متضامنون أجانب يتعهدون بمواصلة مشوار فيتوريو
حمله أصدقاؤه الأجانب والفلسطينيون على أكتافهم وهم يبكونه بحرقة حزناً على فراقه، لتكون الصورة الأخيرة لمتضامن إيطالي طالما دافع عن الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ ترك بلده الأم إيطاليا ووالده المريض بالسرطان من أجل البقاء في غزة تضامناً مع سكانها. وأكد متضامنون إيطاليون وأجانب على مواصلة طريق التضامن الذي شقها المتضامن الإيطالي «فيتوريو اريغوني»، حيث ترك وطنه الأم وأسرته من أجل التضامن مع الفلسطينيين.
وقال رئيس قافلة طريق الأمل البرية إلى غزة، المتضامن الإيطالي كون أوكيف، لـ«الإمارات اليوم»: «أنا حزين جدا لفراق فيتوريو، لأنه قدم الكثير من أجل الفلسطينيين، ولكن قتله لن يرهبنا، وسنواصل طريق التضامن مع غزة الذي كان فيتوريو جزءا كبيرا منه».
أما أسامة قشوع، وهو فلسطيني يحمل الجنسية الإيطالية، فقد قدم من إيطاليا إلى غزة ليشيع جثمان صديقه فيتوريو، ويصطحبه إلى مثواه الأخير في إيطاليا، إذ حمل جثمان فيتوريو على كتفه متوجهاً إلى داخل معبر رفح البري. وقال قشوع لـ«الإمارات اليوم» «إن صديقي فيتوريو رحل عنا جسداً ولكنه لم يرحل من قلوبنا وذاكرتنا، يجب أن تستمر فكرة فلسطين الحرة التي جسدها فيتوريو، والموجودة لدى آلاف الفلسطينيين وسكان العالم». وأضاف «إن فيتوريو كان مدرسة في التضامن والدعوة للحرية، ويجب أن نواصل طريقه، فيتوريو كان رمزاً للحرية والإنسانية، إذ كان شعاره دائما (خليك إنسان) وكان يضحي بكل حياته من أجل نصرة الإنسانية».
من جهة أخرى، أوضح عضو اللجنة الدولية لكسر الحصار أمجد الشوا، أن جميع المتضامنين والأجانب الموجودين في غزة أصروا على مواصلة الطريق الذي شقه فيتوريو بغزة. وقال الشوا «هم يدركون أن الشعب الفلسطيني يستحق أكثر من ذلك، وأن من قتله ليس من الشعب، ولا يهتم بحريته ومصلحته».
وأضاف «كانت لحظات صعبة للغاية يعيشها الشعب الفلسطيني لحظة وداع اريغوني الذي ضحى من أجل غزة والصيادين والمزارعين، والذي رسم الابتسامة على وجوه أطفالها».
أما الشابة الفلسطينية إباء رزق، فقد كانت من أشد الفلسطينيين صداقة لفيتوريو، حيث قالت « فيتوريو عاش بطلا ومات بطلا، لقد كان فلسطينيا أكثر من الذين قتلوه، كان له الكثير من الأصدقاء في غزة، كنا نشعر أنه فلسطيني بمعنى الكلمة، عاش معنا كل اللحظات الأليمة، وشاركنا في أفراحنا»، وأضافت «كان يرافق الصيادين لحمايتهم من بطش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يعترض طريقهم، وتم اعتقاله من قبل الاحتلال بسبب تضامنه مع الفلسطينيين». وألف فيتوريو كتابا عن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ووزعه في إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية، وترجمه إلى لغات عدة. وكان دائماً يردد أغنية المطرب أحمد قعبور «أناديكم وأشد على أياديكم»، إذ كان يعبر من خلالها عن تضامنه مع غزة، وكان يدعو من خلالها الأجانب من أجل التضامن مع غزة، كما كان يوجه رسالة للفلسطينيين بأنه جاء من أجل التضامن معهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news