الاحتلال صادق على بناء 930 وحدة استيطانية لتضييق الخناق على البلدات العربية
مستوطنة هارحوما تزحف إلى بيــت ساحور
بعد أن كان سكان بلدة بيت ساحور شمال مدينة بيت لحم الفلسطينية يعانون طوال السنوات الماضية من مستوطنة هارحوما (جبل أبوغنيم) الواقعة جنوب مدنية القدس المحتلة، والتي تطل على مشارف بلدتهم ومنازلهم، باتوا اليوم يواجهون خطراً جديداً، وهو زحف المستوطنة إلى أراضيهم ومنازلهم للسيطرة عليها، وإقامة وحدات سكنية استيطانية بمحاذاتها.
وكانت لجنة التنظيم التابعة لبلدية القدس قد صادقت مطلع شهر أغسطس الماضي على بناء 930 وحدة سكنية في مستوطنة هارحوما المقامة على جبل أبوغنيم، الذي يحد بلدة بيت ساحور من الجهة الشمالية، وطرح عطاءات البناء فيها للمقاولين، إذ ستقام هذه الوحدات على أراضي بلدة بيت ساحور.
وباشر الاحتلال الإسرائيلي أعمال البناء لتوسيع المستوطنة، حيث وضع سياجاً بمحاذاة منازل المواطنين حول الأراضي التي سيضمها إلى المستوطنة.
وقال الخبير في شؤون الاستيطان في الضفة الغربية وعضو لجنة الدفاع عن الأراضي الفلسطينية، عبدالهادي حنتش لـ«الإمارات اليوم»: «خلال زيارة ميدانية قمت بها قبل أيام عدة شاهدت ما لا يقل عن أربع رافعات تقوم بأعمال الحفر والبناء في أراضي بيت ساحور، وشاهدت كيف تحاذي الحدود الجديدة للمستوطنة منازل المواطنين في الجهة الشمالية للبلدة، إذ إن الـ930 وحدة سكنية ستكون أقرب إلى بيت ساحور».
وأضاف أن هذا التوسع سيزيد الخناق على سكان بيت لحم التي باتت كالقرية الصغيرة بفعل المستوطنات التي تحيط بها، إذ سيؤدي إلى إغلاق الجهة الشمالية لبلدة بيت ساحور ومدينة بيت لحم بشكل كامل، بفعل إقامة الوحدات السكنية الاستيطانية، وبالتالي سيحرم السكان من وجود مساحات للبناء، وهذا ما يضعهم أمام مشكلة حقيقية تهدد مستقبل وجودهم.
وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان، أن هذا التوسع سيصادر ما لا يقل عن 200 دونم من أراضي بيت ساحور.
ولا تقتصر خطورة هذا المشروع، بحسب حنتش، على خنق وحصار بيت ساحور فقط، بل ستعمل على خلق تواصل بين المستوطنات المحيطة بمدينة القدس المحتلة، من أجل محاصرتها وعزلها عن الضفة الغربية، وكذلك محاصرة الأحياء العربية في مدينة القدس مثل العيزرية وصور باهر وأبوديس.
وأوضح حنتش أن المشروع الجديد «عبارة عن وحدات سكنية وأبنية ستقام على أشكال أفقية ورأسية، فيما يوجد مشروع آخر لبناء جامعات ومعاهد دينية».
وبين أن المستوطنات في الضفة الغربية تبنى بطريقة دائرية لتحجيم البلدات الفلسطينية، وتشكيل أحزمة حولها، لتشديد الحصار عليها، ومنع الفلسطينيين من التوسع في بلداتهم.
وتزامن مع هذا المخطط، تسليم الاحتلال الإسرائيلي عدداً من سكان بيت ساحور، إخطارات هدم لمنازلهم، خصوصاً في المناطق التي يصنفها الاحتلال مناطق «س»، والتي تقع تحت سيطرته، ومن هذه المناطق حي «إسكان الروم»، أكبر المشروعات الإسكانية الفلسطينية والواقع شمال بيت ساحور.
وقال حنتش إن الحكومة الإسرائيلية وافقت أخيرا على بناء الجدار العنصري في قرية الولجة قرب بيت لحم، من أجل محاصرة القدس من الجهة الغربية، وضم أراضي الولجة إلى مستوطنة «جيلو» في بيت لحم، إذ توجد حلقة وصل بين هذه المستوطنة وهارحوما، وهو الشارع الذي كان قديما يربط بين مدن القدس وبيت لحم والخليل. وأضاف أن مستوطنة جبل أبوغنيم أقيمت بالأصل على أراضي القدس وبيت لحم، والتوسع الجديد سيكون على حساب أراضي بيت ساحور.
وفي سياق متصل، قال الخبير في شؤون الاستيطان، إن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية (يشع)، هو الذي يخطط ويرسم المخططات لبناء وتوسيع المستوطنات، ويقدمها إلى حكومة الاحتلال من أجل المصادقة والتنفيذ، وهذا يؤكد التنسيق الموجود بين المستوطنين والمستوى الرسمي الإسرائيلي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news