أبرزها «طبخ» الضحية على معدن ساخن و«تبريده» داخل ثلاجة
قراصنة صوماليون يعذبون رهائن بأساليب العصور الوسطى
على الرغم من مرور ثلاثة أشهر على نهاية محنة السفينة ماريدا مارغريت، وتحرير طاقمها، الذي ظل رهينة أشهراً عدة، بعد ان حصل القرصان الصومالي بوديغا على 5.4 ملايين دولار فدية، إلا أن هؤلاء الرهائن لايزالون يشاهدون ذلك القرصان في احلامهم وهو يقوم برقصات شيطانية.
وفي أحيان معينة، يتذكر عضو طاقم السفينة سانديب دانغويل اليوم الذي قام به بوديغا بشد وثاقه على ظهر المركب، ومن ثم قام بتعذيبه. وفي احيان أخرى، يتذكر أيضا اليوم الذي قام به بوديغا بتجريد قبطان السفينة من ملابسه وأجبره على البقاء داخل الثلاجة حتى كاد يتجمد، أو حتى الاوقات التي كان يتم فيها ربط زملائه من افراد طاقم السفينة من معاصمهم الى صارٍ ارتفاعه 40 قدماً. وقال دانغويل البالغ عمره 26 عاماً، الذي أمضى ثمانية أشهر رهينة «كان بوديغا أسوأ قرصان على الإطلاق، ولاأزال أعاني أحلام سيئة من ذلك المجرم حتى الآن، وعندما أسمع عن أي سفينة مخطوفة جديدة أكره مجرد التفكير في أن اشخاصا آخرين يعانون ما واجهته في محنتي».
والآن، وبعد عودته الى بيته في ضواحي نيودلهي، كان دانغويل اول بحار يتحدث عن النزعة الشريرة الجديدة التي يتعامل بها القراصنة الصوماليون، التي يقوم خلالها القراصنة المعاصرون بالتحول الى نمط من الوحشية لا يختلف كثيرا عما كان عليه أسلافهم في العصور الوسطى.
وعلى الرغم من أن ضحايا قراصنة العصور الغابرة كانوا يخشون الضرب بالسوط المؤلف من تسع شعب، اضافة الى الكثير من العقد الموجودة فيه، إلا ان ضحايا هذه الايام يخشون أخطار عقوبات على شاكلة «التبريد» الشديد في ثلاجة السفينة، و«الطبخ»، من السخونة الشديدة على اي قطعة معدنية على ظهر السفينة في منتصف النهار. أو إجبار إحدى الضحايا على الاتصال بأقاربها، في حين يقوم احد القراصنة بإطلاق النار من بندقية آلية بالقرب من أذنه.
وبعد أن بات من المألوف أن القراصنة الصوماليين يعاملون ضحاياهم معاملة جيدة بدأ القراصنة بالضغط بتبني اسلوب وحشي جديد للضغط على مالكي السفن المخطوفة من اجل دفع اعلى فدية ممكنة، حيث بلغت تكاليف هذه الفدى مئات الملايين من الدولارات سنوياً. وقال جون وايتلو، من الاتحاد الدولي لعمال الشحن البحري «لا يتعلق الامر بالبحارة الذين يقعون في قبضة القراصنة، وانما بالتوتر الذي يتعرض له جميع البحارة الذين يعملون في تلك المنطقة». والامر الاكثر اهمية بالنسبة للنقابات هو مصير السفن مثل ماريدا مارغريتا التي كانت تحمل 13 الف طن من حاويات المواد الكيميائية عند اختطافها في مايو الماضي. وخلال الاشهر الثلاثة الاولى تمت معاملة البحارة البالغ عددهم 22 شخصاً بصورة إنسانية، لكن عندما طالت مفاوضات الفدية نفد صبر القراصنة. وقال دانغويل «أخذوني ذات يوم الى ظهر السفينة، وقيدوا يدي ورجلاي خلف ظهري، ثم قاموا بربط عضوي بسلك معدني». وحسبما قاله قائد القوات البحرية للاتحاد الاوروبي اللواء باستر هاويز، أصبح هناك «عرض نظامي للتعذيب من قبل عصابات القراصنة»، ويصر قادة القوات البحرية الاوروبية على أن مهاجمة هؤلاء القراصنة تنطوي على مخاطر كبيرة على الرهائن، الذين يمكن ان يتعرضوا للقتل، ومع ذلك فإن صناعة النقل البحري تقول ان الحل الوحيد لظاهرة القراصنة عسكري، الذي ثبت الآن انه عملي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news