اتهمها متشدّدون بأنها «غير إسلامية».. وتعرضت لمحاولة اغتيال
توكل.. شوكة في خاصرة نظام صالح
توكل كرمان أم لثلاثة أبناء، مواطنة يمنية، تبلغ من العمر 32 عاماً، قد يراها البعض انها ليست جديرة بقيادة الصراع المرير الساعي الى الإطاحة بالرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، بيد ان هذه الصحافية لبقة الحديث، جريئة الموقف، صارت تمثل شوكة في خاصرة السلطة السياسية، اذ ظلت تنادي بحرية الصحافة، وتنظم الاعتصامات الاسبوعية المطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين من السجون، وهو المكان الذي أقامت فيه نفسها مرات عديدة.
وجدت الآن نفسها على رأس احتجاجات شعبية ظلت تزلزل النظام اليمني من أركانه. وتتساءل عن جدوى وجود صالح على قمة السلطة في الوقت الذي عانت البلاد من حربين اهليتين وتعاني وجودا ملموسا لـ«القاعدة»، وبطالة تصل نسبتها الى 40٪، وتقول ان اليمن كمصر وتونس تحتاج الى وضع حد للدكتاتورية المختبئة في رداء رئاسة الجمهورية.
وتقول ان «هذه الثورة حتمية، فقد تحمّل الشعب الدكتاتورية والفساد والفقر والبطالة لسنوات عدة والآن كل شيء حولنا يتفجر». وللسيدة كرمان تظلمات عدة ضد حكومتها الا ان ما أشعل غضبها اكثر هو الممارسة الظالمة لشيوخ قبائل منطقة اب ضد القرويين، وتقول عن ذلك «كنت أراقب الموقف في الوقت الذي تتعرض أراضي القرويين للاغتصاب من قبل احد زعماء القبائل الفاسدين، وأعتبر هذه الممارسات رمزاً للظلم الذي يحيق بالكثير من اليمنيين».
كرمان تعتبر ناشطة ضمن مجموعة الشباب الناهض لكنها في الوقت نفسه عضو فعال في حزب الاصلاح الاسلامي القيادي المعارض، وهي المجموعة التي سببت وتسبب قلقاً للغرب بسبب عدم ارتياح اميركا من عضوها الاسلامي عبدالمجيد الزنداني، الذي كان ايضا مستشارا سابقا لزعيم «القاعدة» اسامة بن لادن، والذي تعتبره اميركا ارهابياً. وتقول كرمان ان «الاصلاح» من أفضل الاحزاب اليمنية التي تساند النساء العضوات فيه. الا انها في اكتوبر الماضي دخلت في حرج شديد بعد ان نشرت مقالاً في صحيفة تنتقد فيه الأعضاء المحافظون جداً في هذا الحزب والذين وقفوا في طريق مشروع قانون يجرم زواج الفتيات دون السابعة عشرة.
تقول كرمان: سيكرهني الاصوليون ويتحدثون ضدي في المساجد ويوزعون المنشورات التي تتهمني بأنني غير إسلامية، ويدّعون أنني أحرض النساء للخروج من منازلهن».
وفي المقابل يتهمها بعض قادة الاحتجاجات من الطلبة بأنها تحاول اختطاف حركتهم لصالحها. وترد كرمان بأن «حزبنا يريد تجنيد الشباب والشباب يريد ايضاً من الحزب مساعدته في التنظيم، ولا يستطيع أي منهم الاطاحة بهذا النظام من دون مساعدة الآخر».
ويظهر زوجها محمد خلال الاحتجاجات بجانبها يرد على هاتفها الجوال في الوقت الذي تجيب فيه عن أسئلة قناة الجزيرة وتصافح رجال القبائل. تقول «الجميع يحبونني حتى رجال القبائل والجنود، يقفون في بعض الاحيان لتحيتي، لقد تعرضت للكثير من المشكلات، لكنني تجاوزتها».
العام الماضي حاولت امرأة اغتيالها طعناً بسكين في تظاهرة، الا أن مؤيديها في الاحتجاجات ساعدوها على النجاة من ذلك الهجوم.
مثل الكثير من النساء اليمنيات كانت كرمان ترتدي النقاب الذي يغطي كامل الوجه لكنها تخلت عنه قبل سنوات قليلة «اكتشفت أن ارتداء النقاب ليس مناسباً لامراة تعمل ناشطة في المجالات العامة»، وتبرر ذلك قائلة «يريد الناس ان يروك ويتصلوا بك والدين الاسلامي لا يأمرنا بوضع النقاب وإنما هو تقليد اجتماعي، ولهذا السبب نزعته». وتلبس كرمان اليوم غطاء للرأس فقط وعباءة طويلة.
نصيحتها للنساء ألا ينتظرن الإذن للمطالبة بحقوقهن «إذا ذهبتن اليوم الى التظاهرات فسوف ترين أشياء لن تخطر لكن على بال، هناك مئات النساء يهتفن ويغنين حتى إنهن ينمن هناك في خيام، هذه ليست مجرد ثورة سياسية وانما ايضا ثورة اجتماعية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news