بهدف ضمه إلى حي المتدينين اليهود.. وربطه بمستوطنة « معاليه أدوميم »

« الشيخ جرّاح » يواجه تهويداً جديداً

سكان حي الشيخ جراح يواجهون ضغوطاً من قبل الاحتلال. الإمارات اليوم

لا تفارق المعاناة حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، الذي يشهد في كل يوم ممارسات إسرائيلية ومخططات تهويد لا تتوقف، بهدف السيطرة عليه بشكل كامل وتحويله إلى حي يهودي، وكان آخر هذه المخططات مخططاً جديداً لمصادرة قطعة أرض تعود ملكيتها لمواطن مقدسي، تبلغ مساحتها خمسة دونمات، وذلك بذريعة بناء موقف سيارات عام للمتدينين اليهود الذين يزورون مقاماً يهودياً مزعوماً يجاور هذه الأرض.

ويواجه الشيخ جراح بناء حي يهودي جديد على أنقاض فندق شيبرد الفلسطيني التاريخي، الذي هدمته بلدية الاحتلال العام الماضي، بينما تقوم الجرافات الإسرائيلية كل يوم بأعمال البناء، التي تعيق حركة المقدسيين بالحي.

ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن الأراضي التي يسيطر عليها تعود لملكيته، وهذا ما تنفيه الأوراق الثبوتية التي تؤكد ملكية الأرض والمنازل للمقدسيين، في المقابل لا يوجد في محاكم الاحتلال ما يثبت ملكيته لهذه الأرض كما يدعي، فيما قام بتزوير عقد إيجار بين يهودي وأتراك لمدة ثلاثة أعوام، في ظل العهد العثماني.

وفي ما يتعلق بالمخطط الجديد، قالت عضو لجنة «أهالي حي الشيخ جراح»، آمال القاسم، لـ«الإمارات اليوم»، توجد قطعة أرض في مقدمة حي الشيخ جراح تعود ملكيتها لرجل أعمال فلسطيني، وهو كامل عبيدات، وهذه الأرض على مدار السنوات الماضية كان الاحتلال يمنع مالكها من إقامة أي مشروع خدماتي أو خاص عليها بحجة أنه يوجد بجانبها مقام يهودي مزعوم.

وأضافت أن مقام «شمعون الصديق» المزعوم هو مقام إسلامي يعرف باسم الولي، والمدفون فيه سعد الدين حجازي منذ 400 سنة، ونمتلك خريطة تثبت ذلك، بينما اكتشفنا أن المقام اليهودي المزعوم موجود في مدينة الناصرة، وهذا يؤكد وجود تناقض وتزوير لدى الاحتلال.

وأوضحت القاسم أن هذه المخططات والممارسات مقدمة لمخطط أوسع وأخطر يهدد حي الشيخ جراح، وهو إقامة 250 وحدة سكنية للمستوطنين في مرحلته الأولى على أنقاض منازل الحي، التي تبلغ 28 منزلاً، ومن ثم ضمه إلى حي المتدينين اليهود الذي يقع غرب الشيخ جراح، فيما ستكون المرحلة الثانية ـ بعد بناء الحي اليهودي على أنقاض فندق شيبرد ـ ربط الحي بمستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، وإخلاء المنطقة الصناعية المجاورة للشيخ جراح، وهذا ما سيؤدي إلى القضاء على الأحياء العربية بالقدس، وذلك بحسب القاسم.

وذكرت القاسم أن الاحتلال سيطر على أربعة منازل في حي الشيخ جراح، تعود ملكيتها لعائلات الغاوي وحنون والكرد، فيما يوجد 11 منزلاً، من بينها منزل آمال القاسم، حاصلة على أوامر إخلاء، ويواجه سكانها قضايا في المحاكم الإسرائيلية.

وقالت الناشطة المقدسية، إن القضاة الإسرائيليين يرفضون البحث في ملفات الملكية المتعلقة بالمنازل المهددة بالإخلاء والهدم، ويرفضون عمل إعلان تسوية، الذي من خلاله يحضر كل طرف الأوراق الثبوتية، كون ذلك يكشف ملكية الأرض الحقيقية.

ضغوط واعتداءات

يعيش سكان حي الشيخ جراح في أوضاع مأساوية بسبب اعتداءات وممارسات الاحتلال والمستوطنين ضدهم، ففي شهر رمضان المبارك كان المستوطنون يطلقون كلابهم تجاه سكان الحي، الذين كانوا ينظمون إفطاراً جماعياً للعائلات التي شردت من منازلها، فيما كانت سيارات الشرطة وقطعان المستوطنين يهاجمون المقدسيين في الشوارع، وذلك بحسب القاسم، وأشارت عضو لجنة «أهالي حي الشيخ جراح»، إلى أن الاحتلال نصب كاميرات مراقبة في الحي لمراقبة السكان، كما حول منزل عائلة الغاوي، الذي سيطر عليه قبل عامين، إلى مكتب مراقبة للاحتلال، وتوجد به كاميرات مراقبة تجاه منازل المقدسيين. كما لم تسلم الحاجة أم نبيل الكرد (85 عاماً) التي تم الاستيلاء على جزء كبير من منزلها، من اعتداءات المستوطنين وأطفالهم، حيث يرفعون الأعلام الإسرائيلية بوجهها وهي جالسة أمام ما تبقى من منزلها.

وعلى الرغم من هذه الممارسات يواجه سكان الحي ضغوطاً كبيرة لدفع الضرائب المختلفة لبلدية الاحتلال، التي تذهب إلى تنفيذ مخططات الهدم والتهويد بالقدس.

ويعد حي الشيخ جراح من أرقى الأحياء بمدينة القدس، إذ لا يقتصر على وجود المنازل فقط، بل يوجد به مبانٍ تاريخية وأثرية، ومنها «قصر المفتي» الذي سيطر عليه الاحتلال، وهو معلم تاريخي كان مفتي فلسطين يلتقي فيه الشخصيات الدينية والثقافية والسياسية، ويعود لعائلة الحسيني بالقدس، فيما يلاصق هذا القصر فندق شيبرد الذي تم هدمه.

تويتر