دبلوماسي يهدّد المعارضين الســوريين في بريطانيا
اتهم احد النشطاء السوريين، والذي يقيم في العاصمة البريطانية لندن، السفارة السورية هناك بأنها حاولت تجنيده مخبرا لها وأمرته بأن يوقف حملاته الاعلامية ضد النظام السوري.
ويدعي محمود علي حمد أن السفارة طلبت منه التخلي عن وظيفته مستشاراً أمنياً للحكومة البريطانية والعمل معها.
ويقول حمد البالغ من العمر 33 عاما، إنه تلقى تهديدا من نائب القنصل السوري، محمد السموري، الذي أمره بالتعاون مع السفارة خلال اجتماع بينهما في السفارة بالعاشر من يناير الماضي، استمر أربع ساعات، ويقول حمد «ليس لدي شك في انه يعمل مع المخابرات السورية في دمشق»، وهذا يبدو واضحا من حديثه وطرحه للاسئلة. ويقوم حمد بدور كبير في الانتفاضة السورية، إذ انه ينسق دور المعارضة السورية في الداخل مع العالم الخارجي، وتعرض للتهديد بسبب المقابلة الصحافية التي اجراها مع وسائل الاعلام البريطانية بهذا الشأن.
ويتعرض الناشطون السوريون في بريطانيا لحملة من التخويف والتهديد والمضايقات ينظمها سموري. ويدعي رئيس قناة بردى التلفزيونية المعارضة في لندن، مالك العبدة، أن السموري اتصل بأحد موظفيه بداية العام الماضي وقدم له خيارين: «إما ان يغادر بريطانيا أو أن يصبح جاسوسا علينا ويخبره بمن نقابل وما هو حجم الاموال في مؤسستنا». ويقول العبدة إن ذلك الموظف خاف على نفسه وعائلته وذهب ليعمل لحساب السفارة.
أيضا يقول احد النشطاء السياسيين السابقين إن السموري جنده بعد ان ابدى استعداده للعودة الى سورية، إذ اخبره السموري بأنه إذا أراد ان يعود الى بلاده فعليه ان يتجسس لمصلحة السفارة، وتلقى ذلك الناشط نقودا لكنه رفضها ووافق بدلا من ذلك على كتابة التقارير عن السوريين الذين يعرفهم في لندن، وذهب متخفيا لحضور احدى التظاهرات المناهضة للنظام السوري ليعرف اسماء المشاركين فيها. وتحدث اربعة سوريين في لندن أنهم تلقوا تهديدات عبر هواتفهم الجوالة وتحدثوا ايضا عن المضايقات التي يتعرض لها أفراد عائلاتهم في سورية.
وتعتبر بريطانيا احد البلدان التي يقيم فيها السوريون المنشقون عن النظام أو المعارضون له، وأيضا زعماء الأحزاب السورية المحظورة، ومن ضمنهم زعيم الاخوان المسلمين السوريين الذي يخشاه حزب البعث السوري، وأيضا الكثير من أفراد عائلة الأسد الذين اختلفوا مع الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد.
السموري الذي يعتقد أنه يقيم في برينتفورد غربي لندن، تدرج في مختلف الرتب الوظيفية عبر جهاز الاستخبارات قبل ان يتم تعيينه في وظيفته الحالية. ويقول العبدة إن اسم السموري معروف جيدا وسط الجالية السورية «ويتميز بشخصيته المرعبة، ويعمل على كتابة التقارير ضد أي شخص ينتمي للمعارضة ويرسلها لمديرية الاستخبارات في سورية».
ويؤكد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن الوزارة «على علم تام بما تذكره التقارير الاعلامية من أن موظفي السفارة السورية ينظمون حملة تخويف ضد السوريين في المملكة المتحدة، وأن مثل هذا العمل غير مسؤول وغير مقبول».
ويضيف المتحدث «لقد اتخذنا اجراءات في الماضي ضد الدبلوماسيين الذين يقومون بأنشطة غير مقبولة وتتعارض مع المصالح البريطانية، وسنتخذ تلك الاجراءات مرة أخرى». وتنفي السفارة السورية في لندن نفيا تاما «تلك الادعاءات الكاذبة، وأن السفارة عملت وستعمل وفقا للأعراف والتقاليد الدبلوماسية».