابيا شبه آمن، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لم يتعرضوا لأي أذى خلال الأحداث التي تشهدها المدن الليبية.

وقال: «نحن أردنا أن نعود إلى وطننا، نعيش هنا في ظل حرب ومواجهات مسلحة، ونخشى أن تتطور، ونحن مهما حصل نبقى غرباء عن وطننا».

أما العالق الفلسطيني ماجد مطر، (31 عاماً)، الذي ولد في ليبيا، لكنه يأمل العودة إلى قطاع غزة حتى ينجو هو وعائلته من ويلات الحرب، فقال «تركت وعائلتي بيتنا في بنغازي وتوجهنا إلى معبر السلوم، لكن السلطات المصرية منعت أي فلسطيني من المرور، على الرغم من حيازتي أنا وعائلتي وثيقة لاجئين مصرية سارية المفعول، بينما سمحت بدخول المسافرين من جنسيات أخرى».

وأضاف «بعد أن رفضت السلطات المصرية السماح لنا بالمرور، اضطررت أنا والعالقين للتجمع داخل مدينة مساعد الليبية، التي تبعد خمسة كيلومترات عن معبر السلوم، لكن بعد أسبوع من الانتظار دون جدوى، قررنا العودة إلى المدن الليبية «التي عشنا فيها ونعرف كل من فيها».

من جهته، قال القنصل الفلسطيني في مصر، جمال الجمل لـ«الإمارات اليوم»، «الآن لا يوجد أي فلسطيني على معبر السلوم، جميعهم عادوا إلى المدن الليبية بعد أن انتظروا لأكثر من أسبوع حتى يسمح لهم بالدخول، ونحن حالياً على اتصال معهم ومع السلطات المصرية لإدخالهم، وهناك وعود وأخبار عن إجراء تسهيلات لعملية سفرهم عبر الأراضي المصرية».

وأضاف، «كانوا يحتاجون إلى تعليمات وتنسيقات لمرورهم عبر الأراضي المصرية، وكان الوقت ضيقاً لحل مشكلتهم، كما شهد المعبر ازدحاماً كبيراً لوجود آلاف المغادرين من جنسيات مختلفة».

وأوضح أن بعض العالقين الفلسطينيين واجهوا مشكلات تتعلق بوثائق وجوازات سفرهم الفلسطينية منتهية الصلاحية، بينما لا يمتلك البعض وثائق سفر فلسطينية.

وأشار إلى أن السفارة الفلسطينية حاولت حل هذه الإشكالية، عبر تقديم عرض للجانب المصري بأن يسمح بمغادرة العالقين الفلسطينيين الذين يملكون وثائق وجوازات سفر سليمة، على أن تكفل السفارة المواطنين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية، نظراً لأوضاعهم الإنسانية، ولفت القنصل الفلسطيني، إلى أن السفارة حصلت على وعود من السلطات المصرية للتعامل بشكل إيجابي مع العالقين الذين يحملون جوازات سفر فلسطينية. وذكر أن السفارة سلمت الجهات الأمنية المصرية كشفاً بأسماء 500 فلسطيني يريدون مغادرة ليبيا، بينما بلغ عدد الذين وجدوا على معبر السلوم أكثر من 150 عالقاً فلسطينياً.

تويتر