مشروع الباز يلقى معارضة من قبل أطياف عدة. الإمارات اليوم

خــلاف علـمي وشـعـبي حـول جــدوى مشروع «ممر تنمية مصر»

واجه مشروع ممر التنمية الذي يستهدف تحريك الشعب المصري من شرق النيل الى غربه، انتقادات شديدة، باعتباره مشروعاً يعتمد على الخيال اكثر من الواقع، ومرتفع التكاليف من جهة اخرى، واتفق طرفا نقيض على رفض المشروع، وهما الليبرالي المعروف الدكتور ممدوح حمزة، ونائب مرشد الإخوان رشاد بيومي، واعتبر خبراء في التنمية ان المشروع انقاذ لمصر، في الوقت الذي نشط فيه شباب الثورة على مواقع الـ«فيس بوك» دعماً للمشروع.

وقال الخبير العالمي الدكتور فاروق الباز «ان مشروعه لإنقاذ مصر من الاحتباس داخل مساحة 4٪من مساحتها، حيث تتسع صحراء مصر بمساحة 96٪ بلا بشر او تنمية، بينما يختنق المصريون منذ الاف السنيين على 4٪ فقط من مساحة البلاد». واوضح الباز، على موقع مؤسسة الباز للتعمير والتنمية، أن كلفة المشروع الأولى تقدر بنحو 42 مليار دولار، معتبراً أنها كلفة معقولة، ويمكن توفيرها من خلال الاستثمار في بيع الأراضي التي سيتم استصلاحها على جانبي المحاور العرضية.

واضاف، يشتمل ممر التعمير المقترح على شريط سكة حديدية للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيس وتؤهل هذه الوسيلة نقل الناس والبضائع والمنتجات من جنوب مصر حتى ساحل البحر المتوسط، لاسيما أن السكة الحديدية الحالية تُعاني الكهولة.

كما لا يصح إنشاء سكك حديدية جديدة داخل وادي النيل، لأن في ذلك تعدياً على الأراضي الزراعية، مشيراً إلى أن السكة الحديدية تستخدم لشحن الأسماك من بحيرة ناصر التي تزخر بالثروة السمكية إلى مواقع التكدس السكاني في شمال وادي النيل. وربط الصناعات العديدة في الجنوب بالشمال كصناعة الألومنيوم في نجع حمادى، وتابع «وجود السكة الحديدية الجديدة سيجعل النقل من الميناء إلى المصنع ثم نقل المُنتَج من المصنع إلى السوق سهلاً وبكلفة أقل».

وللخروج من الوادي الضيق من خلال ممر التنمية، يحتوي المشروع على انشاء 12 محوراً عرضياً يربط اماكن التجمع السكاني بالأرض الصالحة للزراعة والصناعة بالصحراء الغربية، وهو ما يعني إنشاء عشرات المدن وآلاف القرى وإيجاد مجتمع جديد وموازٍ للقديم.

من جهته، شن الخبير الاستشاري الدكتور ممدوح حمزة، هجوماً شديداً على مدير مركز ابحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأميركية الدكتور فاروق الباز.

وقال حمزة لـ«الإمارات اليوم» ان اكثر ما يعرقل هذا المشروع المشكلات الحالية مع دول حوض النيل، وتابع «لا يمكن الموافقة على اقتراح فاروق الباز للاستعانة بالتمويل الخارجي سواء كان عربيا أو أجنبيا لأن التمويل الخارجي يعني سيطرة الممول على المشروع وحرمان المصريين من خيراته».

وقال حمزة «هناك اسباب جيولوجية تمنع تنفيذ المشروع، حيث يوجد فرق مناسيب رهيب في المكان المخصص للمشروع، وتوجد مياه جوفية، كما يوجد مليون فدان يمكن زراعتها كما قال الباز، مضيفاً حتى إن تم تنفيذه فلا يمكن تحقيق أهدافه، واوضح حمزة «انه قدم مشروعاً واقعياً للتنمية، وأن هذا المشروع يشتمل على أربع مناطق مهجورة أهمها سيناء من الناحية الاستراتيجية، والصحراء الشرقية، والصحراء الغربية مقسمة إلى شمالية وجنوبية، وهما غنيتان بالمياه الجوفية التي تعد العنصر الأساسي للتنمية هناك »، مضيفا أنها «هي المنطقة الأجدر بالتعمير».

واوضح أن الهدف من مشروعه هو تخفيف التكدس السكاني بمحافظات مصر واستغلال المساحات الفارغة وانتقال السكان طواعية إلى الغرب، وسيكون ذلك من ساكني القرى المزدحمة في الدلتا والوادي، وساكني العشوائيات، وفئة الشباب، منوهاً بدور الإعلام في عرض فكرته، ودور العلماء المتخصصين في الإقناع والتحفيز على ذلك. من جهتها، طالبت حملة دعم مشروع الباز على الـ«فيس بوك، المصريين بالالتفاف حول مشروع القرن. وقال عضو الحملة وائل عبدالجواد لـ«الإمارات اليوم»، «إننا بدأنا أول خطوة لنا وهي مراسلة الأساتذة في تخصصات الاقتصاد والإدارة والتسويق والتنمية لدعوتهم إلى الانضمام للحملة»، واضاف «ارسلنا صيغة خطاب موحد الى الاساتذة في الجامعات والمراكز البحثية المصرية للمساهمة العلمية والتعبئة لمصلحة المشروع»، مشيرا الى ان جبهة 25 يناير التي يقودها تتبنى المشروع باعتباره بداية النهضة في مصر».

في الإطار ذاته، قال عضو ائتلاف الثورة المهندس ايمن السعيد لـ«الإمارات اليوم»، «اننا على استعداد للقيام بحملة شعبية لجمع ملايين الجنيهات سنوياً للبدء في هذا المشروع، وسنحشد ملايين الشباب للعمل بهذه الحملة عندما نتلقى اشارة البدء». واضاف السعيد «الذي قدم اكثر من بحث في التنمية والمشروعات الكبرى، ان الثورة الآن بحاجة إلى مشروع قومي، يلتف حوله الشعب المصري واخراج الناس من ضيق الوادي الى رحاب عالم جديد يمثل حلماً لنا جميعاً»، واعتبر السعيد ان معارضة حمزة المشروع لا تستند إلى اسس علمية ولكنها فقط لنصرة مشروعه هو الذي اعتبره قفزاً على مشروع الباز.

واضاف «كل المشروعات الكبرى تلقى معارضة ولها اثار جانبية، وتابع «لو توقفنا امام اعتراضات البعض على السد العالى لقتل نصف الشعب المصري من الجوع والعطش في سنوات الجفاف بداية الثمانينات». واضاف السعيد قالوا ان السد سيحرمنا من سمك السردين ويحرم الأرض من الخصوبة لاحتجاز الطمي خلف السد، ولكن ذلك لا يمكن مقايضته بحياة المصريين.

وكان نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، الدكتور رشاد بيومي، قد وصف مشروع الباز بأنه «لا يقوم على أي أساس علمي أو استراتيجي»، وأعلن إبراء ذمته من اعتبار الباز للمشروع رمزاً للخلاص مما تعانيه البلاد».

وقال بيومي «إن مشروع ممر التنمية يعتمد على المياه الجوفية، وهو سبب كافٍ لفشل المشروع بحسب قوله، لأن التجارب العملية أثبتت أن المياه الجوفية في الصحراء الغربية توجد في تراكيب الحجر النوبي، وقد تصل أعماق تلك التراكيب إلى أكثر من 500 متر، كما أن تلك المياه الجوفية عبارة عن مصايد لماء مخزون غير متجدد، حيث تنضب الآبار ويجف ماؤها بعد فترة من الاستعمال، عكس الأماكن الأخرى القريبة من النيل حيث تتجدد من مياه النيل».

الأكثر مشاركة