دخله مشاهير المصريين أمثال هيكل والظواهري وتامر حسني وأيمن نور

مخاوف من تحوّل «مزرعة طرة» معقلاً للثورة المضادة

جمال مبارك (يسار) وصفوت الشريف (وسط) وزكريا عزمي (يمين) وأحمد عز.. من السلطه إلى السجن. أ.ب

لم يحظ سجن في مصر والمنطقة العربية بما تحظى به «مزرعة طرة » هذه الأيام، فلم تخل صحيفة أو قناة مصرية من خبر او تقرير عن هذا السجن الذي ضم بين جنباته في السابق قادة مصر ومشاهيرهم، في اعتقالات سبتمبر الشهيرة عام ،1981 عندما أمر السادات بوضع اكثر من 1500 معارض في المعتقل، وهو يضم اليوم للمرة الاولى في تاريخه نجلي رئيس سابق هما علاء وجمال مبارك، إضافة الى اكثر من نصف وزراء مبارك ورجال حكمه.

وطالب المحامي الشهير نزار غراب من وزارة الداخلية «توزيع وزراء مبارك على المعتقلات الاخرى، حتى لا يتحول المعتقل الى مركز للثورة المضادة»، وأوضح غراب لـ«الإمارات اليوم» أن وجود هذا العدد من رجال الحكم السابق ومعهم وسائل الاتصالات الحديثة يمكنهم من التنسيق وادارة عمليات انقضاض على ثورة الشعب»، وطالب بـ«نزع اجهزة الاتصال منهم وإعادة توزيعهم». وقال غراب، إن «حبس 25 من رموز الفساد في سجن واحد إجراء خطأ، لأن وجودهم معاً خطر على الثورة، وستكون لديهم فرصة للجلوس معاً والاتفاق على سيناريوهات تمثل خطراً على مستقبل الثورة».

من جهته، طلب المفكر الإسلامي سليم العوا من وزير الداخلية سرعة اتخاذ قرار بتفريق رموز النظام السابق من سجن مزرعة طرة ليس فقط لإحباط أي محاولة للثورة المضادة، ولكن أيضاً لتأمينهم، خصوصاً أن المزرعة قريبة من السجون القريبة من المساكن، ما يجعل من السهل الاعتداء عليهم. وكشف مصدر أمني داخل طرة، حجب اسمه، عن تناول رموز الحكم السابق وجباتهم الغذائية من مطعم «الأمم الشهير»، الذي تملكه الفنانة صفاء أبوالسعود، زوجة رجل الاعمال السعودي صالح كامل. وقال إن «الوجبات تدخل ساخنة الى طرة، وإن صفوت الشريف يتناول كميات كثيرة من الادوية ويبدو غير قادر على الوقوف، كما ان الإعياء بدا واضحاً عليه بشكل لافت وهو في حالة شجار شبه دائمة مع أحمد عز». وتابع «عند دخول صفوت للسجن استقبله عز بالصراخ في وجهه: أنت كبير الكذابين إن لم أفعل شيئاً بدونك». وكان ذلك رداً على حوار سابق لصفوت مع جريدة «المصري اليوم»، حمل فيه عز مسؤولية ما حدث». وقال المصدر «إنه استمع لشتائم قاسية بين نظيف وأحمد المغربي، وكثيراً ما يتدخل زكريا عزمي لفض هذه المنازعات».

وقال المصدر إن «ضباط السجون أجبروا أول من أمس، أكثر من 300 سجين من بين 600 سجين جنائي، كانوا قيد التحقيق في سجن طرة، على الرحيل إلى سجون اخرى»، وأضاف أن «رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي موجود في زنزانة واحدة مع وزير الإسكان السابق الدكتور محمد إبراهيم سليمان، وجمال وعلاء في زنزانة واحدة، كما وضع رئيسا مجلس الشعب والشورى فتحي سرور وصفوت الشريف في زنزانة واحدة، ورفض حبيب العادلي أن يقيم معه أحد في زنزانته».

وليمان طرة يضم بداخله خمسة سجون على مساحة 14 ميلاً جنوب القاهرة، ويضم عنبر الموت (العنبر الذي يطلق عليه اسم كوكو واوه)، وهو عنبر يتم استخدامه لتأديب المعتقلين الذين تأتي توصيات من قادة النظام بشأنهم، وتم إدخال جميع قادة التيار الديني إليه. ومعتقل طرة به 50 زنزانة انفرادية بخلاف العنابر. ويتم السماح بممارسة الرياضة يومياً لمدة ساعتين للسياسيين، كما أن الزنازين تفتح من السابعة صباحاً وتغلق في الخامسة في الشتاء، والسادسة في الصيف.

هواتف وثلاجات

قال نزيل طرة سامي حسن، في اتصال مع «الإمارات اليوم »، عبر وسيط، «إن وصول قادة النظام السابق تسبب في ارباك شديد للادارة وللمعتقلين الذين تم تبديل عنابر بعضهم، وزيادة أعداد الأخرى». وقال سامي «ان طرة شهد مظاهرة لنزلاء السجن من الجنائيين احتجاجاً على نقلهم، ورفع النزلاء شعار (السجن يريد ترحيل النظام)»، وكشف سامي عن امتلاك رجال مبارك هواتف حديثة، ولكل منهم هاتفان على الاقل، وعنابرهم مجهزة بأفضل التجهيزات، ثلاجة وتلفزيون وكمبيوتر. وأشار إلى أنه «تم وضع نجلي الرئيس السابق بجوار السجناء زكريا عزمي وصفوت الشريف وأنس الفقي وحبيب العادلي وزهير جرانة وأحمد المغربي». ويضم سجن طرة، الى جانب علاء وجمال مبارك، عدداً كبيراً من وزراء سابقين، أكثر من نصف أعضاء مجلس الوزراء الأسبق وقيادات الحزب الوطني، في مقدمتهم رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي، ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف، ورئيس البرلمان احمد فتحي سرور، ووزير الداخلية حبيب العادلي، ووزير الاعلام انس الفقي، ووزيري السياحة والإسكان، ووزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان، وأحمد عز أمين التنظيم الأسبق بالحزب الوطني، إضافة الى قيادات الداخلية. رئيس جهاز أمن الدولة، ورئيس قطاع الامن المركزي، ورئيس مصلحة الامن العام، ومدير أمن القاهرة، ويضم طرة ايضاً رجلي الأعمال هشام طلعت مصطفى وإبراهيم كامل، والقيادي بالحزب الوطني المتهم في موقعة الجمل الشهيرة ومعه المحامي الشهير مرتضى منصور.

 

معتقل له تاريخ

دخل معتقل طرة قادة النظام الناصري عام ،1971 فيما سمي حينها بثورة التصحيح، حيث استقبل طرة وزير الدفاع محمد فوزي ووزير الداخلية شعراوي جمعة ووزير الاعلام محمد فائق ورئيس البرلمان لبيب شقير وامين الاتحاد الاشتراكي فريد عبدالكريم، إضافة الى جميع وزراء عبدالناصر تقريباً. وتم اعتقال العديد من الشخصيات البارزة بداخله، ولقي فيه عدد منهم مصرعهم نتيجة عمليات التعذيب التي تجرى في الداخل، وضيق المساحات وسوء التهوية. والسجن كان موطنًا لبعض أعداء النظام البارزين، منهم مرشح الرئاسة أيمن نور، والرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وسيد إمام الشهير بالدكتور فضل، ومن أشهر الصحافيين الذين دخلوا طرة محمد حسنين هيكل ومصطفى بكري، إضافة الى السياسي الاشهر رئيس حزب الوفد فؤاد سراج الدين، والمطربين الشهيرين تامر حسني وهيثم شاكر اللذين دخلا طرة عام 2005 بتهمة تزوير شهادة الإعفاء من الخدمة العسكرية. ولايزال في معتقل طرة نبيل محمد عبدالمجيد المغربي، أقدم سجين سياسي في مصر، والذي أدرج اسمه في قائمة المتهمين باغتيال الرئيس أنور السادات سنة ،1981 وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، وبلغت جملة الأحكام عليه 53 عاً. وقال القيادي اليساري حسين عبدالرازق «سجن طرة كان صحراء قاحلة، ورموز الحركة الشيوعية أحالوا السجن الى مزرعة عندما اعتقلهم عبدالناصر في منتصف الستينات».

 

«بورتو طرة»

احتفى شباب الـ«فيس بوك»، على طريقتهم الخاصة بسجن طرة وأسسوا عدداً من «الجروبات» الساخرة على موقع التواصل الاجتماعي، كان أهمها جروب «بورتو طرة من أجلك انت». واستخدم الشباب بعض العبارات الساخرة، منها: «اخترناه اخترناه.. وعلى طرة احنا بعتناه»، و«يا حلوة يا بلحة يا مقمعة.. جمال وعلاء في المزرعة». وجاء بها «إعلان بورتو طرة 11211 للصيف، رحلة كالخيال، ومواقع غاية في الجمال بسعر ملهوش مثال». وتوالت الاقتراحات: نطالب بتحويل بورتو طرة لمزار سياحي، وبجعل رسم الدخول للمصري 100 جنيه ولغير المصري 100 دولار للفرجة، والصورة مع الواحد بـ20 جنيهاً للمصري و20 دولاراً للأجنبي. والجروب تضمن مجموعة من الأخبار، منها: قررت ادارة المنتجع انها ستقوم باستقبال الحراميه اللي سرقوا حتى مليون دولار. من جهته، اقترح مدير التسويق فى مجموعة غوغل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعضو شباب ثورة يناير وائل غنيم، تغيير اسم المزرعة إلى «السجن الوطني الديمقراطي».

 

تويتر