اختفاء أسلحة متطورة من ليبيا كابوس يؤرق الغرب

الصواريخ في مخازن القذافي باتت مستباحة. أ.ب

مع سيطرة الثوار الليبيين على مجمل الوضع في ليبيا تزايدت احتمالات أن تكون كميات كبيرة من الاسلحة وأعداد كبيرة من الصواريخ والألغام من أنواع مختلفة قد اختفت، ما زاد بشكل كبير المخاوف من وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات متشددة يصفها الغرب بـ«الارهابية».

وبات هذا الأمر كابوساً يؤرق الحكومات الغربية والمسؤولين في أجهزة استخباراتها التي تخشى من أن يؤدي وقوع هذه الصواريخ والاسلحة بأيدي متطرفين من تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات والجماعات الى تقويض جهودها للتصدي «للارهاب»، وزيادة احتمالات تعرض مدن واهداف غربية لهجمات مدمرة. وطبقاً للمعلومات من طرابلس الغرب فقد تم نهب المئات من الصواريخ المضادة للطائرات من ترسانة نظام الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، الى جانب معدات وأسلحة أخرى تركت في مستودعاتها من دون حراسة، بعد انهيار ذلك النظام، وأن افراد ميليشيات مسلحة ومدنيين شاركوا في نهب تلك المستودعات. ومن بين الاسلحة التي اختفت صواريخ «سام 24» الروسية المصممة للتصدي للطائرات القتالية الحديثة والقادرة على اصابة هدف جوي على ارتفاع 11 ألف قدم، والتي بذلت واشنطن جهوداً كبيرة لثني روسيا عن بيعها الى ايران وفنزويلا، وكذلك اعداد من صواريخ «سام 7 و9» التي يمكن استخدامها ضد الطائرات المدنية والطائرات من دون طيار.

ويبدو أن الاسلحة التي تم نهبها اكثر بكثير من الاسلحة التي وقعت في ايدي مسلحين في العراق وحركة طالبان في افغانستان، لانه ليست هناك أي قوات دولية او اجنبية في ليبيا في إطار «الحرب على الارهاب». وما يزيد الامور تعقيداً أن المعارضة الليبية مشغولة ومستغرقة في جهود اعادة بناء الدولة وتشكيل الحكومة والقضاء على بقايا نظام القذافي، ولا تمتلك الامكانات للسيطرة على مستودعات الاسلحة الضخمة التي هجرها الحراس. وطبقاً لبعض الخبراء في مجال التسلح فإن نظام القذافي كان يمتلك 20 ألف صاروخ «أرض جو» اختفت جميعها. ويقول وزير الدولة الجزائري للشؤون الافريقية، عبدالقادر المساحل، إن تنظيم القاعدة في شمال افريقيا يعيد تسليح عناصره بفضل الاسلحة القادمة من ليبيا، بينما قالت الحكومة التشادية إن صواريخ «سام 7» وصلت الى أراضيها.

وفي بلدة ترهونة القريبة من بني وليد تصطف أكثر من 100 دبابة وناقلة جند مدرعة في ساحات كبيرة منذ وقت طويل. ويقول بيتر بوكاريت من منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان: «حقاً تبدو المشكلة كبيرة، فهناك 20 الف صاروخ ارض - جو في ليبيا وهي مفقودة، وان مسؤولي وكالات الامن والاستخبارات الغربية يشعرون بقلق متزايد. قد يفكرون في جعل شمال افريقيا منطقة خاضعة للحظر الجوي»، كما عملت قوات القذافي على نقل كميات من تلك الاسلحة وتخزينها في مستودعات واماكن وسط مناطق مدنية وسكنية يسهل الوصول اليها.

ويقول مستشار الامم المتحدة الخاص لشؤون ليبيا، إيان مارتن: «إن حظر انتشار الاسلحة قضية رئيسة للمجتمع الدولي، يأخذها كمسألة في منتهى الجدية، ولابد ان يكون هناك اهتمام كبير من جانب لجنة نزع الألغام التابعة للامم المتحدة في ما يتعلق بالألغام المفقودة وضرورة العثور عليها». واشارت صحيفة «الإندبندنت» ايضاً الى ان الوحدة البريطانية من شركة «جنرال دايناميكس» الاميركية لصناعة الاسلحة نفذت عقداً لتطوير نظام الاتصالات في وحدات القوات الخاصة التي يقودها خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي، قبل اندلاع الثورة ضد نظامه في فبراير الماضي.

تويتر