رامي مخلوف.. النفوذ والسلطة في الظل
كما حدث في تونس ومصر ثم ليبيا، يتم حالياً تسليط الأضواء على الشخصيات المقربة من الرئيس السوري بشار الأسد. ويتصدر رامي مخلوف قائمة المنتفعين وأسوأ المستغلين للنفوذ السياسي من أجل تحقيق ثروات طائلة.
وكما فعل صهر الرئيس التونسي المخلوع صخر الماطري، فقد استطاع مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري، أن يجمع ثروة كبيرة من خلال حصوله على تسهيلات وتراخيص تجارية عدة.
ومن بين «إنجازات» هذا الأخير، شركة الاتصالات «سيرياتل»، التي أسسها بالشراكة مع «أوراسكوم» المصرية. وقد تركزت عليه الانتقادات أثناء الاحتجاجات الأخيرة في درعا، ورفعت شعارات تقول «مخلوف أنت لص». وجلب له توسعه المشبوه في مجال المال والأعمال الكثير من الانتقادات، إلا أن الحصانة التي يتمتع بها كونه قريب الرئيس السوري حالت دون مساءلته أو ملاحقته قانونياً.
ودفع النائب في البرلمان رياض سيف ثمنا باهظا بعد إثارة قضية استحواذ مخلوف على ترخيص الاتصالات في البرلمان، وقال أمام النواب إن هذا الاستثمار الضخم «لم تجن منه الدولة السورية شيئاً».
وتعرض سيف، الذي انتقل إلى صفوف المعارضة، للمضايقات والسجن مرات عدة، كما اختفى أحد أبنائه في ظروف غامضة.
ولم يكن مخلوف شخصا معروفا في السابق قبل أن يشق طريقه في مجال الأعمال، شأنه شأن أبناء أعمدة النظام من أمثال وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، ونائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام، إلا أن طموح الجيل الثاني من الطبقة الحاكمة في سورية في الاستيلاء على مقدرات البلاد، برز بشكل لافت بعد تولي بشار الأسد للحكم، مستغلين الانفتاح الاقتصادي الذي انتهجه الرئيس الشاب.
ولم يهتم مخلوف (41 عاماً)، بالحملات الإعلامية التي أطلقتها الحكومة السورية لمحاربة الفساد. ويقول أحد المعارضين، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، «إنه (رامي مخلوف) في قلب النظام، إنه الصندوق الأسود للنظام».
ويشغل أحد إخوان مخلوف منصبا مهما في الجيش السوري. وقد كان اسم مخلوف على قائمة المراقبة الأميركية التي أصدرتها واشنطن ضمن العقوبات المفروضة على دمشق في فبراير .2008
وتعتبر هذه الإدانة رمزية لأن رجل الأعمال ليس لديه أرصدة أو مصالح في الولايات المتحدة. وكان الهدف من إدراجه ضمن القائمة هو الإشارة إلى مكانته المهمة في النظام السوري. وركز مخلوف على الاستثمار الداخلي في العقارات والصناعة والبنوك، فضلاً عن قطاع الاتصالات.
وأشار تقرير الخارجية الأميركية في 2008 إلى أن مخلوف لديه نفوذ كبير في الحكومة، إلى حد بات بإمكانه التحكم في عملية إبرام بعض العقود ذات المردود العالي، بين الحكومة والشركات الخاصة.
كما استفاد من شراكته مع وزراء في الحكومة من أجل الحصول على عقود مربحة في مجال التنقيب عن النفط وبناء محطة للطاقة. ويصف مخلوف نفسه بأنه «من أهم رجال الأعمال في سورية، بخبرة واسعة في مجال إنشاء الشركات الناجحة، في مجالات عديدة من الاختصاصات».
وقد بلغت أرباح «سيرياتل»، التي يترأسها مخلوف، مليون دولار في ،2009 ما يعادل 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي.