طرابلس تملك 20 ألفاً منها.. وفقدانها يهدّد الملاحة الجوية في البحر المتوسّط

واشنطن تخشى وقوع صـواريخ القذافي في أيدي إرهابيين

الثوار يستخدمون الأسلحة التي تقع في حوزتهم بالمعـــــارك ضــد كتـــــــــــــــــــــــــــــــــائب القذافي. أ.ف.ب

بعد خمسة أشهر من اندلاع الصراع المسلح في ليبيا، عبرت حكومات غربية عن خشيتها من وقوع أسلحة متطورة في أيدي «جماعات إرهابية»، الأمر الذي سيهدد الملاحة الجوية في منطقة البحر المتوسط وغيرها.

وتقول تقارير واردة من ليبيا إن كميات من الصواريخ المضادة للطائرات فقدت من مخازن الأسلحة التي استولى عليها الثوار في شرق البلاد. وفي فبراير الماضي، عندما كانت الثورة في بدايتها، فقدت كتائب الزعيم الليبي معمر القذافي سيطرتها على مخازن الأسلحة بعد استيلاء المعارضة على المدن الشرقية، واليوم توجد مخازن جديدة للثوار في الجبل الغربي.

ويقول خبراء إن تسريب الصواريخ من مناطق سيطرة الثوار يدل على ضعف تنظيمهم وقلة خبرتهم في المجال العسكري، الأمر الذي يثير القلق في الأوساط الغربية، إذ من المحتمل أن تذهب كميات من هذه الصواريخ إلى السوق السوداء.

ولاحظ صحافيون غربيون أثناء زياراتهم الميدانية إلى مناطق محررة، اختفاء صناديق تحتوي على صواريخ في موقع للثوار بعد أيام من استيلائهم عليها. يذكر أن القوات الليبية مجهزة بصواريخ خفيفة من نوع «إس إيه 7»، وهي نسخة روسية قديمة تعادل الصواريخ الأميركية «ستينغرز»، التي استخدمها المجاهدون الأفغان ضد الروس خلال الحرب. وخلال فترة حكمه التي دامت أكثر من أربعة عقود، حصل القذافي على 20 ألف صاروخ من هذا النوع من الصواريخ التي تحمل على الكتف وتستخدم لاستهداف الطائرات المعادية، وفي الغالب كان مصدرها من المعسكر الشرقي آنذاك. ويعتقد مسؤولون أميركيون أن أغلب تلك الأسلحة لاتزال بحوزة نظام طرابلس، في حين تم استخدام جزء منها في المعارك، ما يعني أن الكميات المختفية أقل بكثير من المخزون الأصلي.

ولا توجد دلائل على تورط المعارضة الليبية في تهريب الصواريخ، ويقول قادة الثوار إن الأسلحة التي تقع في حوزتهم يستخدمونها في المعارك ضد كتائب القذافي، ويشير بعضهم إلى أن جنود القذافي ربما يكونون وراء تهريب وبيع هذا النوع من الصواريخ إلى طرف ثالث.

إلا أن المسؤولين الأميركيين والمحللين في المجال الأمني، قالوا إن هناك مخاوف جدية من أن تتمكن جهات انتهازية من الوصول إلى الصواريخ التي استولى عليها الثوار، ولن تتردد هذه الجهات في بيعها.

وفي حوار هاتفي يصف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية، أندرو شابيرو، الصواريخ غير المؤمّنة في ليبيا بأنها «مسألة تجعله لا ينام خلال الليل». في حين يؤكد مسؤولان أميركيان رفضا الكشف عن اسميهما، حفاظاً على العلاقات الدبلوماسية مع المجلس الانتقالي، ان الحكومة الأميركية طلبت باستمرار من المجلس، بعد اختفاء عدد من الصواريخ، جمعها وتأمينها والحيلولة دون ضياع المزيد منها، إلا أن هذه المطالب لم تجد تطبيقاً على أرض الواقع. فعندما سقطت القاع، غرب ليبيا، التي توجد فيها مخازن مهمة للذخيرة والسلاح، جاء الثوار من جميع مناطق الجبل الغربي وتزودوا بما يريدونه ورحلوا. وقدمت الولايات المتحدة 1.5 مليون دولار الى مؤسستين دوليتين - المجموعة الاستشارية حول الألغام والمؤسسة السويسرية من أجل التحرك ضد الألغام - على أمل أن تساعد في تأمين مخازن السلاح، ومنع تهريب الصواريخ من ليبيا. كما تعمل واشنطن على التنسيق مع البلدان المجاورة لليبيا، وهي الجزائر وتشاد ومالي والنيجر، لتفادي تهريب الصواريخ عبر حدود هذه البلدان. وفي هذا السياق نقل عن مسؤولين في الجزائر وتشاد قولهم إن صواريخ «مانباد» المضادة للطائرات سربت إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، الذي ينشط في شمال إفريقيا، منذ بداية الحرب. ولم يقدم المسؤولون في البلدين أدلة على هذه المزاعم، في حين رفضت وزارة الخارجية التعليق على الموضوع. ويشير شابيرو إلى أن واشنطن تسعى للحصول على مزيد من الأموال لتعزيز الجهود، في ما يخص منع تهريب صواريخ «أرض جو» خارج ليبيا.

وشوهدت صناديق تحتوي على صواريخ «إس إيه 7» ملقاة على جانبي الطريق بالقرب من مكان يوجد فيه الثوار. ويبدو أن هؤلاء قد تدربوا على استخدام هذا النوع من السلاح بشكل جيد، وخلال زيارة قام بها صحافيون إلى شرق البلاد، قام أحد الثوار بإطلاق صاروخ في السماء. ويبدو أن الثوار تنقصهم الخبرة العسكرية، سواء في ما يخص المعرفة بالسلاح، أو انعدام انضباط العناصر، فضلاً عن عدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة، الأمور التي أدت إلى وجود صواريخ بهذه الخطورة على قارعة الطريق.

ويذكر الأهالي أنه عقب سقوط القاع شوهد الثوار وسكان محليون يخرجون صواريخ محمولة داخل صناديق، ولأن طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي تحلق في السماء ليست معادية، فلم تكن هناك حاجة لاستخدام تلك الصواريخ. ويقول مسؤولون عسكريون في المعارضة المسلحة، إن هذا السلوك ناتج عن الفوضى المتوقعة التي وقعت فيها قوات غير مدربة مكونة من مدنيين، إذ اعتقد كثير منهم أن بإمكانهم استخدام هذه الصواريخ في المعارك على الأرض. وفي ذلك يقول المتحدث العسكري باسم الثوار، العقيد جمعة إبراهيم: «إنهم يعتقدون بأنه إذا لم يستخدموا الصواريخ ضد الطائرات، بإمكانهم استهداف عربات عسكرية». في حين يؤكد ضابط آخر أنه يمنع جلب صواريخ مضادة للطائرات على الجبهة. ويوضح القائد العسكري للثوار في غرب ليبيا العقيد مختار فرحانة، بالقول: «مقاتلونا ممنوعون من استخدامها»، إلا أن التقارير تقول إن القيادة العسكرية للثوار لم تقم بما يكفي لجمع الصواريخ التي حصل عليها عناصرها من مخازن القاع، او إيقاف المزيد من التسريبات. وعلى الرغم من إعلان المخازن منطقة عسكرية ممنوعة على أي شخص لا يحمل تصريحاً، شوهد مدنيون في الأيام الماضية يبحثون في الأنقاض، وسمح الحراس للأهالي بأخذ الصناديق الفارغة لاستخدامها وقوداً أو أدوات للتخزين في المنازل، إلا أن الحراس يسمحون بأخذ الصناديق قبل التأكد من أنها فارغة. ومهما يكن فهذا هو الوضع في ليبيا حالياً، ولا يدري أحد ماذا سيحدث بعد أشهر من الصراع.

 

ابع آخر الأخبار المحلية والعربية والدولية على موقع الإمارات اليوم على:

"تويتر": http://twitter.com/#!/emaratalyoum  

و

"فيس بوك": http://www.facebook.com/profile.php?id=1830040557  

تويتر