التقطوا صوراً للضحايا بهواتفهم النقالة
جندي في كتائب القذافي: الضبـاط أمرونا باغتصاب الفتيات
لم تبد عليه مشاعر من أي نوع، عندما كان ذلك الجندي الليبي الشاب يروي كيفية اغتصاب أفراد وحدته أربع أخوات أصغرهن في السادسة عشرة، حدث ذلك عندما اقتحم الجنود منزلا في ميناء مصراتة المحاصرة، يروي الجندي، وليد أبوبكر (17 عاما)، لقد «امر قائدي ثلاثة منا بالصعود الى سقف المنزل والمراقبة، في الوقت الذي احكم فيه الجنود وثاق الأب والأم وأخذوا الفتيات الى الغرف الأخرى لاغتصابهن»، ويضيف ابوبكر «بدأ الضباط الثلاثة باغتصاب الفتيات، ثم سمحوا للجنود الآخرين بأخذ دورهم». ابوبكر، الذي لايزال يرتدي زيه العسكري، بعد استسلامه قبل 12 يوما للثوار يقول «كانوا يشغلون موسيقى، وأمروني بالنزول واغتصاب واحدة من الفتيات».
ويدعي هذا الجندي الشاب القادم من مدينة تراغين الواقعة في المنطقة الجنوبية من البلاد، أنهم جعلوه يدخن الحشيش، وأنه غير مسؤول عما حدث، ويؤكد أن فتاته قد تعرضت من قبل لاغتصاب جماعي، وكانت تقول بصوت خفيض «الله موجود ويراكم».
ويعتقد ابوبكر أنه ضحية وليس جلادا، ويروي كيف انه اصبح العائل الوحيد لأسرته بعد أن هجر والده والدته المريضة وإخوته الصغار، وأنه انضم للجيش بعد ان وعده قادته بمكافأة قدرها 200 الف دينار (100 الف يورو)، بعد انتصار القذافي على الثوار، ولكنه لم يتلق سوى تدريب لمدة اسبوع في معسكر اليرموك في العاصمة طرابلس قبل إرساله الى مصراتة جزءاً من ميليشيات تابعة للواء خميس، المسمى على اسم أصغر أبناء القذافي، وكانت مهمتهم في غاية البساطة وتتمثل في عبارة «اقتلوا». ويقول ابوبكر ان الجنود بعد الانتهاء من اغتصاب الفتيات سرقوا مبلغ 12 الف دينار ومجوهرات من المنزل لكنه لم يتلق فلسا واحدا منها.
وعندما بدأت قوات الثوار تطبق على شارع المطار، أرسل الضباط العائلة الى زيلتن وهي اقرب المدن التي تسيطر عليها كتائب القذافي، وغادروا المكان وأمروا ابوبكر وثمانية جنود اخرين بحراسة المنزل ولم يعودوا ابدا. ويقول ابو بكر ان الثوار حاصروهم وأجبروهم على الاستسلام.
وفي الوقت الحالي يحتجز الثوار ابوبكر في مدرسة في مصراتة مع جنود اخرين تابعين لكتائب القذافي، إلى حين النظر في امرهم، ويدعي ابوبكر انه قرر الافصاح عن حادثة الاغتصاب بعد استشارته فقيهاً اسلاميً. ويقول المسؤولون في مصراتة، إن هذا العمل - عديم الرحمة - الذي اقترفه ابوبكر ووحدته يتكرر كثيرا في هذه المدينة، ويدعون أن جنود القذافي متهمون بالتورط في كثير من مثل هذه الممارسات، التي انعكست على تدميرهم المنازل والمباني الحكومية، ولا تخرج مثل هذه القصص المرعبة وغيرها لدائرة العلن، إلا بعد فرار كتائب القذافي خارج حدود المدينة.
وفي حوادث اخرى مماثلة، اكتشف الأطباء في مستشفى الحكمة ان بعض جنود القذافي التقطوا صورا لحوادث اغتصاب بهواتفهم النقالة، وفي تلك الصور اجبروا الفتيات الضحايا للتعريف بأنفسهن امام الكاميرا وإظهار وجوههن قبل اغتصابهن، واكتشف الأطباء ذلك من خلال عثورهم على الهواتف الخاصة بالجنود الجرحى، أو الموتى المنقولين الى المستشفى.
إحدى تلك الصور تظهر عدداً من جنود القذافي يقتحمون أحد الأبواب ويدخلون منزلا، ويرتسم الرعب على وجوه اصحاب المنزل الذي تسكنه عائلة مكونة من الأب والأم وخمس بنات تراوح أعمارهن بين خمسة و20 عاما، وابن يبلغ من العمر نحو سبع سنوات، كان الجنود يصرخون ويلوحون بأسلحتهم، ويمزقون ملابس الفتيات الأربع أمام عائلتهن ويأخذونهن الى غرف المنازل لاغتصابهن، ويعلو صراخ الفتيات ويسألن الله الرحمة، ويرد عليهن احد الجنود «القذافي هو ربنا»، وتم اكتشاف تلك الصور مع احد الجنود الموالين للقذافي.
ممرضة فلبينية تقول ان صديقاتها هربن إلى تونس، بعد أن تعرضت بناتهن الأربع وابنهن للاغتصاب بشكل متكرر بعد حصار جنود القذافي لشقتهم في شارع طرابلس بمدينة مصراتة، وهو المكان الذي شهد اشرس المعارك في البلاد.
هذه القصص التي يرويها سكان المدينة، تعكس ما تعرضت له المحامية الليبية ايمان العبيدي، التي اقتحمت فندق طرابلس في مارس الماضي، لتروي للصحافيين هناك تعرضها للاغتصاب الجماعي على يد قوات القذافي.
وروعت المدينة بحوادث الاغتصاب تلك بيد ان شباب الثورة صبوا بلسما شافيا على جروح الضحايا عندما عرضوا عليهن الزواج، إذ تشعر الفتاة الضحية بالمهانة في هذا المجتمع التقليدي. ويقول طبيب الاطفال اسماعيل فورتيا، الذي قدر عدد النساء المغتصبات بـ،1000 إن «شباب الثورة يشعرون بالذنب لأنهم لم يصلوا في الوقت المناسب، لإنقاذ الضحايا من براثن جنود القذافي».
لم تتقدم أي من الضحايا بشكوى ضد ما حدث، لأن المجتمع يعتبر المغتصبة غير مناسبة للزواج، إذا كانت فتاة وعاراً على الأسرة إذا كانت متزوجة، ولهذا السبب قرر الأطباء البشريون والنفسانيون في مصراتة مساعدة الضحايا، إذ يفحصونهن في البداية للتأكد من عدم اصابتهن بالأمراض المنقولة جنسيا ويساعدونهن على الإجهاض، إذا رغبن في ذلك. وتتمثل مخاوفهم في أن هذا النوع من الضحايا يكون اكثر عرضة للانتحار ما لم يتم علاجه، إذ إن ضحية الاغتصاب تفضل الموت على العيش مع ذكريات هذه الحوادث الأليمة.
يقول دكتور مصطفى شغنامي إن «صور اغتصابهن تدور في خيالهن، مثل الكابوس اللانهائي، ما لم يحصلن على مساعدة نفسية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news