مساعدة الغرب.. اختبار لصدقية المعارضة الليبية
ربما يدعم المزيد من المساعدة الغربية المعارضة الليبية في ميدان المعركة، ولكن ذلك سيكون على حساب ما يتحقق من مكاسب دعائية للزعيم الليبي معمر القذافي الذي سارع بتصوي رخصومه كأتباع للغرب. وقال محللون انه في ظل هيمنة حرب المعلومات في النزاع الليبي ينبغي على قادة المعارضة الذين هم في امس الحاجة لأسلحة اجنبية ان يحذروا من تبلور انطباع بأنهم تابعون للغرب فيحالة تلبية طلبهم.
والبطاقة الرئيسة في ايدي المعارضة، المهددة عسكرياً على الارض والمعتمدة على الحماية الجوية التي يقودها الغرب، وضعها كقيادة لانتفاضة محلية حقيقية ضد حكم القذافي الطويل.
وقال المحلل الاميركي جيف بورتر «ثمة خيط رفيع جدا تسير عليه المعارضة. كلما بدا ان اتباع الولايات المتحدة وأوروبا يحاولون الاطاحة بالقذافي كلما تراجعت شرعية الحركة». وتبحث الدول الغربية التي تشن غارات جوية لحماية المدنيين احتمال تسليح المعارضة. وأبلغ مسؤولون حكوميون «رويترز» في واشنطن بأن الرئيس الاميركي باراك اوباما وقّع امراً سرياً يخول مساندة الحكومة الاميركية قوات المعارضة سراً.
وقال خبير شؤون شمال افريقيا العربي صديقي «اذا تحول الأمر إلى نزاع طويل فإن الدعم الغربي قد يتحول لمخاطرة سياسية نوعاً ما. قد يصور القذافي نفسه على انه عمر المختار الجديد»، في اشارة لزعيم المقاومة الليبية ضد الاحتلال الذي اعدمه مسؤولون ايطاليون في عام .1931
ولم يضع القذافي وقتاً في مهاجمة المعارضة بسبب علاقاتها بالغرب عقب بدء الائتلاف الدولي غارات جوية لتنفيذ قرار الحظر الجوي ووصف في الـ20 من مارس الماضي المعارضين بأنهم خونة يتعاونون مع الولايات المتحدة والتحالف الصليبي. وفي الظاهر يبدو زعمه تحولاً غريباً عن اتهامه السابق للمعارضين بأنهم عملاء لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. ولكن اتهام خدمة المصالح الغربية قد يضر بالمعارضة سياسيا وبصفة خاصة اذا ارسل الغرب مدربين عسكريين وكثف الغارات الجوية على قوات القذافي.
وفي حالة سيطرة المعارضة على السلطة فإنها مهددة باتهامها بأنها تدين بكل شيء للغرب. وقال هولمز استاذ الدراسات الامنية السياسية بجامعة كرينفيلد ريتشارد هولمز ان اي اعتقاد بأن الطائرات الغربية بمثابة «القوات الجوية للمعارضة سيضر بالمعارضة». وتابع «قد يصعب على المعارضة ان تزعم تحليها بسلطة اخلاقية في حالة توليها الحكم».