إسرائيل «خائفة» من الثورات العربية
أكد سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي، أن إسرائيل هي أكثر طرف يشعر بالقلق من ثورة الشعوب العربية، موضحاً أن أكثر شيء تخاف منه هو أن تنتقل هذه الثورات إلى فلسطين، وأن تُغير من ميزان القوى لمصلحة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
وقال البرغوثي في حوار لـ«الإمارات اليوم»، إن «دخول الديمقراطية إلى الدول العربية يعني إطلاق طاقات الشعوب، وانفتاح طاقة كبرى للتضامن مع الشعب الفلسطيني من قبل الدول العربية، فدولة مثل مصر سيكون لها موقف أكبر في المنطقة العربية، لا أن تكون المنطقة مجرد ميدان صراع لقوى خارجية». وأضاف أن «تعزز مكانة الدول العربية بعد الثورات سيحد من نفوذ إسرائيل، وسيسحب غطاء إدعائها الذي تكرره دائماً بأنها هي الدولة الوحيدة التي تتبع الديمقراطية في الشرق الأوسط ». ويمثل النهوض العربي الجاري، بحسب البرغوثي، عنصر استنهاض للشباب الفلسطيني للمشاركة في المقاومة السلمية ضد الاحتلال، وأن هذه الثورات كما ألهمت الشباب العربي ستلهم الشباب الفلسطيني. وأشار إلى أن الأراضي الفلسطينية ستشهد قريبا نهوضا واسعا للمقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال وجدار الفصل العنصري وسياسة التمييز، لافتا إلى أن إسرائيل تخشى المقاومة الشعبية وتصاعدها.
وقال النائب في البرلمان الفلسطيني «هناك دعوات إيجابية وبناءة من قبل الشباب الفلسطيني للمشاركة في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، منها دعوات واسعة عبر الـ«فيس بوك» لانطلاقة انتفاضة ثانية وهي ثورة اللاجئين الفلسطينيين، وأعتقد أنها ستكون أقوى إذا انطلقت بصورة عفوية». وتعد الثورات العربية بحسب البرغوثي، تهديداً لهيمنة إسرائيل وإنهاءً لحلمها بالهيمنة الاستراتيجية والسيطرة الاقتصادية والعسكرية.
وقال سكرتير المبادرة الوطنية إن «إسرائيل تستخدم جيشها دائماً لتهديد العالم العربي والهيمنة عليه، ولكن تحرر الشعوب يجعلها تتخلص من الخضوع لشروط هذه الهيمنة، إذ إن الديمقراطية تعني أن الشعوب لا تخضع لإملاءات خارجية، وأنها تسعى لمقاطعة إسرائيل في ظل اضطهادها للشعب الفلسطيني ». وأضاف إن «إسرائيل لا تستطيع إفشال الثورات العربية، ولكنها قد تحاول أن تتدخل وتخرّب هذه الثورات، لكن إذا استمرت طاقات الشعوب لا يمكن لإسرائيل أن تفعل ذلك».
وفي ما يتعلق بتأثير سقوط الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في إسرائيل، أوضح أن ما حدث في مصر تغيير إيجابي لمصلحة المنطقة العربية والقضية الفلسطينية، إذ أصبح الموقف المصري أكثر إسناداً للشعب الفلسطيني وأكثر قدرة للتضامن معه. وبخصوص محاولة إسرائيل القيام بمخطط لرسم واقع عربي جديد، قال البرغوثي «إن إسرائيل تتآمر طوال الوقت ضد الدول العربية والفلسطينيين، وضد وجود أي تطور إيجابي فيها، وتتآمر ضد الشعب الفلسطيني، وتحاول أن تجند أميركا إلى جانبها، لكن لا أعتقد أنها ستنجح في أي مخطط جديد، بعد التحرر والثورات، كما كانت في السابق».