كلف 60 مليون دولار ولم يستخدم بعد
كينيا تغلق مخيماً جــاهزاً في وجه اللاجئين
تعرضت كل من منظمة الأمم المتحدة وكينيا لانتقادات حادة في الأسابيع الماضية، بعد اكتشاف أن مخيماً بُني لاستقبال آلاف الهاربين من المجاعة، ظل غير مستخدم على الرغم من اكتمال الأعمال فيه. ويأتي ذلك في وقت تستفحل فيه الكارثة الإنسانية في القرن الإفريقي. ويُتهم المفوض السامي للاجئين ويليام ستيرلينغ بتضليل وسائل الإعلام بإخفاء الحقيقة وراء المخيم، عوضا عن إبرام اتفاق مع الحكومة الكينية، من أجل فتح المخيم الذي كلف المتبرعين حول العالم 60 مليون دولار، والذي بقي غير مستخدم منذ نوفمبر من العام الماضي.
وخلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الكيني، رايلا أودنغا للموقع، الشهر الماضي، قال إن المخيم سيفتح أبوابه للنازحين في 24 يوليو الماضي، ولكن ذلك لم يحدث. وفي هذا السياق يقول مدير «هيومن رايتس ووتش» في إفريقيا، دانيال بيكيلي، «بالنسبة إلى آلاف اللاجئين الصوماليين المحبطين، الذين يفدون كل يوم، فإن منظر المخيم المجهز وهو خال، سيكون أسوأ توبيخ لهم بالتأكيد».
وطلبت الهيئة الرقابية، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، من الحكومة الكينية فتح ملحق آخر لمخيم «داداب»، فورا، ويستوعب هذا المخيم نحو 440 ألف شخص.
على الرغم من الازدحام الشديد، الذي يشهده المخيم المذكور، فقد أبقت السلطات الكينية مخيما جديدا مغلقا، وأطلق عليه اسم «إفو 2»، على الرغم من الأزمة الحالية.
وطبقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، استقبل «داداب» في المتوسط بين 6000 إلى 8000 لاجئ صومالي شهرياً خلال عام .2010 وهذا العام، ازداد المتوسط إلى 10 آلاف لاجئ شهرياً، وقد ارتفعت هذه الأرقام بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة.
ويصل اللاجئون إلى المخيم سيرا على الأقدام، في الأغلب، ويعانون الإجهاد والجفاف، جراء الرحلة التي قد تستغرق شهرين. وعندما يصل اللاجئون إلى كينيا يروون قصصاً مروعة عن الحرمان والأخطار التي تعرضوا لها، ويفقد بعضهم أفراد أسرهم في الطريق، بسبب الجوع والعطش.
وذكر البعض أن أفراد أسرهم وقعوا فرائس للحيوانات البرية.
وهناك أيضاً تقارير عن أن أفراد الميليشيات المسلحة، يحاولون منع الناس من مغادرة الصومال.
من جهته يؤكد ستيرلينغ، أن المخيم الجديد لم يفتح بعد، واستبعد أن يكون قد ضلل وسائل الإعلام في ما يخص هذه المسألة.
وفي المقابل، أخبر الرئيس الكيني مواي كيباكي، زوجة نائب الرئيس الأميركي، جيل بايدن، التي زارت المنطقة الأسبوع الماضي، بأنه يتعين على الأسرة الدولية مساعدة اللاجئين الصوماليين على الجانب الآخر من الحدود، عوضا عن تركهم يتدفقون باتجاه كينيا.
ويقول بعض الوزراء، في الحكومة الكينية، إن السماح بدخول المزيد من اللاجئين قد يشكل تهديدات أمنية.
وفي غضون ذلك، عبرت هيئات إغاثة دولية في مخيم «داداب» عن خيبة أملها حيال الموقف الكيني، الرافض لفتح المخيم الجديد، وتخاذل منظمة الأمم المتحدة في هذه المسألة. وتعليقاً على تفاقم أزمة اللاجئين في القرن الإفريقي، قال الباحث في منظمة العفو الدولية بشأن الصومال، بينديكت غوديريو، إنه «بينما سيخفف قرار كينيا بفتح توسعة المخيم من الاكتظاظ في مخيمات (داداب) بصورة مؤقتة، إلا أنه من الضروري إتباع ذلك باتفاق سريع على فتح مخيم آخر». مضيفا أن «كينيا تتحمل العبء الأكبر من المسؤولية العالمية عن استضافة اللاجئين الصوماليين، وينبغي على المجتمع الدولي ليس فحسب دعم الردود الإنسانية على الأزمة الراهنة، بل يتعين عليه كذلك التقدم بحلول دائمة للاجئين الصوماليين إلى كينيا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news