الفلسطينيون متفائلون بخطاب عباس رغم غموض الخطوة المقبلة
على الرغم من الغموض الذي يلف المرحلة التالية في الأمم المتحدة، يبدو الفلسطينيون متفائلين بخطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، وإعلان تقديمه طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
واحتفل عشرات آلاف الفلسطينيين المحتشدين في رام الله وبقية أنحاء الضفة الغربية، بالطلب الذي قدمه عباس، بشأن قبول دولة فلسطينية مستقلة على خطوط ،1967 عضوا في الأمم المتحدة.
وهتفت الحشود الفلسطينية «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين!»، و«الله أكبر»، بينما كانت شاشات كبيرة تنقل خطاب عباس وهو يمسك نسخة من طلب العضوية لدولة فلسطينية، الذي سلمه بنفسه قبل ذلك بقليل الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ورشق مئات المتظاهرين، في مدينة الخليل، الشاشة التي بثت خطاب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بالاحذية، في تعبير عن سخطهم على الخطاب.
وقالت لمى جرادات (20 عاما) إن خطاب الرئيس «كان معبرا بدرجة كبيرة عن حقوق الشعب الفلسطيني، وكان جريئا جدا ورفعنا رؤوسنا عاليا بأبومازن(عباس)».
وأضافت لمى أن «الاحتلال سيفرض علينا عقوبات اقتصادية، لكننا عندما نكون شعبا واحدا في دولة واحدة، سنكون أقوى من الجميع».
من جهته، رأى غسان ظواهري (25 عاما)، أن «الخطاب تاريخي، ونقل المفاوضات من مسألة ثنائية متعلقة بإسرائيل والرعاية الأميركية المنحازة، إلى جهة اكبر من ذلك».
وأشار إلى أن «أسوأ السيناريوهات هو وجود ضغوط وإجراءات عقابية واقتصادية، سواء من الإسرائيليين أو الأميركيين».
وفي قطاع غزة، الذي تسيطر عليه منذ 2007 حركة المقاومة الاسلامية «حماس»، التي أعلنت عدم تأييدها مسعى عباس، وصفت الحركة خطا�( الرئيس الفلسطيني بأنه «فارغ المضمون»، بسبب تمسكه بخيار التفاوض مع إسرائيل، ومع ذلك بدا الناس متفائلين من خطاب الرئيس الفلسطيني.
تقول ابتسام أبوهاشم (41 عاما)، إن «الدولة بإذن الله ستقوم رغما عن إسرائيل ونتنياهو، والرئيس كان شجاعا جدا وموفقا في خطابه، ولم يخف من اسرائيل ولا من تهديد أميركا بالفيتو (حق النقض)».
وعبر زياد أبوالجيش (47 عاما) عن «افتخاره بالرئيس أبومازن، وبقوة حجته أمام كل العالم، وكيف لم يخف من أميركا ولا من أوباما».
وأشادت الصحف الفلسطينية الصادرة، أمس، بخطاب عباس حيث وصفت صحيفة «القدس»، الأكثر مبيعا، خطاب عباس على صفحتها الأولى بـ«التاريخي».
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها، إنه «فجر جديد لفلسطين»، مشيرة إلى أن «الرئيس قذف بذلك الكرة بقوة إلى ساحة المجتمع الدولي وأمام الضمير العالمي، لتقول الشرعية الدولية كلمتها بشأن عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة الدولية».
وأضافت أن «الضغوط الهائلة التي مورست على الجانب الفلسطيني، لثنيه عن تقديم طلب العضوية، ثبت فشلها وتأكد مجددا أن الرئيس يضع نصب عينيه المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وأنه لا مجال أبدا للمساومة على حقوق شعبنا الثابتة، مهما كانت الضغوط، وأيا كان مصدرها».
وتابعت أن «الرسالة (خطاب عباس) وصلت بسلاسة الى المجتمع الدولي تماما، كما وصلت الاشارة الواضحة إلى خطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات، عندما قال لا تدعوا الغصن الاخضر يسقط من يدي».
وفي صحيفة «الأيام»، كتب حسن البطل «إن لم يكن في سبتمبر هذا العام، فليكن في سبتمبر العام المقبل».
وتوقع أن «تزداد البرامج الاقتصادية الأوروبية لدعم الدولة الفلسطينية زخما، بعد التصويت في الجمعية العامة على فاتيكان فلسطين»، في إشارة الى منح فلسطين وضع الدولة المراقب على غرار الفاتيكان.
وأضاف أن «للسيد أبومازن أن يضحك أخيرا وكثيرا على من وصفه بـ(صوص بلا ريش)»، مؤكدا أن الرئيس الفلسطيني هو «صقر هذه الدورة» للجمعية العامة للامم المتحدة.
وفي الصحيفة نفسها، أشاد رئيس نقابة الصحافيين الفلسطينيين عبدالناصر النجار بخطاب عباس، مشيرا الى أنه «لخص القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، في مواجهة الاحتلال، وإرهاب الدولة، والاستيطان، والعنصرية الاسرائيلية».
ورأى النجار ان «التصفيق الحار المتكرر من معظم ممثلي دول العالم هو استفتاء واضح المعالم، مفاده أن العالم مع الدولة الفلسطينية ومع السلم العالمي، الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء آخر احتلال في هذا الكون».
ونشرت الصحيفة رسما كاريكاتوريا يصور النسر شعار دولة فلسطين، وعند قلبه علم فلسطين، وكتب فوقه «مباشر من الأمم المتحدة».
وكتب رئيس تحرير صحيفة «الحياة الجديدة»، المقربة من السلطة الفلسطينية حافظ البرغوثي، إن «النجم الفلسطيني سطع في نيويورك، ومنها في العالم».
وأضاف أن «أبومازن نجح في خطف الأضواء والتصفيق والتقدير والتأييد، وأذهل العالم أجمع بشرحه الموضوعي للحق الفلسطيني، وبثباته وصلابته وثقته المتبادلة مع شعبه الفلسطيني، الذي تابع خطابه باهتمام وتأييد، وتشجيع غير مسبوق».
وأشار إلى أن «الرد الاسرائيلي بلسان نتنياهو كان واهنا ومفككا، يشبه ثرثرة على مقهى رجال عصابات، في مواجهة الحكمة الفلسطينية الرصينة».