مبادرة مصرية لدعم ثورة ليبيا.. والمعارضة تطالب بتجميد أموال العقيد

القذافي حاول شراء ساسة وإعـلاميين وزعماء قبائل في مصــر

القذافي حاول الدفاع عن حكمه بكل الوسائل. أ.ب

كشف المعارض الليبي عبدالحكيم الزبيري، عن محاولة الزعيم الليبي معمر القذافي تجنيد إعلاميين وسياسيين مصريين وزعماء قبائل، لإنقاذ حكمه، وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن لديه وثيقة صدرت من أجهزة الأمن المصرية رصدت محاولات منسق العلاقات المصرية الليبية السابق أحمد قذاف الدم، تشكيل ما يسمى «الاتحاد الليبي المصري»، من خلال القبائل المصرية الليبية المشتركة على الحدود بين البلدين، خصوصا قبائل القذاذفة وأولاد علي، إضافة إلى محاولته استقطاب ساسة وإعلاميين. وأوضح الزبيري أن «فكرة الاتحاد سبقت الثورة الليبية على نظام العقيد، وجاءت عقب محاولة اغتياله نهاية التسعينات، وتم اختيار محافظة الفيوم مقرا للاتحاد». وقال إن «القذافي رصد مئات الملايين لتنفيذ فكرته، وإن عناصر قبلية انخرطت معه، قامت بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الدولة بمحافظة الفيوم، ولكن أجهزة الأمن المصرية قامت باستردادها»، وتابع «تحرك أحمد قذاف الدم سريعا، وقام بشراء هذه الأراضي، وإعادة بيعها صوريا لزعماء القبائل».

وأضاف الزبيري «عقب قيام الثورة الليبية حاول قذاف الدم تحريك هذه القبائل، للقتال في صفوف الجيش الليبي، لكنه فشل بعد طرده من القاهرة»، وحذر الزبيري من وجود عناصر ليبية داخل مصر، تستهدف المعارضة الليبية. وأضاف أن «قذاف الدم استقدم عناصر قوات خاصة للمجيء إلى مصر، والقضاء على المعارضة الليبية فى القاهرة». مطالبا بـ«التدخل الفوري، لحماية المعارضين، الليبيين، وطرد السفير الليبي في مصر علي محمود ماريا، خصوصا بعد الاعتراف العملي من جامعة الدول العربية بالمجلس الانتقالي، وتعمد القذافي وأولاده إهانة مصر والعرب». وكشف عن أن «هذه العناصر تمتلك أموالا هائلة، وتحاول تجنيد إعلاميين وسياسيين وممثلي أحزاب تحت التأسيس، للدفاع عن نظام القذافي»، وقال «عرضوا عليهم مبالغ طائلة، واستئجار طائرة خاصة للذهاب إلى طرابلس وكسر الحصار»، مشددا على «ضرورة تجميد الأموال الليبية في القاهرة، لإصرار النظام الليبي على استخدامها ضد الشعب». وطالب الزبير بإطلاق قناة فضائية للثورة الليبية من القاهرة، على قمر «النايل سات»، لإظهار الحقائق للشعب الليبي، كاشفا عن قيام السلطات هناك بالتشويش على جميع القنوات الأخرى، عدا التلفزيون الرسمي».

من جهته، قال الناشط الليبي العائد من بنغازي، أمس أحمد زاهر، إن «حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات في بنغازي، ومصراته يفوق الوصف، وإن هناك عشرات الآلاف من القتلى من الليبيين والمصريين». وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «المستشفيات لا تتعرف إلى القتلى، لأن ما يصل إليها في الأغلب أشلاء ووجوه متفحمة». وأوضح زاهر أن «القذافي اعتمد خطة إبادة شاملة، أرسل قوات أمن خاصة وعالية التدريب، بلباس مدني قبل دخول مصراتة وضرب بنغازي، وكانت هذه القوات تتمركز في مداخل المدن والشوارع، وتقوم بقتل واصطياد كل الهاربين من جحيم القصف، إضافة إلى تدمير عربات الإسعاف والإطفاء وقتل الأطباء والمسعفين»، مشددا على أن «قوات القذافي دفنت المستشفيات بكل من فيها تحت الأرض في مصراتة، عبر دكها بالصواريخ والمدافع، واستهداف كل المنشآت العامة». وقال زاهر «لم تكن لدينا خبرة التعامل مع الدبابات، وحتى ما وقع منها بيد الثوار قام بتشغيله واستخدامه ضد قوات القذافي رجال من مصر، خدموا في الجيش المصري»، وكشف زاهر عن الروح البطولية التي يساند بها هؤلاء الرجال من صعيد مصر أشقاءهم في ليبيا. مشيرا إلى أن الثورة الليبية ستكشف عن روعة التلاحم العربي، في مواجهة إبادة الشعب. وقال زاهر «خيرنا بين إبادة شاملة على أيدي القذافي ورجاله، الذين يملكون الطائرات والصواريخ والدبابات، وبين تدخل المجتمع الدولي كي نبقى أحياء»، وأضاف أن «من يقومون بإدانة التدخل يمارسون ترف السياسة، ولم يعيشوا لحظة واحدة من أهوال جنهم التي عاشها الشعب الليبي».

على صعيد مقابل، أطلق الناشط وأستاذ العلوم السياسية حسن نافعة، ومعه 10 نشطاء سياسيين، أبرزهم عمرو حمزاوى، ووائل الإبراشي، مبادرة «مصريون من أجل ليبيا الحرة»، لدعم الشعب الليبي والتضامن معه، وقالوا في بيانهم، إنهم يدينون إدانة كلية القمع غير المسبوق، الذي واجه به نظام القذافي تظاهرات الشعب السلمية، ما أدى إلى حصول مجازر غير مسبوقة، راح ضحيتها الآلاف من الشعب الليبي، وطالب أصحاب المبادرة بمحاسبة العقيد ورجاله أمام القضاء الدولي، لارتكابهم جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية، وقالوا إنه من الطبيعي ان يتحرك الشعب الليبي»، مناشداً العالم التدخل وإنقاذه من الإبادة، وقال حسين نافعة إن هناك خطراً أكبر وأهم وعاجل، هو إبادة شعب ليبيا بأكمله، وهناك خطر أصغر، هو التدخل الدولي، وليس أمام أي عاقل إلا محاولة إنقاذ شعب من الإبادة على يد رجل فقد عقله.

تويتر