مراهقة بريطانية اتهمت في الأحداث وأفرج عنها بكفالة. إي.بي.إيه

أحداث الشغب «تشوّه» صورة بريطانيا الأولمبية

بعد أقل من أسبوعين من إعلان بريطانيا بدء العد التنازلي لاستضافة أولمبياد لندن ،2012 اهتزت صورة البلاد اثر موجة من اعمال الشغب وبات على هذا البلد فعل المزيد لاستعادة سمعته بلداً سياحياً آمناً.

وتصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المطالبات بترميم صورة البلاد، بعد المشاهد التي رأها العالم لشبان يحرقون الابنية والسيارات في مدن انجليزية، فضلاً عن عمليات السلب والنهب. وحذرت حكومات اوروبية رعاياها بتجنب الحشود خلال زيارتهم لبريطانيا بينما نصحت جنوب افريقيا مواطنيها بتجنب السفر لبريطانيا لغير الأسباب الضرورية، وهو التحذير الذي يصدر في حالة تعرض البلاد لحالة حرب او مخاطر جمة.

نصف البريطانيين ينتقدون إدارة كاميرون

ديفيد كاميرون.  أ.ف.ب

 

أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الليلة قبل الماضية، أن نحو نصف البريطانيين يرون أن رئيس وزرائهم ديفيد كاميرون لم يحسن التعامل مع اعمال الشغب التي هزت بريطانيا خلال الأيام الماضية. ويرى 83٪ من الأشخاص المستطلعين ان وسائل التواصل الاجتماعي مثل موقع تويتر وجهاز بلاك بيري متعدد الوسائط ادت دوراً في اعمال العنف، اذ سمحت لمثيري اعمال الشغب بالانتظام بسهولة اكبر. وبحسب الاستطلاع الذي اجراه معهد كومريس لحساب صحيفتي صنداي ميرور واندبندنت اون صنداي، فإن 48٪ من البريطانيين يرون أن ديفيد كاميرون وحكومته لم يحسنا التعامل مع اعمال الشغب، مقابل 29٪ ابدوا رضاهم عن طريقة ادارة الحكومة للأزمة، فيما 22٪ لم يعبروا عن رأيهم. واعتبر 61٪ من المستطلعين أنه كان على الوزراء اختصار مدة عطلاتهم والعودة لمزاولة مهامهم لإدارة الأحداث.

وكان مئات الآلاف من الزوار تدفقوا في ابريل الماضي وحده على لندن لحضور الزفاف المشهود للأمير ويليام وكايت ميدلتون، فيما شاهده زهاء ملياري نسمة على شاشات التلفزيون. وقال كاميرون ان البلاد يتعين عليها الآن العمل على تصحيح صورتها بعد مشاهد الشوارع المحترقة والعصابات الملثمة استعداداً لاستقبال اولمبياد يوليو .2012 وتابع «علينا أن نظهر للعالم الذي تابع ما جرى بامتعاض وضيق ان منفذي اعمال العنف التي شهدناها في شوارعنا لا يمثلون بلادنا ولا شبابنا». وأضاف «مع استعدادنا لاستقبال الأولمبياد بعد عام حري بنا ان نظهر لهم ان بريطانيا لا تنزع الى التدمير، بل الى التشييد ولا تستسلم، بل تنهض ولا تنظر الى الوراء بل الى الأمام».

وتعد السياحة مصدراً رئيساً للدخل في بريطانيا، اذ تسهم بـ90 مليار جنيه استرليني (109 مليارات يورو، 145 مليار دولار) في اقتصاد البلاد وتوفر 4.4٪ من الوظائف فيها، حسب الأرقام الرسمية. وترغب حكومة كاميرون في اغتنام فرصة الاولمبياد لتعزيز النشاط الاقتصادي والسياحي وتخطط لحملة تسويق بكلفة 100 مليون جنيه لاجتذاب اربعة ملايين زائر اضافيين الى بريطانيا بحلول .2016

غير أن المدير التنفيذي للغرفة التجارية والصناعية بلندن كولين ستانبريدج قال «إن الكثيرين تابعوا ما يجري في العاصمة غير مصدقين اعينهم لاهتمامهم بشأن الاولمبياد المزمع استضافتها». وأضاف «جاءت اعمال الشغب في اسوأ وقت ممكن بالنسبة للعاصمة». وتابع «مع اقتراب الأولمبياد التي ستنظم بعد اقل من عام تتركز ابصار العالم على لندن، ومع الأسف فقد شاهد العالم ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية».

غير أن الكثيرين من زوار لندن اعربوا هذا الأسبوع عن عدم تأثرهم كثيراً بأعمال العنف، التي جرت في مناطق خارج وسط العاصمة السياحي، وتصر الهيئات السياحية على ان تلك الأعمال لن تترك اثراً كبيراً في حركة السياحة.

وقال بيار بيترز (55 عاماً) السائح البلجيكي الذي كان يزور قصر باكنغهام «لم اعدل عن خططي بسبب اعمال الشغب. شاهدت صور العنف في التلفاز، لكن لم اشهد اي شيء في المناطق السياحية». ونقلت فرانس برس عنه القول «آثرت ابنتي البقاء في بلجيكا لأنها كانت قلقة بعض الشيء ولكنني طمأنتها».

وأظهرت دراسة اجرتها رابطة شركات السياحة الأوروبية ان حجز الفنادق لم يتأثر في الغالب في لندن، حيث جرى إلغاء 330 حجزاً فقط من اجمالي اشغال 38 الف غرفة فندقية في يوم واحد نهاية الأسبوع الماضي.

وقال المدير التنفيذي لرابطة شركات السياحة الأوروبية توم جينكينز، إن ذلك سببه هو ان اعمال الشغب جرت في مناطق «غير معروفة نسبياً» بالنسبة للسائحين، مضيفاً «لم تشهد أي معالم سياحية بارزة اعمال شغب، كما لم تتعرض لها تجمعات تذكر من السائحين». وأضاف «كما ان اعمال شغب مماثلة تجري في اي مكان تقريبا سواء في باريس أو مدريد أو اثينا أو لوس انجلوس أو موسكو أو بانكوك، فقد عايشت تلك العواصم كافة أعمال شغب ونهب».

كما أشار الى أنه بعد الليلتين الأولى والثانية تمكن كاميرون من نشر 10 آلاف شرطي اضافيين في شوارع لندن.

واتفقت هيئة فيسيت بريطانيا التي تسعى لتشجيع السياحة الى البلاد بأن ما حدث لن يثني معظم الزوار عن القدوم الى البلاد هذا الصيف.

وقالت المتحدثة بلسان الهيئة باتريشيا ييتس «تحظى بريطانيا بصورة ايجابية قوية في الخارج ونأمل ان تكون ذكرى تلك الأحداث قصيرة، وأن تواصل السياحة نشاطها المعهود».

الأكثر مشاركة