بعضهم تعرض للجلد وتقطيع الأوصال

معتقلون ينزفون حتى الموت في سجون النظام السوري

مقتل الطفل حمزة الخطيب (13 عاماً) تحت التعذيب أظهر وحشية الأمن السوري. أرشيفية

مرسال ألماظ مواطن تركي، سافر إلى سورية لإنجاز بعض أعماله، وانقطعت أخباره لشهرين عن عائلته التي اعتقدت أنه لقي حتفه، إلا أنه كان معتقلا داخل سجون النظام السوري، ويقول إنه كان يتمنى في بعض الايام «لو ان الموت زاره بالفعل».

يبلغ ألماظ من العمر 40 عاما، وهو أب لخمسة أطفال، عاد الاسبوع الماضي إلى قريته في تركيا بعد الإفراج عنه بعد 51 يوما قضاها في أكثر السجون السورية السيئة السمعة، ويقول إنه شاهد بعض رفقاء السجن وهم ينزفون دما حتى الموت، بعد تعرضهم للجلد أو تقطيع الأوصال. ويضيف «كل ما كنت أفعله في تلك اللحظات، هو أن أعد الدقائق والساعات المتبقية لي على قيد الحياة». ألماظ عامل بناء من مدينة أنطاكية التركية القريبة من سورية، وكان كثيرا ما يسافر الى سورية لإنجاز أعماله الخاصة أو لزيارة بعض الاصدقاء. وفي مايو ويوليو الماضيين قام بزيارات عدة لأصدقائه هناك، بعضهم منشق عن النظام أو معارض له، ومنغمسون في التظاهرات التي عمت البلاد منذ مارس الماضي.

تعرض ألماظ للاعتقال، في 15 يونيو الماضي، على حاجز تفتيش في قرية بالقرب من الحدود، واتهمته السلطات بالتجسس لمصلحة تركيا ومساعدة الثوار وهي التهم التي أنكرها. وبعد اعتقاله تم إيداعه أكثر سجون سورية رعبا، وهو «فرع فلسطين» التابع للاستخبارات العسكرية في العاصمة دمشق. يقول «كانت رائحة الدم تفوح من الزنزانة، كانوا يأخذون السجناء واحداً بعد الاخر ليعودوا في بعض الأحيان من دون عين، وتعرض أحدهم للخصي وآخر كسرت رجلاه ولم يكن هناك ماء ولا دواء وكان الوضع غير إنساني». ويؤكد أن التعذيب وتقطيع الأوصال كانا يتمان خلف باب الزنزانة مباشرة، لكي يسمع بقية السجناء صرخات التعذيب، ويضيف أنه كان يعد نفسه للموت في أي لحظة. تعرض ألماظ لصعقات كهربائية في يديه ورجليه، وتعرض للجلد بشدة في وسطه، وظل يتبول دما في الـ20 يوما التالية، وبعد ثمانية ايام من ذلك تم ترحيله الى دمشق، فظل في حبس مظلم لمدة شهر متعرضا لمزيد من الجلد والصعق بالكهرباء، وفي آخر الأمر تم إخطاره بعدم وجود أي دليل ضده وبأنه سيتم الافراج عنه قريبا، وتم ترحيله بعد ذلك إلى زنزانة مع سجناء آخرين، حيث استطاع أن يتعافى من جروحه، لكن لاتزال بعض آثار الجروح بادية على جسده، والتي يقول إنها بسبب القيود الحديدية، ويعاني مشكلات في كليته ولم توفر له سلطات السجن أي مسكن للآلام.

أحد الدبلوماسيين الاتراك في دمشق أكد حادثة اعتقال ألماظ وترحيله في ما بعد إلى بلاده في 12 سبتمبر الجاري، وتشير وثائق سفره إلى أنه كان في سورية في ذلك الوقت. وتحدثت صحيفة «التايمز» مع منظمات تعنى بحقوق الإنسان، وبعض المعتقلين السوريين السابقين، الذين أكدوا صدق واقعة اعتقال ألماظ.

ووثقت منظمة العفو الدولية نحو 88 حالة وفاة في الحبس بين الأول من أبريل والخامس عشر من أغسطس الماضيين. وفي 52 حالة، كان التعذيب هو السبب الرئيس المفضي إلى الوفاة أو السبب المساعد له.

وكانت أبشع تلك الحالات حالتي موت الطفلين تامر السهري البالغ من العمر 15 عاما، وصديقه حمزة الخطيب (13 عاما)، اللذين اعتقلتهما قوات الأمن، وظهر جثماناهما في شريط فيديو في المواقع المختلفة على «الإنترنت»، في مايو ويونيو الماضيين.

تويتر